[align=justify]أستاذ علم المناخ : عدم استمرار الدفء
يناير أبرد شهور العام
تأثر الأجواء بأخاديد هوائية تهوي بدرجة الحرارة إلى ما دون الصفر
توقّع أستاذ علم المناخ بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة الملك سعود وعميد الكلية الدكتور فهد بن محمد الكليبي عدم استمرار الدفء في المملكة بالرغم من ما شهدته أوربا وأمريكا الشمالية وروسيا من برد قارص وتساقط ثلوج لم تشهدها منذ عدة عقود.
وقال الدكتور الكليبي ل (الرياض) ان الجزء الماضي من شتاء هذا العام يعتبر دافيء نسبيا في المملكة خاصة المناطق الوسطى والشرقية والغربية. إلا انه من المتوقع أن لا يستمر الدفيء، حيث سيدخل شهر يناير مطلع الأسبوع القادم والذي يعتبر ابرد شهر في السنة في المملكة. و سوف تتأثر المملكة بتعمق أخاديد هوائية باردة (Cold Troughs) قد تؤدي إلى خفض درجة الحرارة الصغرى إلى ما دون الصفر المئوي خاصة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية وقد يمتد ذلك للمنطقة الوسطى في حال توغل خط درجة الحرارة الصفر المئوي في مستوى 850 مليبار جنوبا وتدني السماكة (Thickness) بين مستوى 500 و 1000 مليبار في المنطقة (شكل 1). بالنسبة لمدينة الرياض فالموجات الباردة تؤثر عليها مابين فترة وأخرى في فصل الشتاء واغلبها وأشدها تحدث في شهر يناير، فهذا الشهر ابرد شهور الشتاء الثلاثة (ديسمبر، يناير، فبراير)، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة لمدينة الرياض في هذا الشهر 14درجة مئوية حسب السجلات المناخية لمدينة الرياض خلال 35سنة الماضية.
إلا أن هناك تفاوت بين درجة الحرارة الكبرى (عادة تكون ظهرا) والصغرى (عادة تكون آخر الليل)، فمعدل درجة الحرارة الكبرى 20درجة مئوية والصغرى 8درجات مئوية وهذا يعني مدى حراري كبير بين الليل والنهار يبلغ 12 درجة مئوية. بالرغم من أن المعدل لشهر يناير هو 14درجة مئوية إلا أن هناك تفاوتا سنويا في برودة هذا الشهر، فقد كان أبرد شهر يناير مر على الرياض خلال 40 سنة الماضية هو يناير عام 1992م بمتوسط درجة حرارة بلغ حوالي 10 درجات مئوية وأدفأ يناير كان عام 1985 بمتوسط درجة حرارة بلغت 17درجة مئوية. أما أقل درجة حرارة سجلت في يوم واحد في شهر يناير هي 4.5 تحت الصفر ( -4.5) في يوم 6 يناير عام 1992م. أبرد فترة زمنية للرياض خلال 40 سنة الماضية كانت بين 1986حتى 1993 وأدفأها الفترة بين 1994حتى 2004.
ومن المحتمل والله اعلم أن يصاحب تعمق تلك الأخاديد الهوائية الباردة بعض المنخفضات الجوية الحركية (Dynamic low pressure systems) يصاحبها جبهات هوائية باردة وقد ينتج عنها سقوط بعض الأمطار بإذن الله عند توفر الظروف الجوية الأخرى خاصة الرطوبة الجوية الكافية. وحتى الآن يعتبر هذا الموسم لكثير من مناطق المملكة، خاصة الوسطى والشمالية، موسما جافا. وبناء على معلومات مناخية للأربعين سنة الماضية، فإن معدل كميات الأمطار السنوية في مدينة الرياض هو 110مللمتر، إلا أنه في بعض السنوات قد تكون الأمطار أقل من ذلك بكثير وفي سنين أخرى تكون أكثر من ذلك بكثير، على سبيل المثال في عام 1976م كانت الأمطار 271مللمتر وفي عام 1995م كانت كمية الأمطار 270 مللمتر، بينما في عام 1966و1978و1990و1999م كانت كمية الأمطار اقل من 25مللمتر. ومن المأمول أن ترتفع درجات الحرارة في بحر العرب في أواخر الشتاء وأول الربيع بعد انحسار ظاهر لا نينا (La Nina) في المحيط الهادي، وهذا قد يؤدي إلى سقوط أمطار جيدة في آخر الشتاء وربيع هذا العام والله أعلم.
جريدة الرياض عبدالله الحسني[/align]
مواقع النشر