غدير البنات: أمانة الطائف تقوم بعمليات نظافة المتنزه

[سفيانة عون الله هذلي]

الطائف (واس) : قامت أمانة الطائف ممثلة في الإدارة العامة للنظافة بعمليات نظافة لموقع منتزه "غدير البنات" من مخلفات البناء والمبعثرات وبقايا الهدم، حيث أزالت آليات الأمانة كميات كبيرة من النفايات ومخلفات البناء من الموقع، وذلك ضمن سعي الأمانة لإعادة تأهيل المواقع السياحية بالمحافظة كافة.



وتأتي هذه الجهود ضمن أعمال إدارة النظافة لتهيئة المواقع وإزالة المشوهات البصرية، وتعزيز جهود الصحة العامة في أنحاء المحافظة.

يذكر أن أمانة ممثلة بالإدارة العامة للنظافة قامت مؤخراً بتنفيذ أكثر من 3,000 مهمة عمل في مجال عمليات النظافة في عدد من المواقع في الطائف وضواحيها والمواقع والمراكز السياحية التابعة لها، في إطار خطتها الموسمية لأعمال موسم الصيف، التي اعتمدها أمين الطائف المهندس محمد بن هميل آل هميل، حيث كلفت خمس شركات نظافة للعمل في مختلف محاور المحافظة لتوفير خدمات النظافة للأهالي والسياح، ويتم يومياً نقل أكثر من 3 آلاف طن من النفايات إلى الطمر الصحي .

[مهيوب ثقيف]

الطائف، (سبق) أثار غدير البنات الواقع جنوب شرقي الطائف، خوفاً ورعباً لدى الكثير من المتنزهين الذين كانوا وما زالوا يقصدونه، إلا أنهم قد يهجرونه؛ لكونه يعتبر خلاصة الكثير من الأودية التي تنتهي مسيلاً فيه وقت الأمطار، بعد أن كان في وقتٍ سابق مقصداً للمتنزهين، وموقعاً للجلسات والمسامرات الشبابية.



وقد أصبح هذا الموقع اليوم مختلفاً؛ حيث تسكنه القرود بأعداد كبيرة بعد أن ساهم المتنزهون في بقائها؛ لكونهم يحضرون ويقدمون لها الأكل، كما أن الموقع أصبح مرمىً للنفايات.

وقد يتحول هذا المكان لمزار ومقصد سياحي، حيث يبعد عن المدينة نحو سبعة كيلومترات، ويقترب منه متنزه الردف العام بمسافة تقدر بنحو ثلاثة كيلومترات، كما أنه وادٍ كبير دائم الجريان خلال هطول الأمطار بغزارة، وتسيل مسايل الوادي الآتية من جبال شفا سفيان إلى وادي غدير البنات ثم إلى لية، حتى يصبح الوادي منهمراً بالمياه.


- 03 سبتمبر 2019 -سبق

وشهد "غدير البنات" قبل يومين حادثةً مؤسفة راح ضحيتها زوجان يمنيان تركا خلفهما طفلين كانت ينظران إليهما وهما يغرقان أحدهما يحاول إنقاذ الآخر وغرقَ معه، حتى تم انتشالهما في مهمةٍ استمرت قرابة 18 ساعة، ليثير اسم الغدير الكثير من التساؤلات لدى الأهالي.

ويقال إن هناك أسرة بدوية من الرحل مكونة من خمس إلى سبع نساء، ينتقلن بين الماء والكلأ والعشب، قد داهمهن "السيّل" ولقين حتفهن جميعاً، فتناقلت هذه الرواية بين عامة الناس في القرى والهجر، فسمي هذا الوادي باسمه المتعارف عليه حالياً "غدير البنات".


وقال الكاتب والباحث المعروف حمّاد بن حامد السالمي لـ"سبق": ليس هناك سبب ثابت لاسم "غدير البنات". الثابت الوحيد أن راعيات الأغنام في الزمن القديم من البنات كنّ يلتقين ويتحلقن أو يسبحن في هذا الغدير الذي يقع بأعلى وادي لية مما يلي الردف. لا أجزم بقصة غرق سبع بنات فيه؛ لأنه لا سند صحيحاً لهذه الرواية الشعبية.

وأشار إلى ما يرويه بعض كبار السن من أهالي الطائف أنه في الستينيات الميلادية وما بعدها كان الأهالي من سكان مدينة الطائف يخرجون إلى غدير البنات ليلاً، يستمعون إلى أغاني أم كلثوم الجديدة من صوت العرب كل يوم خميس عند الغدير، هذه دلالة على أن الموقع يحمل لهم ذكريات حالمة في أذهانهم منذ زمن.



واعتبر "السالمي" أن غدير البنات من أجمل المواقع التي اعتاد أن يقصدها الناس فرادى أو جماعات، ولكن بعد قيام سد وادي لية اختفت معالم الغدير التي كانت، وتحول إلى بركة ماء عميقة.

وأكد أن "غدير البنات" يبقى شاهداً على تاريخ الطائف القديم مع جمال الطبيعة وحسن المقام، وتغنى به عدد من الشعراء بقصائدهم، حيث قال الشاعر مطلق بن عبدالله بن حريب مخاطباً الغدير:

أيا غديراً له في النفس منزلة ... ما زال في القلب ذكرى منك يبقيها
فهل ترى يا غدير الأنس تذكرني ... إذ جئتك اليوم قد شابت نواصيها
أني أزورك علّ الطلح يذكرني ... وحسب نفسي إخلاص لواديها

من ناحيته، قال الباحث التاريخي في الطائف عيسى بن علوي القصّير: يعتبر غدير البنات بالطائف أحد المواقع للتنزه والاصطياف قرابة 30 عاماً، وهو منطقة طبيعية ذات مناظر خلابة تجتمع مياه السيول والأمطار في وادي الغدير، مشيراً إلى أن موقعه جنوب شرقي الطائف، وبجواره يقع منتزه الردف السياحي.

وحول الحادثة التي شهدها الغدير قبل يومين من غرق رجل وامرأة قال: هذا قدر مكتوب لهما -رحمهما الله- ومن هذا المنطلق أطالب وزارة البيئة والمياه بإعادة تأهيل الوادي لمنتزه مائي ليسهم في الجذب السياحي لـلطائف، ويكون أحد روافد الاستثمار الاقتصادي؛ نظراً لأن الدولة الآن متجهة في عالم الاستثمارات بكل المواقع وخاصةً المنتجعات السياحية في المملكة، والأمل معقود على الوزارة ورجال المال والأعمال بهذا الخصوص.



وأورد "القصّير" في معرض حديثه الرواية القديمة التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حول تسمية هذا الوادي باسم "غدير البنات"، حيث يقال: إن هناك أسرة بدوية من بدو الرحل ينتقلون بين الماء والكلاء والعشب، وتتكون هذه الأسرة من خمس إلى سبع نساء وأطفال كان قد داهمهم السيل غدراً ولقوا حتفهم جميعاً، فتناقلت هذه الرواية بين عامة الناس في القرى والهجر، فسمي هذا الوادي باسمه المتعارف عليه حالياً.

ويبرز لسان حال المواطن ومناداته للجهات المختصة بالعمل على تسوير هذا الغدير وحماية المتنزهين من خطورته خصوصاً وقت هطول الأمطار، فقد كان وما زال يبتلع الكثير منهم، أو إجراء دراسات مكثفة حوله؛ لإلغاء خطورته وتهيئته ليكون متنزهاً بعيداً عن الأخطار.

تعليق: تعودنا منذ زمن على مثل مآسي ما بعد الأمطار