بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هل تسبب احتلال ايران لمنابع النفط العراقية حرج للحكومة العراقية ؟؟
يقول منصور فرهنج أول سفير للجمهورية الإيرانية الإسلامية لدى الأمم المتحدة في يناير 1980 في كتابه الذي صدر مؤخرا في أمريكا بعنوان ''السلام وليس الإرهاب'' ان الخميني كان يكن العداء والاحتقار للعرب، وانه حتى عندما حاول تحريض العراقيين الشيعة ضد صدام حسين عبر رسائل متتالية في الاذاعة والتلفزيون وفشل في اثارتهم ضد النظام البعثي كشف الخميني عن شعوره تجاههم وقال: ''.. انهم كلهم عرب انهم كلهم معاوية بن ابي سفيان'' في اشارة الى ان الفرس هم الشيعة المخلصون لآل البيت في حين ان العرب هم قتلة الحسين رضى الله عنه.
ويورد فرهنج دلائل اخرى على كراهية الخميني للعرب ويقول كان الخميني رغم طلاقة لسانه بالعربية الا انه يرفض التحدث بها مع اي عربي ايا كان مستواه حيث كان يعتمد الترجمة من الفارسية الى العربية ، احتقاراً لكل من قابله من العرب ...
ان احمدي نجاد اكثر رجال ايران تمسكا '' بالخمينية '' ولا يتعامل مع العراق الا بعقلية الطامع ولربما تكون تصريحات حسين ابراهيمي مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني والتي تزامنت مع حادثة احتلال '' الفكة '' وكجزء من تبريرها والتي طالب فيها العراق بدفع تعويضات عن الحرب الإيرانية ؟ العراقية مقدارها 1000 مليار دولار هي اكبر دليل على ما ذهبت اليه.
وربما لا يعلم الكثير ان حقل '' الفكة '' العراقي الحدودي في محافظة ميسان الجنوبية كان بمثابة الشرارة الأولى التي دفعت الرئيس العراقي السابق صدام حسين لاتخاذ قرار الحرب على إيران حيث كان هذا الحقل وتلك المنطقة الحدودية عام 1980 وعلى مدى أشهر منطقة ساخنة بسبب الهجمات التي كان يقوم بها الجيش الإيراني على الحدود العراقية، وفي نهاية عام 1983 كانت المنطقة نفسها ساحة لمواجهة عسكرية بين الجيش العراقي وايران استمرت لعدة أشهر وانتهت بدايات عام 1984 دفع خلالها الجيش العراقي عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى لاسترجاع الحقل واخراج القوات الإيرانية منها، ومن العجائب المضحكة المبكية ان تقوم مجموعة عسكرية صغيرة إيرانية بأسلحة فردية باحتلال هذا الحقل بعد 26 عاما.
من الصعب التعامل مع احتلال حقل الفكة من زاوية الأطماع الإيرانية بالنفط العراقي فحسب فالحقل يحمل في باطنه من النفط ما قيمته مئات المليارات من الدولارات حسب تحليل الخبراء فالبعد الأستعمارى والأحقاد التاريخية حاضرة بقوة في المشهد فالحقل نفسه كان السبب في اطلاق صدام حسين لما سمي بشرارة '' قادسية صدام''.
احتلال حقل الفكة هذه المرة يأتي في ظل جو سياسي مختلف تماما عن تلك الاجواء التي كانت سائدة ابان حكم صدام حسين '' العدو اللدود للخميني والخمينية ''، فالعراق اليوم هو اقرب دولة في المنطقة الى ايران وحكام العراق الآن هم حلفاء ايران تاريخيا، حيث تربوا وترعرعوا في كنفها ابان معارضتهم للنظام العراقي السابق وعندما عادوا الى العراق بعد الاحتلال الاميركي ادخلوا إيران من اوسع الابواب، فحجم التغلغل الإيراني في عراق ما بعد صدام لا يوصف ولا يصدق، فإيران هي القوة الاكثر تأثيرا على الارض من الولايات المتحدة '' قوة الاحتلال الرسمية ''، ورغم كل هذه الهيمنة السياسية والاقتصادية والامنية التي تتمتع بها ايران في العراق الا انها لم تكتف بها واصرت على ممارسة العدوان على ارض حلفائها وهو سلوك لا يمكن تفسيره بالطمع بل بالحقد التاريخي حيث شكل العراق والعراقيون تاريخيا سدا منيعا في وجه الأطماع الإيرانية ...
مواقع النشر