تركي الدخيل .. إعلامي سعودي ، زادت الأضواء عليه بعد تقديمه لبرنامج " إضاءات " في قناة العربية ، واتسعت الدائرة من خلال عموده اليومي في صحيفة الوطن السعودية غفر الله له ..
(سبق) الالكترونية ، ومن خلال زاوية لقاء السبق يسعدها أن تجري هذا اللقاء مع الإعلامي تركي الدخيل .. فإلى الحوار بتفاصيله :
س : تركي .. هل أنت مستعد لكل تساؤلات " سبق " للإجابة عليها " بصراحة " ؟
أتمنى ذلك.
س : تركي الدخيل عرفه الجمهور أكثر من خلال البرنامج الجماهيري " إضاءات " أين كنتَ قبل هذا البرنامج ؟
كنت في بلاط صاحبة الجلالة... أغسل البلاط تارة، وألمعه أخرى، وأتزحلق عليه ثالثة، لكني كنت مستمتعا لآخر قطرة... ولا أزال، والحمد لله.
س : المرحلة الانتقالية والتحول الجذري لدى تركي الدخيل من منهج إلى منهج آخر ، ما هي قصة وأبعاد هذا التحول ؟
يا صديقي لا تبع الماء في حارة السقاءين. مرحلة انتقالية وتحول جذري ومنهجين، يا ساتر يا رب. حسيت أني تشي غيفارا!
كنت وأنا صغير تركي الدخيل، وبقيت وأنا مراهق تركي الدخيل، وأحسب أني كبرت وأنا تركي الدخيل. ما بين كل هذه الثلاث وغيرها تحولات مجتمعية. فقط تلفتوا يمينا ويسارا لتروا...
س : " أنت ليبرالي " بعد أن كنتَ إسلامي .. ما تعليقك ؟
أنا تركي الدخيل السعودي المسلم الإعلامي. لا أقدم نفسي يوما على أني أكثر من ذلك.
س : البعض يقول ظهرت لديك ملامح الليبرالية حتى في حواراتك وذلك بإعطاء الشخصيات الليبرالية المساحة والحرية في الإجابة على أسئلتك ، عكس ما تعطيه للشخصيات أصحاب الاتجاه الآخر " الإسلامية " والذين تتعامل معهم بطرقة جافة وقاسية في الحوار .
سبحان الله. سمعت من الطرف الآخر من يقول أني أداهن الإسلاميين، وأن هذه من بقايا طفولتي الصحوية. أنا متأكد من أنه طالما هناك رأيين بهذا الشكل فأنا أسير في طريق جيد. على العموم ما أحرص عليه دائماً هو المهنية بعيداً عن توجهات الضيف. أحاول وأتمنى أن أنجح.
س : تركي الدخيل " مدعوم " في برنامجه بشكل كبير .. من أين لك هذا الدعم ؟
أجمل شيء أنك لست كويتياً وإلا لخفت من مدعوم هذه لأنها تعني عندهم مصدوم
قبل أن أنتقل إلى التلفزيون قضيت خمسة عشر عاماً في الصحافة، فيها أعوام كاملة مجموع ما حصلت فيه من دخل لا يتجاوز الألف ريال مع أني كنت أعمل عمل المتفرغين. الفارق أني لم استسلم لنظرية تقول أنه لا يصل إلا أصحاب الواسطات، ولذلك تعبت حتى صنعت شيئاً، أن كان ثمة شيء.
سئلت قبل أعوام عن كوني مدعوماً فأجبت بالإيجاب، ولما سألوني من يدعمك، قلت لهم: دعاء سيدة ترفع يدها إلى السماء كل يوم عدة مرات لتقول: اللهم وفقه، واحجب عنه الشرور. ماتت أمي رحمها الله، ولم تمت دعواتها الطيبة.
س : بدأ برنامج إضاءات بداية قوية باستضافة شخصيات من فئة خمسة نجوم ، وتراجع مؤخراً بإستضافة الشخصيات الأقل شهرة .. لماذا ؟
دائماً هناك نسبية في التقديرات. في ظني أن سلمان العودة، ومحمد السحيمي، والسيد علي الأمين، والدكتور حمد الماجد، ومحمد عابد الجابري من فئة السبع نجوم في مقاييس الإعلام.
س : هناك انتقادات حادة في طريقتك للحوار بأن طاولة الحوار أمامك مليئة بالأوراق ، التي تعتمد عليها !!
هل هذه دعوة بيئية لتقليل استخدام الأوراق؟! ما المشكلة في ذلك؟! لا أجد في ذلك بأساً. لو زعمت أني سأشرب مقالات ضيوفي وأحفظها لأسائلهم بها لكذبت لأني لا أستطيع وليس هذا دوري بتاتا!
س : هل صحيح أن تركي الدخيل يجسد كل ما يستطيع تجسديه من أجل تلميع نفسه وزيادة الأضواء عليه من خلال علاقاته المختلفة ؟
لم أفهم ما معنى صياغة السؤال، وما علاقة التجسيد والتجسيم في الموضوع. أعرف أني إعلامي، ولدي صورة متكاملة يجب أن أعمل عليها. قد تعجب البعض، وقد يستاء منها البعض الآخر، وفي الحالين، ما يحدث طبيعي وتعبير جميل عن تفاوت الناس في الأذواق والآراء والرؤى والثقافات والعقول. الأهم أني لا أجبر أحداً على شيء.
س : حصلت على لقب " سيد الحوار " هل دفعت مبلغاً من الأسفل للحصول عليه ؟
نعم دفعت عشرة ملايين دولار للوليد بن طلال مالك مجلة روتانا التي أجرت الاستفتاء. لكنه أعادها لي وقال لي: العادة أنا اللي أعطي. بطبيعة الحال ما كذبت خبر وفرحت بالمولمة! "انتو بتجيبو الأسئلة دي منين "
س : تركي الدخيل مقدم برنامج ، وكاتب صحفي يومي ، ومؤلف ، ومشرف على موقع إلكتروني ، وضيف في كثير من القنوات ، فضلاً عن الأعمال التجارية والإعلامية المختلفة .. ما هذه القدر لديك ومن أين تأتي بالوقت في متابعة ذلك كله ؟
سياق هذا السؤال يعني اعترافاً بشيء من نجاح، بينما كانت الأسئلة السابقة تشي بأنك تحاور فاشلاً من الطراز الأول، هذا مشجع وإن كنا نقترب من نهاية الوقت.
أنا مؤمن بشكل كامل بأن كل إنسان لديه طاقات كبرى، وأنه لو رتّب نفسه لأنجز الكثير. بذات درجة الإيمان أرى أن معظم الذين يقترفون ما لا يليق بهم لا يحدث لهم ذلك بسبب غبائهم أو قلة عقلهم أو نضوب معرفتهم، بل لفراغهم. لذلك قررت أن أجعل أوقات فراغي قليلة. بالمناسبة أنا اعتبر أن أوقات المتعة ليست أوقات فراغ. أوقات الفراغ هي تلك التي تعصف بك فيها الأفكار السلبية لتقلبك ذات الميمنة وذات الميسرة.
س : واجهت عدة مواقف محرجة من المتصلين أثناء استضافتك في عدد من القنوات الفضائية .. بماذا تفسر ذلك ؟
هذا انعكاس طبيعي لشرائح المجتمع. هناك أناس يعبرون عن أنفسهم بطريقة سيئة تعكس ثقافتهم وتربيتهم ومعرفتهم ونفسياتهم.
بالمناسبة، أعتقد أن من السهل جداً على المرء أن يكون سيئاً وسبّاباً ولعّاناً ومحتقراً للناس. الصعوبة أن تنجح وأنت أديب أريب حسن الخلق.
س : انتقالك للكتابة الصحفية من جريدة الرياض إلى الوطن .. مصادرنا تؤكد أنها على خلفية خلاف بينك وبين رئيس تحرير جريدة الرياض .. ما صحة ذلك ؟
صحيح، والخلاف وصل إلى الاشتباك بالأيدي بعد. مبسوط سعادتك؟! . أولاً: مصادرك يا سيدي داجة، لأني شاورت أستاذي تركي السديري قبل خروجي من الرياض، كما استشيره في كثير من شؤوني الإعلامية، ولم يكن لي أن أختلف مع قامة مثل تركي السديري. تركي، لمن لا يعرفه، فارس شهم، إن لم ينفعك لم يضرك، كالرائحة الطيبة. أقول ذلك بعد أن خرجت من الرياض، فقد كنت أتحرج من أن أقول فيه ما أراه يوم كنت أكتب في جريدته، لأن هدايا العمال غلول.
س : هل كان لجريدة الجزيرة السعودية سبباً في نشأة هذا الخلاف الذي على أثره انتقلت للكتابة في جريدة الوطن ؟
لأ. الحقيقة أن السبب كانت القدس العربي والسفير اللبنانية وخصوصاُ البرافدا السوفيتية. تعرف أحس أن لياقتك بدأت تخونك في آخر الأسئلة . شفت وش ميزة الأوراق اللي على الطاولة.
س : قبل أيام كتبت مقالاً وعنوته بـ : بلال المؤذن وبلال الرئيس ، وأثار هذا المقال ضجة إعلامية مصحوبة باتصال من الأمير سلمان بن عبد العزيز .. ما الذي جرى ؟
أنتم في سبق لا تسألون. أنتم المسؤولين، فقد رأيت تغطيات وأخبار ومقالات وقصص على مقالي. ما حدث شرحته في مقالي سر الأمير سلمان، ثم في المقال الأخير: بلال بلا مزايدات.
س : حاولت من خلال إحدى مقالاتك إنهاء الموضوع وقلت في نهايته : إنما الأعمال بالنيات ، ما الذي دعاك إلى التعقيب والكتابة مرة أخرى في نفس الموضوع ما دامت الأعمال بالنيات ؟
التفسيرات المتجنية أحياناً تدفعك لذلك. تقويلك ما لم تقله. الفهم على مزاج القارئ لا على ما يكتبه الكاتب. كل ذلك دعاني للشرح.
س : ما هي نوعية الرسائل التي ترد إلى بريدك من القراء على خلفية مقالات المختلفة ؟
رسائل من كل جنس وطعم ولون، من المديح المبالغ فيه إلى الشتائم، وبينهما الكثير من الرسائل العاقلة، والحمد لله على كل حال، لكني أسعد بهذا التفاعل، وأحس بأنه دلالة على أنك ألقيت حجراً في ماء راكد.
س : صحيفة " سبق الالكترونية " ماذا تقول لها ؟
هل تظن أن سبق ومن فيها حاطين أيديهم على خدودهم ينتظرون ما أقوله لهم؟! أنا لا أظن ولذلك لن أقول لهم شيئاً.
منقول من صحيفة سبق ..
مواقع النشر