برلين - إيمان الزويني (إينا) - منذ أشهر عديدة، تنامت في ألمانيا ظاهرة العداء والرفض لتواجد الأجانب والمسلمين بشكل خاص، وتنقل وسائل الإعلام المحلية كل المظاهرات ضد الهجرة إلا أنها تغفل مبادرات اندماج الأجانب والجالية المسلمة داخل المجتمع الوطني.
وفي الأسابيع الأخيرة، تصدرت حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" وتعرف بـ "
بيغيدا" المعادية للجالية المسلمة المشهد وألقت الضوء على الوضع الراهن داخل ألمانيا، وأبانت عن أن نسبة كبيرة من المجتمع الألماني ترفض توافد الأجانب. وكانت الحركة قد بدأت المظاهرات المعادية لتواجد الأجانب بعدد لم يتجاوز 500 شخصا لتفوق 1,000 شخصا في ظرف وجيز جدا، وانضم إليها لاحقا مجموعة من النازيين الجدد وأحزاب أخرى رافضة للوحدة الأوروبية.
وتأتي هذه المظاهرات في وقت تبوأت فيه ألمانيا المرتبة الثانية، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، من حيث عدد استقبال المهاجرين الأجانب داخل أراضيها، إلا أن المجتمع الألماني منقسم حول نظم استقبال هؤلاء المهاجرين.
فمن جهة، هناك فئة تعتقد أن عدد المهاجرين مرتفع جدا وأن ألمانيا لم تنشأ لاستيعاب كل المهاجرين، أما الفئة الأخرى فترى أنه من الضروري تعبئة المجتمع لمساعدة الأشخاص الذين يبحثون لهم على بيئة للعيش بشكل أفضل.
ودأبت الحركة في شعاراتها وتصريحاتها على الإشارة إلى أن الإسلام يشكل تهديدا للمجتمع الألماني، بينما لا يتعدى عدد المسلمين مليونين ونصف من أصل ثمانين مليون ساكن في ألمانيا ما يضعف من صحة هذا التهديد.
وهذه التصريحات تضاف إلى الموجة المعادية للإسلام التي باتت منتشرة على المستوى العالمي.
وفي المقابل، بدأ عدد من المواطنين الألمان في تقديم الدعم الوافر للمهاجرين بشكل تطوعي من تقديم الوجبات إلى المساعدة في الوثائق الإدارية.
وعملت هذه الفئة من المجتمع على تنظيم مظاهرات منددة بحركة "بيغيدا" التي هي اختصار لـ"أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا"، ففي يوم 22 ديسمبر وصل عدد المتظاهرين إلى 20 ألف شخص مقابل 17 ألف شخص فقط لدى الحركة المتطرفة.
ويظل الوضع في ألمانيا يستحق اهتماما متزايدا خاصة وأنها تشكل المحرك الاقتصادي للقارة الأوروبية. ورغم المبادرات المتنوعة لفئة واسعة من المجتمع الألماني لكسر هذه الموجة الشعبوية إلا أن وسائل الإعلام الألمانية تقدم حيزا أكبر في تغطياتها لهذه المظاهرات.
مواقع النشر