الكمأة - الترفاس - الفقع

روى البخاري عن سعيد بن زيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الكمأة من المنّ و ماؤها شفاء من الله للعين"

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قالوا: الكمأة جدري الأرض، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم" حديث صحيح

مع الشتاء تأتي الأمطار، وتبرز من باطن الصحراء فطريات لذيذة الطعم هي (الفقع) التي يغرم أهل الصحراء بجمعها وأكلها ويخصصون من أجل ذلك الرحلات الطويلة في البر.

للفقع أكثر من اسم بمختلف البلدان التي تنمو بها. فهي الترفاس أو الكمأة. وهي تتكون في باطن الأرض الصحراوية بسبب اشتداد الرعد والبرق. لأن البرق يعمل على تكوين أكسيد الأزوت في الهواء الجوي وتذوب هذه الأكاسيد مع مياه المطر ثم تسقط على الأرض. ويتسبب الأزوت في نمو هذه الفطريات (الفقع) لذيذة الطعم ذات الرائحة العطرية. لذا فقد أطلق عليها اسم (بنت الرعد) والفقع فطر من الفصيلة الكمئية من اللازهريات وهو يشب البطاطس في الحجم، ولا جذر له ولا ساق وينمو مطمورا في التربة ثم تنفتق الأرض عنه درنات من غير جهد للإنسان فيه، تبارك الله احسن الخالقين

ينبغي حتى ينبت الفقع بأذن الله أن تتوفر ثلاثة شروط مهمة وهى:

1- التربه: تربه صحراوية مستوية ينتشر فيها الحصى الأملس الصغير وينمو فيها بعض النباتات الصحراوية المصاحبة تعرف بـ (العائل) والتي قد ترشد الى الفقع كالطرثوث والعرجون (فطريات) والرقروق او الارقة

2- الوقت: زمن هطول المطر من الربيع واوائل الشتاء ويستمر وقته لمدة 3 شهور تقريبا

3- المطر: فيشترط إن يكون من الأمطار الرعدية، والغريب إن العرب قديما أدركوا ذلك وسموا الكمأة (بنت الرعد) وحديثا قال العلماء إن الرعد يعمل على ترسيب الاكاسيد والمركبات الغذائية والازوتية اما على صورة جافة أو صورة محاليل مائية بفعل حبات المطر

فإذا تحققت هذه الشروط الثلاثة ظهر الفقع بأذن الله تعالى في الأسواق بعد شهرين تقريبا من أول نزول المطر ولو تخلف أي شرط لا ينبت، لذا لم تنجح محاولات تدجين الفقع كما نجحت زراعة أنواع كثيرة من الفطر، ليبقى الفقع نباتا وحشيا يمتنع على التدجين ويستعصي على الزراعة

قيمته الغذائية
الفقع ذو قيمة غذائية عالية وله مكانة ممتازة كطعام فاخر في كثير من بلاد العالم حيث تحتوي على نسبة عالية من البروتين الغني بالأحماض الامينية الأساسية، لذا تستخدم كبديل للحوم وهي غنية بالفيتامينات خاصة فيتامين ( سى )

طعمه:
طعمه مثل طعم كلية الذبيحة ونسيجها محتواها قليل جدا من الدهون ومع لذة طعمه فانه يتطلب الحذر حين أكله لانه يحتاج حرصا شديدا رغم الهش فى التلاحم القوي فيها و يجب تنظيفه من الرمال والأتربة

طريقة التقاط الفقع
الفقع يكاد يصبح كأنه لون جديد من ألوان الصيد فيغرم الكثيرون بالذهاب إلى الصحراء مع طلوع الشمس، فلا يشعر الإنسان إلا وقد انتهى النهار وهو يجوب الأرض باحثا عن الترفاس، ويهتدي الباحث عن الفقع بوجود نبات الأرقة، فهي أهم علامة على إمكانية وجود الفقع في الأرض نظرا لأنه اشهر عائل تعود الناس على رؤيته مجاورا لفطر الفقع. كما يُسهل تشقق الأرض عن الفقع من الإهداء إليه، حيث يظهر بسهولة تشقق الأرض عنها وقت الضحى ووقت الأصيل على وجه الخصوص، حيث يكون ميل أشعة الشمس على سطح التربة عاملا مساعدا على كشف الاجزاء المتشققة والتي تعني وجود الكمأة المكتملة النمو تحتها, ونادرا ما يجد الباحث فقعة منفردة فلابد إن يجد حولها واحدة أخرى أو أكثر. . والمتعة كل المتعه في التقاطه والاهتداء إليه حيث ينمو في منابته ،

أهم انواعه:
الزبيدي هو من اجود انواع الفقع واغلاها والذها طعماً ومشهور في الجزيرة العربية وهو ذو قيمة غذائية عالية اذ يحتوي على كمية كبيرة من البروتينات وغني بفيتامين (أ) ويتميز بلون ابيض ناصع ورائحة قوية مميزة ويباع باسعار مرتفعة

الكمأة ومعالجة الرمد الربيعي: (التراخوما) Trachoma
هناك بعض الخبرات و الابحاث فى علاج الرمد الربيعى بالترفاس وذلك بأستخلاص العصاره المائيه ولاتوجد نتائج موثقه علميا لهذه الطريقه يمكن الاطمئنان لها .

الكاتب: عطيه العوامى