توج أولسان هيونداي الكوري الجنوبي بكأس دوري أبطال آسيا موسم 2012 ، عقب فوزه اليوم السبت على نظيره الأهلي بثلاثة أهداف نظيفة في نهائي البطولة الذي أقيم على إستاد التاج الكبير ( ملعب أولسان) بمدينة أولسان الكورية .



ومنح الهدف المبكر لفريق أولسان في الدقيقة 13 من عمر المباراة أصحاب الأرض فرصة أكبر لفرض سيطرتهم .

وكان الشوط الأول أنتهى بتقدم أولسان هيونداي بهدف مقابل لاشيء عن طريق مدافعه تاي هو ، وأضاف دي سانتوس الهدف الثاني في الدقيقة 67 من عمر المباراة قبل ان يضيف كنم سونج الهدف الثالث لفريقه ليقضي على أحلام الفريق الأهلاوي.

في المقابل لم يقدم الفريق الأهلاوي ما يشفع له بالفوز، ولم يستطع لاعبوه التصدي للقوة الهجومية لأولسان ، ولم يتمكن لاعبو الأهلي من خلق فرص تهديفية أو خلق حلول فردية بعد ان وضعهم لاعبو أولسان تحت الضغط طوال الوقت ، ليخرج الفريق الأهلاوي من ثاني نهائي آسيوي يصل إليه خالي الوفاض.

وكان يمكن للاعبي أولسان زيادة الغلة من الأهداف في ظل الحالة المعنوية للاعبي الأهلي بعد الهدف الثالث ، لكن القدر كان رحيما بجماهير الأهلي.

اندفع لاعبو أولسان نحو الهجوم منذ صافرة البداية للاسترالي بنيامين وليامز ، دون حاجة لدقائق جس النبض، مدعومين بحماس جماهيري غير عادي ،كشفت الربع الساعة الأولى عن إستراتيجية أصحاب الأرض الهجومية ، معتمدين على الاندفاع من الأطراف بالضغط على ظهيري الجنب، مع مشاركة قائد الفريق المدافع كواك تاي هو طويل القامة في الكرات الثابتة ، واستطاع من أحدها تسجيل الهدف الأول لفريقه ، بالإضافة إلى تحركات البرازيلي دي سانتوس العرضية لخلخلة الدفاع الأهلاوي، مع الضغط على حامل الكرة من لاعبي الأهلي في وسط ملعبهم مما أصابهم بالارتباك .

في المقابل حاول الأهلي امتصاص الاندفاع الهجومي للفريق الكوري المتوقع ، فعمد إلى الرجوع إلى منتصف ملعبه ، وبالتالي لم يكن للأهلي أي حضور هجومي في الربع الساعة الأولى.

أسفر الاندفاع الهجومي المبكر للاعبي أولسان عن حصولهم على خطأ في الدقيقة الثانية من ناحية اليسار الأهلاوية التي يشغلها المدافع الشاب حيدر العامر ، ونجح الدفاع الأهلاوي في تشتيتها.

كشفت الكرات الثابتة بالقرب من محيط منطقة الجزاء للأهلي عن الدور المكلف به قائد فريق أولسان المدافع كواك تاي هو ، معتمداً على طول قامته ، في الوقت الذي لم يفطن فيه التشيكي ياروليم ، لهذ الدور ، وتركه يمارسه بحرية.

بعدها مباشرة في الدقيقة 13 حصل أولسان على خطأ قرب خط ال18 ، ونفذه اللاعب كي هو ، لتصل الكرة إلى رأس قائد اولسان كواك تاي هو ، الذي ارتقى بين عقيل بلغيث ومعتز الموسى ، ويحول الكرة إلى داخل الشباك الأهلاوي في الوقت الذي خرج فيه المعيوف من مرماه، مسجلاً هدف فريقه الأول.

أصاب الهدف لاعبي الأهلي بالارتباك في الوقت الذي اشتعلت فيه حماس الجماهير في المدرجات ، وواصل اولسان استراتيجيته الهجومية ، ويحصل في الدقيقة 16 على الركنية الثالثة ، لكنه لم يستفد منها .

في الربع الساعة الثانية ، حاول الأهلي التخلص من صدمة الهدف المبكر، ويحاول لاعبوه الإتيان بردة فعل ، وفي أول ظهور هجومي للاعبيه ، في الدقيقة 22 يحصل الفريق على اول ضربة ركنية له ، ينفذها تيسير الجاسم ، ويشتتها الدفاع الكوري الجنوبي.

حاول لاعبو الأهلي البحث عن الثقة المفقودة واللعب بالأسلوب الذي يفضلونه ، عن طريق التمرير الأرضي والصعود الجماعي من الخلف للأمام ، مستغلين الهدوء النسبي الذي أصاب لاعبي أولسان ، رغم ذلك لم يسمحوا للاعبي الأهلي بالاستحواذ ، وعادوا للضغط على حامل الكرة.

في الربع الساعة الأخير من الشوط الأول تقدم لاعبو الأهلي نسبيا ، بعد أن تخلو عن حرصهم الدفاعي ، وبعد دقائق من انحصار اللعب وسط الملعب ، وفي الدقيقة 31 يحصل مدافع اولسان على البطاقة الصفراء الاولى في المباراة ، بعد ان ترك الكرة وتفرغ لمنع اندفاع الحوسني بضربة كوع في الصدر ، ويحتسب الحكم ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء ، ويسدد فيكتور مباشرة لتصل الكرة إلى أحضان الحارس الكوري الجنوبي.

أتيحت للاعبي الأهلي أول فرصة حقيقة في الدقيقة 38 ، عندما مرر تيسير الجاسم من فوق مدافعي أولسان ، لتصل الكرة داخل منطقة الجزاء الكورية إلى معتز الموسى ، الذي سدد بقوة ، لكن كرته ارتدت من الدفاع المتراجع بسرعة ، ووصلت مرة أخرى لفيكتور داخل المنطقة الذي سدد بقوة في التكتل الدفاعي ، لتضيع فرصة حقيقة للأهلي لإدراك التعادل.

وفي الدقيقة الأربعين ، وصلت الكرة إلى فيكتور بجواره الحوسني ،بين اثنين من مدافعي أولسان ، لكن سوء تصرف اللاعبين ، ارتباكهما يهدر فرصة أخرى للأهلي ، لكن الكرة عادت إلى تيسير الجاسم ، ومررها إلى معتز الموسى ، لكنه سدد بقوة بعيدا عن المرمى.

عاد الأهلي إلى ملعب المباراة بعد استراحة بين الشوطين ، باسترتيجية مختلفة ، بعد أن تخلى عن حرصه الدفاعي ، لكنه أبقى على نفس تشكيلة الشوط الأول دون تغيير ، ونشط تيسير الجاسم نسبيا ومعه اللاعب الشاب مصطفى بصاص ، في الوقت الذي حافظ فيه اولسان على نهجه الهجومي ، ليتقاسم الفريقان الاستحواذ .

استمر اللعب سيجالا بين الفريقين ، وحصل الأهلي في الدقيقة 49 على خطأ من جهة اليسار لأولسان ، نفذها كامل المر ، وتصدى لها الحارس ، وتصل إلى فيكتور لكنه لم يفلح في السيطرة عليها. في الدقيقة 67 ، تمكن البرازيلي دي سانتوس من تسجيل هدف فريقه الثاني من كرة عرضية أخطأ في تقديرها الحارس عبد الله المعيوف ليسجل هدف فريقه الثاني .

وحصل معتز الموسى في الدقيقة 66 على البطاقة الصفراء الثانية في المباراة ، بعد دخوله العنيف على مدافع اولسان
ليسارع التشيكي ياروليم من خارج الخطوط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فيدفع باللاعب عبد الرحيم جيزاوي على حساب لاعب الارتكاز وليد باخشوين ، وبعدها بدقيقتين ، يدفع بلاعب الوسط محسن العيسى بدلا من معتز الموسى.

لم تفلح تغيرات ياروليم في تغيير وجه الفريق الأهلاوي ، لكن أولسان واصل ضغطه وهجومه مدعوماً بتشجيع حماسي ل47 ألف متفرج أحتشدوا في ملعب التاج الكبير ، وفي الدقيقة 76 يبدد اللاعب كيم سونج أي أحلام للاعبي الأهلي في المباراة عندما استغل كرة عرضية وروضها في غياب من مدافعي الأهلي ، وسدد بقوة ، لم يراها الحارس الأهلاوي إلا وهي في الشباك محرزا الهدف الثالث لفريقه.

وكان القدر رحيماً بلاعبي الأهلي عندما عاد اللاعب كيم سونج ، وحول الكرة في المرمى الخالي ، بعد أن خرج إليه المعيوف في الدقيقة 78 ، لكن كرته مرت بغرابة إلى خارج المرمى من جوار القائم الأيسر للحارس الأهلاوي.

دفع ياروليم بأخر ورقة له بنزول الأرجنتيني موراليس في الدقيقة 86 ، لكن الثلاثية الكورية الجنوبية ، كانت قد نالت من معنويات لاعبي الأهلي ، فتباعدت خطوطهم ، واتسم أداؤهم بالارتباك ، ومنحوا الفرصة للاعبي أولسان للسيطرة .

حصل أولسان على ضربة ركنية في الدقيقة 90 ، وأعلن الحكم الرابع عن أربع دقائق وقتاً بدل ضائع ، في الوقت كثر فيه التمريرات المقطوعة من لاعبي الأهلي، وبدا وكأنهم اقتنعوا بما آلت إليه الأمور، فيما وصلت معنويات لاعبي أولسان إلى السحاب ، وراحوا يستعرضون في التمرير والتوغل الهجومي ، حيث تتوالى الفرص الكورية على مرمى المعيوف.

وفي الدقيقة 94 مرر موراليس كرة عرضية يلعبها عبد الرحيم جيزاوي بقوة من لمسة واحدة ، ترتد من الحارس الكوري ، ويتابعها الحوسني ، لكن الكرة تتهادى إلى خارج المرمى، وتضيع على الأهلي فرصة حفظ ماء الوجه ، ليعلن بعدها الحكم الاسترالي ويليامز أولسان هيونداي بطلاً لدوري أبطال آسيا على حساب الأهلي بثلاثية نظيفة.