توقع مصدر مسؤول أن موجة الجفاف التي تعرضت لها بعض الولايات الأمريكية لن يكون لها تأثر واضح في واردات المملكة من الحبوب بشكل عام، وذلك في ظل انفتاح السوق السعودية على الكثير من الأسواق العالمية التي تمثل مصادر بديلة لإمداد السوق المحلية بأي نقص قد يحدث خلال في الفترة الحالية وحتى نهاية العام.
رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودية :
أوباما يتفقد حقل ذرة في ميسوري ضمن الاهتمامات الحكومية الأمريكية لمواجهة الجفاف. رويترز
وأكد المهندس
عيد المعارك رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودية، أن حدوث أزمة نقص في الشعير والذرة الصفراء وفول الصويا وغيرها غير متوقعة، قائلا: ''إن ما يحدث من موجة جفاف في بعض الولايات الأمريكية لن يكون له تأثر في المملكة ولا في الكميات التي تستوردها السعودية من مختلف دول العالم''.
وأضاف: ''إن المملكة سوق مفتوحة على العالم وبالإمكان الاستيراد من أوروبا ومن آسيا ومن دول أمريكا الجنوبية وليس هناك عوائق في ذلك فالبدائل متوافرة وبكثرة''.
عيد المعارك
وأشار رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودي، إلى أن استيراد المملكة من الحبوب كالشعير وفول الصويا والذرة الصفراء وغيرها لم تنخفض، أن الاستيراد لم يتعثر بل إن هناك زيادة في أسواق بعض الدول المنتجة وبكثرة.
وقد أكدت مصادر مسؤولة لـ ''الاقتصادية'' في وقتا سابق أن التوقعات الخاصة بأزمة الغذاء قد يكون أثرها محدودا في السعودية، بالنظر إلى وجود عقود شراء لسلع طويلة الأمد وبشكل كاف، ويدعم المخزون الاستراتيجي المحلي.
ولفتت المصادر إلى أنه في حال وجود أزمة خصوصاً في السلع الأساسية في السعودية من حيث ارتفاع أسعارها فإنه من المتوقع أن تتدخل الدولة من خلال تقديم الدعم لتلك المنتجات في سبيل تخفيض أسعارها على المستهلك كما تم مع سلعة الأرز سابقاً والتي تعتبر الأرز من أهم السلع الأساسية محلياً.
وأضافت المصادر خلال حديثها: ''التوقعات تشير إلى أن أزمة الغذاء المتوقعة ستكون في أمريكا وأوروبا، وبالتالي فإن الدول المنتجة للأرز في آسيا وبحسب التقارير لن يكون فيها أزمة''.
وتابعت: ''من الممكن أن تتدخل الدولة لدعم السلع الأساسية إذا ظهر فيها ارتفاعات كبيرة تثقل كاهل المواطن كما تم في السابق''.
وقالت: ''جميع ما يدور حالياً من تصريحات وتقارير تشير إلى توقعات سلبية قد تحدث، لكن العامل المهم أيضا والمؤثر في ذلك هو العرض والطلب، بمعنى أن شح الطلب مقابل العرض سيؤدي إلى الابتعاد عن الأزمة والعكس صحيح، وأن ما يدعم وجود ذلك الشح هو وجود كساد في الاقتصاديات الأوروبية''.
ورأت المصادر أن التقارير الدولية تشير إلى أن الأزمة المتوقعة ستكون في الذرة والقمح بدرجة أساسية، وأنها إن حدثت فستكون في العام المقبل.
وعادت المصادر لتؤكد أن الوضع في السعودية مطمئن وأن المخزون كاف، وأن رجال الأعمال وموردي السلع يدركون أهمية الاتفاقيات وعقود الشراء طويلة الأمد في استقرار الأسعار، وتأمين الطلب المحلي.
ويأتي ذلك بعد أن كشفت منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة ''فاو'' قبل أيام عن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية في تموز (يوليو) بعد تراجعها في الأشهر الثلاثة الماضية، معتبرة أنها قد تشهد مزيدا من الارتفاع ما يزيد احتمال حدوث أزمة غذاء على غرار تلك التي وقعت عام 2007 - 2008.
وشاعت مخاوف عالمية إثر تلك التوقعات، وهو ما يستدعي قيام تلك الدول بحسب المختصين بأخذ الاحتياطات اللازمة والتكاتف في سبيل عدم تفشي أزمة غذاء قد تكون عبئاً على دول تعاني في الأساس أزمات اقتصادية.
وأوضح تقرير أمريكي أن موجة جفاف التي تشهدها الولايات المتحدة منذ نصف قرن تعد هي الأسوأ حيث قضت على سُدس محصول الذرة المتوقع، ما يهدد بموجة تضخم في أسعار الغذاء العالمية.
وأشارت تقديرات الحكومة الأمريكية إلى أن مزارعي الذرة تخلوا عن حقول تعادل في مساحتها مساحة كل من بلجيكا ولوكسمبرج بعدما ألحقت أعلى موجة حرارة في تاريخ الولايات المتحدة في تموز (يوليو) أضرارا بالمحصول لا يمكن إصلاحها.
ويقدر الخبراء حجم الفجوة الغذائية العربية بـ 37 مليار دولار عام 2010، فيما يتواصل نمو السكان بمعدل سنوي يقدر بـ 2.2 في المائة ليبلغ تعدادهم نحو 355 مليون نسمة.
مواقع النشر