رحم الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين حيث قال :لو عثرت ناقة في العراق لسألت عنها لما لم أمهد لها الطريق
وبحجم المصاب لن نوجه اللوم اليوم إلا لمقامكم يا ولي الأمر
كنا سنفرح بالعيد كغيرنا من الناس والوضع في الجنوب مبهج لنا
وقلقنا على جنود البلاد ورجاله في الحرب وفي الحج ملازم لنا
الذي سرق العيد من أمامنا هو ما حدث لأهلنا وأحبتنا في جدة
أي مهانة وأي مذلة ذهبت بسببها الأرواح البشرية؟
هل تعي يا خادم الحرمين أن يغرق المرء ويلقى حتفه رغم أنفه في مياه الصرف الصحي؟
وأحر قلباه من هكذا منية ؟
وأسفاه على جباه سجدت لله ولحى وأشناب خدمت هذه البلاد لقيت حتفها في مستنقعات الصرف الصحي
كنا نسمع تصريحات المسؤولين اللا مسؤولين وهم يعبرون عن هذه الكارثة بكل برودة وإستخفاف
حتى شاهدنا المقاطع التي لن تمتحي من الذاكرة ما حيينا
خادم الحرمين
من للضعفاء والكهول والأطفال والشيوخ والنسوة في هذا المصاب الأليم والمتسبب فيه إهمال من أقمتهم على سدة الأمر
أنفقت على جدة ولم تبخل ؟
ولكن
سلهم لا أبا لهم أين ذهبت المليارات ؟
وهل أنفقتها حفظك الله ليضخوها لحساباتهم الخاصة ويتركون جدة تغرق في فضلاتهم وما يتجشأون ؟
لن يخفف مصابنا ولن تطيب نفوسنا
حتى تقف على رأس الأمر وتحاسب كل من له يد في غرق جدة وشعبها في مياه الصرف الصحي
وساعة من غضبك تعطي المظلومين حقوقهم وتعيد الحق لأصحابه
لا نعترض على قضاء الله وقدره
لكننا مؤمنين بأن الله الذي خلق الإنسان وكرمه لن يقبل أن يموت غارقاً في وسط الفضلات
خاصة عباده السجد الراكعين
حاسبهم يا خادم الحرمين قبل أن يحاسبك الله عما يقترفون فينا
حاسبهم وأغلظ وأشدد ولا تأخذك فيهم رحمة ولا عاطفة
فالمصاب عظيم فالذين قضوا نحبهم غرقى من شعبك ليسوا بأقل شأنا منهم
يا ليت من مات من أهلنا مات غارقاً في مياه الأمطار
لكان الحدث أخف وطأة على أنفسنا
ياليتهم رغم عظم المصاب ماتوا بكرامة
بل ماتوا غارقين في وحول المجارير بسبب تخاذل وتلاعب القائمين على هذا الشأن
بكينا حتى بللنا الأرض تحت أقدامنا
بكينا بحسرة لن يطفي جذوتها سوى أن تكون على رأس الأمر وتشعرنا بأنك لن ترضى أن يسرق منا عيدنا
ويستبدل بآهات تذوب من حرارتها الكبود
وأنات أحرقت حناجرنا
ودموع أعمت مآقينا
ما سيحدث بعد الذي حدث لا يهمنا بقدر أن يحاسب من تسبب في هذه الطامة المخزية المخجلة
كان الله في عونك ونصرك ووفقك للبطانة الصالحة التي تعينك
وأدام الله حكمكم فينا ولولا علمنا بأننا لن نخذل وسنعطى سؤلنا لما رفعنا لمقامكم الكريم العتبى
مواقع النشر