جنيف - توم مايلز / جون أيريش (رويترز) - التقت جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا بوسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لأول مرة يوم الأحد إلا أن عملية السلام تواجه مشاكل بعد أن قتل مهاجمون من تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من 60 شخصا قرب أقدس المزارات الشيعية في سوريا.



وحذر ممثلون من الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية وتضم سياسيين ومسلحين معارضين للرئيس السوري بشار الأسد من أنهم قد ينسحبون من محادثات جنيف إذا لم يجر تخفيف معاناة المدنيين جراء الصراع المندلع في البلاد منذ خمس سنوات.

وقال رئيس وفد الحكومة السورية إن الانفجارات في دمشق التي ألقت وزارة الداخلية باللوم فيها على سيارة ملغومة ومهاجمين انتحاريين اثنين تؤكد الصلة بين المعارضة والإرهاب رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية غير مدعو للمشاركة في المحادثات.

وتهدف الأمم المتحدة إلى مفاوضات تستمر ستة شهور وتسعى أولا لوقف إطلاق النار ثم العمل من أجل التوصل لتسوية سياسية للحرب الأهلية التي قتلت أيضا 250 ألف شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين.



وقالت الهيئة العليا للتفاوض يوم الجمعة إنها ستقاطع العملية مصرة على أنها تريد وقف الضربات الجوية والحصار المفروض على البلدات السورية قبل الانضمام للمفاوضات. وأرغم ذلك دي ميستورا -الذي وجه الدعوة للحكومة والهيئة العليا للتفاوض للمشاركة في "محادثات تقارب" يلتقي خلالها بكل من الطرفين في غرفة منفصلة- إلى أن يبدأ المحادثات مع وفد الحكومة السورية فقط.

وتحت ضغط شديد خاصة من الولايات المتحدة رضخ وفد الهيئة العليا للتفاوض ووصل إلى جنيف يوم السبت. ولكنه أثار تساؤلات بشأن المدة التي سيبقى فيها هناك.

وقال رياض حجاب منسق المعارضة في بيان على الانترنت إنه نظرا لانتهاك النظام السوري وحلفائه لحقوق الشعب السوري فان تواجد وفد الهيئة العليا للتفاوض لن يكون له ما يبرره وقد ينسحب.

ووصف بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة المحادثات -وهي الأولى منذ عامين- بأنها طال انتظارها مضيفا أثناء زيارة لإثيوبيا "أود أن أحث جميع الأطراف على اعتبار الشعب السوري أساس مناقشاتها وفوق كل المصالح الحزبية."



حصار كامل
نفت بسمة قضماني وهي عضو في فريق التفاوض التابع للمعارضة أن يكون جانبها مستعد للتفاوض. وقالت في مؤتمر صحفي إن الوفد جاء إلى جنيف بعد أن تلقى ضمانات والتزامات وإن لديه التزامات محددة بأن يتحقق تقدم جدي بشأن الوضع الإنساني.

وأضافت أنه لا يمكن للمعارضة بدء المفاوضات السياسية قبل أن تتحقق هذه الأمور.

وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية إلى محادثات السلام في جنيف إن حكومته تبحث اجراءات مثل اقامة ممرات انسانية ووقف لاطلاق النار والافراج عن سجناء لكنه أشار إلى أن ذلك قد يتحقق كنتيجة للمحادثات وليس قبلها.

وتابع أن ذلك بكل تأكيد جزء من البرنامج الذي تم الاتفاق عليه وسيكون واحدا من النقاط المهمة للغاية التي سيناقشها المواطنون السوريون مع بعضهم البعض.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن الضربات الجوية الروسية أسفرت عن مقتل نحو 1400 مدني منذ بدأت موسكو حملتها الجوية دعما للأسد قبل نحو أربعة شهور.



وقالت قضماني إن القصف زاد خلال الأسبوع الماضي مضيفة أنه في إطار الاعداد للمفاوضات زاد كل شيء وأصبح الحصار المفروض على المدن كاملا.

ونقلت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية عن التنظيم اعلانه المسؤولية عن العمليتين اللتين وقعتا في حي السيدة زينب بدمشق.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن عدد القتلى أكثر من 60 بينهم 25 مقاتلا شيعيا.

وكانت وزارة الداخلية قالت في وقت سابق إن 45 على الأقل قتلوا وأصيب 110 في حين عرض التلفزيون الرسمي لقطات لمبان محترقة وسيارات محطمة في المنطقة.



ولم توجه الدعوة لتنظيم الدولة الإسلامية للمشاركة في المحادثات إذ أن الأمم المتحدة تصنفه على أنه جماعة إرهابية. إلا أن الجعفري قال إن الانفجارات تؤكد الصلة بين المعارضة والإرهاب مشيرا إلى الهجمات وتصريحات زعيم للجبهة الجنوبية وهي تحالف آخر للمعارضة.

وقال إن الهجمات تؤكد ما قالته الحكومة السورية مرارا وتكرارا بأن هناك صلة بين الإرهاب ومن يرعونه من أحد الأطراف ومن بعض الجماعات السياسية التي تتظاهر بأنها ضد الإرهاب.

وأضاف أن أول وسيلة لمساعدة السوريين هي وقف تركيا والأردن والسعودية -التي تدعم المعارضة- من إرسال إرهابيين للبلاد.

(شارك في التغطية سليمان الخالدي في عمان وليلى بسام في بيروت وميشيل نيكولز في الأمم المتحدة- إعداد علا شوقي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

موجيريني:إنفجار دمشق يهدف إلى تعطيل محادثات السلام السورية
بروكسل (رويترز) - قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني يوم الأحد إن الهدف من الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من مزار شيعي في دمشق وراح ضحيته أكثر من 60 شخصا هو تعطيل محادثات السلام السورية في جنيف.


سيارات تحطمت جراء انفجار في دمشق يوم الأحد - رويترز

وأضافت في بيان "الهجوم الذي وقع قرب ضريح السيدة زينب يهدف بكل وضوح إلى تعطيل المحاولات الرامية لبدء عملية سياسية."

وقالت إن وجود أعضاء من المعارضة السورية والحكومة في جنيف للتفاوض أمر مشجع.