السلام عليكم
قال الله تعالى حكاية عن نبيه يوسف عليه السلام {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }يوسف33
كثيرا ماكنت أتأمل هذه الآية وكيف يختار نبي من أنبياء الله ورسله السجن وتكون هناك الراحة التامة له ولقلبه, هو والله درس عظيم لمن تدبر وتأمل.
قال الإمام السعدي رحمه الله " وهذا يدل على أن النسوة، جعلن يشرن على يوسف في مطاوعة سيدته، وجعلن يكدنه في ذلك. فاستحب السجن والعذاب الدنيوي على لذة حاضرة توجب العذاب الشديد، { وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } أي: أمل إليهن، فإني ضعيف عاجز، إن لم تدفع عني السوء، { وَأَكُنْ } إن صبوت إليهن { مِنَ الْجَاهِلِينَ } فإن هذا جهل، لأنه آثر لذة قليلة منغصة، على لذات متتابعات وشهوات متنوعات في جنات النعيم، ومن آثر هذا على هذا، فمن أجهل منه؟" فإن العلم والعقل يدعو إلى تقديم أعظم المصلحتين وأعظم اللذتين، ويؤثر ما كان محمود العاقبة.". اهـ
وقال رحمه الله في ذكر فوائد من سورة يوسف" أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية، فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين - إما فعل معصية، وإما عقوبة دنيوية - أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة، ولهذا من علامات الإيمان، أن يكره العبد أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار."
فتأمل أيها المبارك كيف كانت حياة السجن أحب إليه من ذل المعصية, وهذه لعمر الله منزلة رفيعة.
فكيف بهؤلاء الناس الذين انساقوا وراء الشهوات والملذات وتفننوا في ألوان المعاصي أما يرتدعون وينزجرون وعما هم فيه يقلعون, أقبلت الإجازة وما أكثر الأوقات الضائعة فيها والتي غالبا ماتذهب في المعصية ولاحول ولاقوة إلا بالله.
فالحذر الحذر والموفق من ارتاح قلبه من ران المعصية وانشرح بنور الهداية والرشاد..
مواقع النشر