فندق واحد 5 نجوم في عسير .. و622 فندقاً في مكة لم تحقق حد المعايير الأدنى
63 فندقاً في المملكة استحقت النجوم الخمس ومعايير السياحة تكشف عن وضع متردٍ لقطاع الإيواء
كشف إجمالي تصنيف الفنادق بالمملكة عن انخفاض واضح في جودة وإمكانيات الفنادق القائمة بالمملكة، حيث وصل إجمالي الفنادق المستحقة لدرجة 5 نحوم في جميع مدن المملكة 63 فندقاً فقط ، بما فيها مدينتا مكة والمدينة المنورة والتي إجمالي عدد فنادقها لجميع الفئات1112 فندقا منها 26 فندقاً فقط من فئة 5 نجوم ، وفي الوقت الذي وصل إجمالي الفنادق في 35 مدينة بالمملكة إلى 164 استحق الغالبية منها الحصول على تصنيف نجمة ونجمتان ، وكشفت التصنيف الخاص بمكة والمدينة والذي أعلن في شهر محرم الماضي ، عن وجود قصور كبير في خدمات قطاع الإيواء بالمملكة ، في أهم مدينتين تشهد تردداً كبيرآً لزوار الحرمين الشريفين من خارج المملكة وداخلها ، حيث لم يحقق 622 فندقاً في مدينة مكة المكرمة فقط ، الحد الأدنى لمعايير التصنيف التي وضعتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ، والتي شرعت في تطبيق نظام النجوم العالمية على فنادق في المملكة بدل نظام الدرجات ، والذي كان معتمداً في فترة إشراف وزارة التجارة على الفنادق في المملكة . وتركز هذه المعايير والإشتراطات على جوانب المبنى وموقعه والمواقف المحددة له والمدخل الرئيسي له ، ووضع البهو والاستقبال ، وكل ما يتعلق بغرف النزلاء ومساحتها ، ووضع دورات المياه والمقاهي والمطاعم ، ووسائل الترفيه ، وغيرها من الإشتراطات، حيث هناك أكثر من 70 عنصراً خصصت لوضع الغرف الفندقية والحد الأدنى لشروطها .
وبالنسبة لواقع الشقق المفروشة في مكة على سبيل المثال لم تحصل 243 شقة مفروشة جرى مسحها وتطبيق شروط هيئة السياحة عليها على الدرجتين الأولى والثانية ، وفي الوقت الذي لم تحقق الحد الأدنى للمعايير 223 شقة مفروشة ، وحققت 13 شقة فقط شروط الحد الأدنى ، و7 شقق فقط استحقت الدرجة الثالثة .
مقارنة بدبي
ومن خلال مقارنة بسيطة رصدتها «الرياض» مع فنادق دبي على سبيل المثال ، نجد أنه وحتى منتصف العام الماضي 2010 م يتضح أن عدد فنادق الخمس نجوم 51 فندقاً ، والشقق الفندقية تصنيف خمس نجوم" 46 " ، وفي ظل وجود 565 فندقاً حتى شهر سبتمبر الماضي في دبي تحقق معايير النجوم العالمية ، وفق رقابة مشددة ، وجعلها تحقق إيرادات وصلت الى أكثر من 9 مليارات و238 مليون درهم في 9 شهور من العام 2010 م ، وحققت نسب إشغال عالية وصلت الى ما يزيد على 4 ملايين سائح وفق آخر احصائيات العام المنصرم .
وبالعودة لفنادق المملكة يتضح عدم وجود فنادق من فئة خمس نجوم مثل حائل وجازان وتبوك والباحة ، وعدم استحقاق فنادق في جده لفئة أربع نجوم ، وفي مدينة بحجم منطقة عسير كمدينة سياحية من الدرجة الأولى في موسم الصيف لم يحصل على تصنيف 5 نجوم سوى فندق واحد .
ويتضح من خلال التصنيف الذي حصلت عليه إجمالي الفنادق في المملكة من ضعف الرقابة في الماضي ، حيث لا يوجد التزام بشروط تتعلق بالخدمات الفندقية التي يحتاجها النزلاء ، ولااهتمام بنظافة الغرف أو دورات المياه او توفير وسائل الترفيه التي يفضلها نسبة كبيرة من السواح والمترددين على الفنادق ، واكتفت نسبة كبيرة من الفنادق بالاهتمام بتحقيق الحد الأدنى لشروط السلامة التي يطلبها الدفاع المدني أو شروط الارتباط مع القطاعات الأمنية من اجل تحقيق سلامة النزلاء .
وبالرغم من شكوى عدد من أصحاب الفنادق ومسؤوليها من شدة المعايير التي طبقتها هيئة السياحة عليهم بشكل لا يقارن مع السنوات الماضية التي كانت الفنادق فيها تحت إشراف وزارة التجارة ، إلا إن مسؤولين بهيئة السياحة ، سبق أن اكدوا أنهم لم يطبقوا هذه الشروط والمعايير بشكل مفاجئ ، بل هي نتاج عمل شهور متواصلة ، واشترك مسؤولين من الفنادق لمراجعة هذه الشروط ، ومختلف المعايير التي طبقت على فنادق المملكة ، وذلك من خلال ورش عمل مشتركة معهم في المدن الرئيسة . وكان هناك شروط خاصة لمكة المكرمة والمدينة ، ولها معايير اختلفت عن باقي المناطق وخاصة لفترة موسم الحج والعمرة ، كما أن هذه المعايير هي خلاصة من معايير مطبقة بالعالم ، ويعرفها بشكل خاص أصحاب ومسؤولي الفنادق بالمملكة من خلال خبرتهم بهذا القطاع .
ويتطلع الكثير من المهتمين بالقطاع الفندقي في المملكة وبقطاع الإيواء بشكل عام ، إن تواصل السياحة دورها في تحقيق رقابة شاملة يحتاجها نزيل الفندق ، وأن يجد في كل فندق مقابل يحصل عليه يوازي ما يدفع لهذا الفندق مقابل الحصول على غرفة، وأن لا نظل متأخرين عن الفنادق في الدول المجاورة لنا سواء الإمارات أو باقي دول الخليج ، وأن يكون تحقيق الجودة في النظافة وخاصة لفنادق 4 نجوم فما دون ، كما من المهم أن تكون الشقق محققة للشروط التي تحتاجها للنزلاء ولو بحد أدنى من معايير هيئة السياحة ، وخاصة أنها تستقطب النسبة الأكبر من المواطنين والمقيمين في المملكة ، وذلك لمناسبتها للعائلات التي تسكن بمتوسط عدد لا يقل عن 5 أشخاص للأسرة أثناء التنقل بين مدن المملكة . كما يستغربون غلاء أسعارها بالرغم من كون كلفتها لا تقارن بالخدمات التي تقدم في الفنادق ، ولا تسهم بتوظيف السعوديين بالاستقبال ، وفي الوقت الذي تعتبر عمالتها قليلة جداً ، وتعتبر نفسها بمصاف الشقق الفندقية وهي لا تلتزم بشروطها .
الاهتمام بالعروض
وفي ختام تقريرنا هذا ننقل لهيئة السياحة تطلع الكثير من فئات المجتمع لمواصلة دورها بالنهوض بالقطاع الفندقي والشقق المفروشة ، وتغيير الصورة النمطية عنها في كونها بعيدة كل البعد عن الدول المعروفة بجذبها للسعوديين ، وكذلك أن تركز السياحة على جانب تشجيع الفنادق بشكل خاص على تقديم عروض تسويقية حقيقة ، وخاصة في الفترات التي تشهد نوع من الركود ، ولا تعتبر موسم بالنسبة للفنادق ، مثل فترة الصيف في العاصمة الرياض ، فحتى عروض العرسان التي تقدمها بعض الفنادق تعتبر غير مشجعة ، وتقدم من عدد قليل من الفنادق مما يجعل أسعارها قريبة للأسعار العادية ، ولا تشجع على قضاء عدد أكبر من الليالي الفندقية .كما يفترض أن تقدم عروض تناسب العائلة وتقديم خدمات ترفيهية للأطفال تشجع على السكن بالفنادق بدل من الشقق المفروشة والتي نسبة كبيرة منها بعيد كل البعد عن المعايير التي تتعلق بالنظافة والجودة وتوفير الخدمات التي قد يحتاجها الساكن بها .
مواقع النشر