السلام عليكم
ما نشهده اليوم من تنوع في مستوى المطالبة بالحقوق يدل على أن المجتمع قد استفاد ثقافة مهمة كانت مجهولة فيما مضى أو بمعنى أصح مغيبة في غابر ما مضى من الزمن ، بل إن أقصى ما ندركه من سبل التظلم وإظهار الغيض هو النوح وندب الحظ وتكرار سرد المأساة في كل مناسبة ، وهي ثقافة منبوذة عند الرؤساء والمسئولين لأن الجهل مسكن ومسلك يمكن من خلاله إقناع المجتمع بأيسر الطرق حتى لا تبصر الحقيقة .
إن ابتداء المطالبة بالحقوق دليل على أننا في المسار الصحيح ، مسار الديمقراطية كما يحلو للبعض أن يسميها ، مع أن الدين الإسلامي لم يأمر باغتصاب الحقوق أو إجبار الناس على أضيق السبل في العيش ، لكن المصطلحات الوافدة أياً كان مضمونها العقدي أو الفكري لها رنة مطربة في أذن البعض ، ولها ترابط قوي بين الازدهار وحقوق المجتمعات ، ولأن الظلم كائن منبوذ في كثير من الأعراف حتى في الجاهلية الأولى فإن الانتفاضة الآن على أنواع الظلم الموجودة ليست بأمرٍ مستغربٍ في مجتمعنا .
إن ثقافة المطالبة بالحقوق ثقافة صحية وبادرة لتغيير المجتمع إلى الأفضل وسيشعر الناس برقي الخدمات وتنافس العاملين على إظهار الحسن والسعي لإرضاء أطياف المجتمع من خلال تقديم أفضل الخدمات والمشاريع ، فإن المسئول إذا علم أن قبضة العدالة ستطوله وأنه معرض للمحاسبة والمسائلة بل ربما أنه معرض للعقوبة فإن ذلك سيحفز المخلص على الجد والعمل وسينبه المهمل لكي يتدارك أخطاءه .
مواقع النشر