[align=justify]
تدريب الأئمة
في
الجامعات الألمانية

خطوة نحو تكريس الاندماج


لقيت توصيات مجلس العلم في ألمانيا المطالبة بتدريب الأئمة وعلماء الدين الإسلامي في جامعات ألمانية ترحيبا لدى الأوساط السياسية والدينية في ألمانيا، معتبرين إياها خطوة جيدة لتكريس عملية الاندماج و محاربة التطرف الديني.

أطراف في المجتمع الألماني رحبت بهذه التوصية التي قدمها مجلس العلم والتي يطالب فيها بتطوير علوم الدين الإسلامي في الجامعات الألمانية، حيث أكد المجلس، في تقرير أعده خبراء ألمان على مدى عامين من البحث والتنسيق، أنه يتعين بناء مراكز تدريب في اثنين أو ثلاث من الجامعات الألمانية لأبحاث علوم الدين الإسلامي. وطالب بأن يتم إجراء دراسات وأبحاث في علوم الدين الإسلامي، بالإضافة إلى تدريب مدعوم مالياً لعلماء الدين الإسلامي في الجامعات الحكومية، كما دعا إلى تأسيس مجالس استشارية مختصة بعلوم الدين في الجامعات التي تقدم مناهج دراسية مطابقة، من أجل تحقيق التعاون الضروري بين الدولة والمسلمين في ألمانيا على أساس موثوق.

رئيس مجلس الأمناء في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، نديم إلياس، رحب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بهذه التوصية، معتبراً إياها فرصة لتمكين المسلمين الناشئين في ألمانيا والمتحدثين باللغة الألمانية من التعرف على أصول الدين الإسلامي بطريقة أقرب إلى محيطهم.

[info]إعداد وتكوين الأئمة والخطباء ومدرسي الدين الإسلامي في الجامعات الألمانية مهم جدا، وأن عدم المضي في هذه المبادرة يعني أن المسلمين في ألمانيا سيبقون معتمدين دائما على الأئمة الوافدين من الخارج، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء الأئمة لا يتكلمون اللغة الألمانية، و ليس لديهم معرفة كافية بخصائص المجتمع الألماني، نديم إلياس.[/info]

[imgl]http://www.dw-world.de/image/0,,650514_1,00.jpg[/imgl]هيئة الشؤون الدينية في تركيا ترسل بانتظام علماء دين إلى أكثر من 800 مسجد في ألمانيا. الخبير في الدراسات الإسلامية - أستاذ جامعة توبينغن - يرى أن أغلبية هؤلاء الأئمة لا يمكثون في ألمانيا إلا ثلاث سنوات، و هذا ما لا يساعدهم على تعلم اللغة الألمانية أو التعرف بشكل تام على خصائص الحياة في ألمانيا.

التقديرات - يعيش في ألمانيا حاليا نحو 900 ألف تلميذ مسلم، يرغب 80 % منهم في تلقي محاضرات عن الدين الإسلامي في مدارس حكومية.

[imgr]http://www.dw-world.de/image/0,,4431346_1,00.jpg[/imgr]تطبيق توصيات مجلس العلم الألماني سيمكن المسلمين من رؤية أنفسهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني، كخطوة هامة للاندماج، وأن ازدياد عدد المسلمين في ألمانيا (حوالي أربعة ملايين)، يزيد من متطلبات الاندماج.

وزيرة التعليم والبحث العلمي في ألمانيا - أنيته شافان - قالت إنها ستدعم الجامعات المهتمة بهذا الأمر خلال عملية التنفيذ، مؤكدة أنها تعتبر تدريب الأئمة وعلماء الإسلام جزءا من سياسة اندماج مقنعة في مجتمعات حديثة.

نائبة رئيس نقابة التربية والعلوم الألمانية - ماريانه ديمر - قالت اليوم:

[info]"إن هذا الإجراء الضروري جاء متأخراً عن أوانه لإدماج المسلمين في المجتمع الألماني. وأن الدستور الألماني ينص على أن كل جماعة دينية لديها الحق في تلقي محاضرات دينية خاصة بعقيدتها، وأن الأوساط السياسية في ألمانيا أهملت هذا الأمر لعقود طويلة وسمحت، وأن يقوم علماء دين مسلمين بإعطاء محاضرات عن الدين الإسلامي في المساجد خارج نطاق المدرسة، هذا الأمر ساهم بالتأكيد في انقسام المجتمع أكثر من اندماجه"، ماريانه ديمر.[/info]

توماس ايش، رأى أنه من الضروري إشراك الجهات الإسلامية المعنية في إعداد البرامج التدريبية التي سيتلقاها الأئمة وعلماء الدين الإسلامي في الجامعات الألمانية، وأنه يجب مناقشة كل الأمور المتعلقة بالأساتذة والمحاضرين الذين سيتولون مهمة التدريب، أمر ركز عليه نديم إلياس من مجلس المسلمين في ألمانيا بقوله:

[info]"إن الاختيار السليم للأساتذة من شأنه أن يجنبنا كل النتائج السلبية التي قد تحدث في المستقبل، وأن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو تحصين الجيل الجديد من النزعات المتطرفة والأفكار المخالفة للإسلام ولطبيعة الحياة في ألمانيا، وأنه ما من شك أن الإعداد الصحيح للأئمة والمعلمين والمربيين يعتبر الخطوة الأولى لتوجيه المسلمين في هذه البلاد"،نديم إلياس .[/info]


صورة: نديم إلياس
رئيس مجلس الأمناء
المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا


[gdwl]واتفق الجميع بأن هذا التدريب والتكوين لا يهدف
إلى فرض رقابة على ما يقوله الأئمة على منابرهم
أو في محاضراتهم طالما كان الإمام ملتزماً بالقوانين
ومحترماً لطبيعة الحياة في ألمانيا
.[/gdwl][/align]