المستشار القضائي اللحيدان لـ«عكاظ»:
حديث «لا تسبوا أصحابي» يرد على مجيزي تمثيل دور الصحابة
نعيم تميم الحكيم ـ جدة
أوضح لـ «عكاظ» المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي في الجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان عدم إمكانية تمثيل دور الصحابة من جهة العقل والتحليل النفسي الإكلينيكي والتحليل الازدواجي الشخصي والنصوص الصحيحة التي تؤكد على ذلك.
وأكد اللحيدان أنه انطلاقا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا أصحابي»، ومن الفطرة السليمة، فإن تمثيل دور الصحابي قائم على قيام الممثل بكلام وأعمال قالها أو فعلها الصحابي فعلا.
وبين أنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن هذه تنقسم إلى قسمين، الأول؛ إن كان ما يتعلق بحكم العبادة والمعاملة فهذا أمر خطير، خاصة أن الناس اليوم لا يفرقون بين الصحيح والضعيف والحسن لغيره والحسن لذاته، وبين ما له أصل وما ليس له أصل، وبين العالي والنازل من الأسانيد «فقد يقبل المشاهد على الممثل، وتحديدا العامة والشباب الذين يبتعدون عن القراءة والتحقيق بتصديق ما يظهر أمامهم وهذا افتراء».
أما القسم الثاني، فأوضح اللحيدان أنه يدخل في باب حماية كتاب التوحيد، حيث ذكر الإمام مسلم في المقدمة أن محمد بن سيرين قال: «إن هذا العلم دين يعني الأسانيد فانظروا عمن تأخذون دينكم».
كما استدل اللحيدان بقول ابن عباس في مقدمة صحيح مسلم، والسند قوي عراقي مدني: «كان الناس إذا قيل قال رسول الله اشرأبت إليهم أعناقهم، أما وقد كثرت الفتنة والفتن قلنا سموا لنا رجالكم، أي كيف جاء هذا المتن على الصحابي قولاً أو فعلا سواء كان مرفوعا أو موقوفا».
وخلص اللحيدان بقوله: «بتأمل هذه المسألة بنظري، وسبر أغوار أفعالها، فإني أرى ألا يدخل فيها كل أحد، لأن المسألة يكتنفها الشرع الصحيح والعقل السليم من العجلة والمعارض من العجلة، لذلك فإن تمثيل الصحابة غير ممكن من هذه النواحي».
وكان المجمع الفقهي قد أصدر فتوى في الأسبوع الماضي تجيز تمثيل الصحابة معارضة أقوال فقهاء أعضاء في لجان شرعية أباحوا التمثيل في ضوابط وممن قالوا بذلك عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك الذي أباح التمثيل لكن رأيه كان قبل أن تصدر فتوى المجمع بأكثر من عام.
عكاظ
((( التعليق )))
مايهمني هنا هو شخصيات الممثلين وهيئاتهم الخلقية وطريقة إلقائهم باللغة العربية حيث يؤتى بممثل لاتستقيم هيئته وملامح وجهه وحتى قامته مع تفاصيل صفات الشخصية الصحابية أو التاريخية التي يمثلها تمثيلا دراميا حتى أن بعضهم يتحدث باللغة الفصحى وكأنه يتقيأها والبعض الآخر يسلق مخارج حروفها سلقا لفظيا وهو يتشدق بها مشوهة بالتكسير وبلع بعض حروفها
كم تمنيت لو أن وزارات الإعلام في الدول العربية أن تصدر قوانين مشددة بعدم عرض الأفلام والمسلسلات الدينية والتاريخية إلا بعد مراجعتها من مراجع دينية وتاريخية ولغوية أسوة بكتب التراث التي لاتجاز إلا من المجامع اللغوية العربية ومتى ماتم ذلك فإنه سينبثق عنه مراجع شرعية وفقهية يوثق بها
فقد سئمنا والله من الأفلام والمسلسلات الدينية والتاريخية التي لا تخلو من القصور في حقائق ماتشتمل عليه من نصوص وتشويه متعمد للتاريخ والحقائق حتى من أجل تسويق هذه المسلسلات تجاريا طالما المنتج والمخرج عايزين كده من دون رقيب أو حسيب مما يضطر الجماهير إلى متابعة المسلسلات المكسيكية والتركية في ظل إفلاس إعلامنا عن السرد التاريخي الأدبي روائيا وروحيا ولغويا
مواقع النشر