واشنطن - فيل ستيوارت / كابول - مير واعظ هاروني (رويترز) - شنت الولايات المتحدة ضربة جوية استهدفت زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا أختر منصور وربما قتلته في منطقة نائية داخل الحدود الباكستانية في عملية من المرجح أن تقوض أي آفاق لعملية السلام.



وقال الرئيس الأفغاني التنفيذي عبد الله عبد الله يوم الأحد إن من المرجح أن منصور قُتل في العملية الأمريكية. وقال عبد الله "الليلة الماضية أبلغ مسؤولون أمريكيون الحكومة الأفغانية ذلك ومن المرجح جدا أن يكون قُتل. فور حصولنا على معلومات أخرى سنبلغ شعبنا."

وإذا ما تأكد مقتل منصور فقد يفجر معركة على خلافته ويعمق الخلافات التي ظهرت في صفوف الحركة بعدما تأكدت وفاة مؤسسها الملا محمد عمر العام الماضي بعد أكثر من عامين على موته.

وأظهرت العملية التي تمت يوم السبت -والتي قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس باراك أوباما وافق عليها وشاركت فيها عدة طائرات بدون طيار- استعداد الولايات المتحدة لملاحقة قيادة طالبان داخل باكستان التي اتهمتها حكومة كابول المدعومة من الغرب مرارا بإيواء المتشددين.

كما تبرز الاعتقاد السائد بين القادة الأمريكيين أن طالبان أصبحت تحت قيادة منصور أكثر قربا من جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة وهو ما يمثل تهديدا مباشرا على أمن الولايات المتحدة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بيتر كوك أن الجيش الأمريكي نفذ ضربة استهدفت منصور قرب منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية لكنه أحجم عن التكهن بمصيره. وقال كوك "ما زلنا نقيم نتائج الضربة وسنعرض المزيد من المعلومات حينما تكون متاحة."


زعيم طالبان الملا أختر منصور في صورة حصلت عليها رويترز من طرف ثالث - رويترز

ولم يصدر عن طالبان أي رد فعل رسمي لكن التركيز أنصب فورا على نائب زعيم الحركة سراج الدين حقاني قائد شبكة حقاني التي ألقي عليها اللوم في معظم الهجمات الانتحارية الكبيرة التي وقعت في كابول مؤخرا.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن الطائرات الأمريكية بدون طيار استهدفت منصور ومقاتلا آخر بينما كانا في سيارة بمنطقة نائية في إقليم بلوخستان الباكستاني جنوب غربي بلدة أحمد وال.

وقال مايكل كوجلمان المحلل لدى معهد وودرو ويلسون في واشنطن "قياسا على مسائل التسلسل الهرمي فحسب فإنه سيكون الشخص المرجح لخلافة منصور. "لكن حينما يتعلق الأمر بطالبان لا يوجد شيء قاطع والجدارة لم تكن أبدا المعيار."

وأصبح حقاني الرجل الثاني في الحركة بعدما تولى منصور قيادتها العام الماضي ويعتبر على نطاق واسع معارضا للمفاوضات وإذا ما تولى قيادة الحركة فمن المرجح أن تخبو الآمال أكثر وأكثر في إجراء المحادثات.