مسقط - يوسف بن أحمد البلوشي (وجهات) : تشكل البوابات عند مداخل عدد من المحافظات، بروزا مهما، وشموخا يعانق السحاب، ترحب بالزوار والسياح الذين يقفون لالتقاط الصور لتلك المعالم التي تبرز التراث المعماري العُماني.
أنشئت في نزوى والرستاق والبريمي وسمائل وشناص وصحار
3 جهات حكومية يغيب عنها الاستثمار السياحي للبوابات
الميزانية سبب وقوف البوابات جدران صماء طوال السنوات الماضية
مطالب بتحويلها إلى متاحف مصغرة وبيع التحف التراثية
دعوة لفتح مكاتب ترويج سياحي في البوابات لتعريف الزوار بالفنادق والمقومات السياحية
تأكيد على إنشاء مقهى عماني لبيع الاكلات المحلية
ومع وجود تلك البوابات والتي قامت الجهات المعنية بصرف مبالغ كبيرة على كل واحدة لتكون معلما من المعالم الجميلة واضافة للمحافظات العمانية. لكن مع كل تلك الجهود البارزة، تقف تلك البوابات صماء خاوية من الداخل، لم تضف شيئا للمحافظات غير منظرها الخارجي فقط.
ويتم صرف مبالغ كبيرة على الصيانة والإدارة من ماء وكهرباء قد تتجاوز ملايين الريالات سنويا من غير الاستفادة منها في الجانب السياحي.
هناك الان ثلاث جهات حكومية يفترض تكون معنية على تفعيل عمل هذه البوابات لتحقق العائد والجدوى من وجودها، وهي شؤون البلاط السلطاني، وزارة السياحة، ووزارة المالية. ثلاث جهات نتمنى ان تجتمع على طاولة واحدة لمناقشة سبل الاستفادة من هذه البوابات. شؤون البلاط السلطاني انشأ هذه البوابات ويصرف ميزانية كبيرة سنويا عليها بعد ان تم إنشائها ايضا بملايين الريالات، وزارة السياحة تحاول ان تستغل هذه البوابات لتكون مزارات سياحية وإنشاء مطاعم ومقاه ومحلات لبيع التحف في تلك البوابات عبر طرحها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتفعيل دورها، لكن الوزارة لا تملك الموازنة المالية لادارة هذه البوابات، اما وزارة المالية فلا تريد تخصيص بند مالي لهذه البوابات، رغم ان الموازنة الحالية تصرف من شؤون البلاط السلطاني، ويمكن تحويل هذه الموازنة الى وزارة السياحة كبند مالي يخصص للبوابات ولكن يضاف الى موازنة وزارة السياحة.
“وجهات” ناقشت الموضوع مع عدد من المعنيين للتعرف على أهمية الاستفادة من هذه البوابات في الجانب السياحي، لنرى كيف يمكن ان نستفيد منها سياحيا إلى جانب انها واجهة معمارية بارزة عند مداخل محافظات وولايات السلطنة خاصة مع وجودها في كل من نزوى والرستاق وسمائل وشناص والبريمي وصحار.
واجهة
يقول الشيخ نايف بن حمود المعمري نائب والي شناص، تمثل بوابة ولاية شناص واجهة الولاية الشمالية المتسمة بجمالية البناء المستوحى من الفن المعماري العماني التقليدي، واضافة حقيقية لجمالية الولاية بحكم موقعها الجغرافي التي تطل على مدخل السلطنة للقادمين من الدول الشقيقة المجاورة حيث تتمتع بالنقش المعماري التقليدي لموروثات البناء العماني القديم والاضاءات الليلية المتناسقة حيث تضم البوابة قاعتان بتصميم حديث ذات مساحات كبيرة يمكن استغلالها الاستغلال المناسب. ويؤكد المعمري، في هذا الجانب الحيوي الهام حرصاً لتفعيل هذه المعالم التاريخية في أنحاء ربوع السلطنة، فإننا نناشد الجهات المعنية بتفعيلها لإنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية فيها لاستثمارها الاستثمار الجيد من خلال استغلالها كمكاتب سياحية او مقاهٍ راقية وفق المعايير الحديثة أو متاحف أو مكتبة عامة أو ما تراه الجهات المعنية من أنشطة مناسبة التي بلا شك هذه الأنشطة ستكون من أهم الأساسيات لتفعيل هذه المعالم الهامة وإدخال وسائل التقنية الحديثة لكي تتماشى مع العالم ووسائل التواصل الإجتماعي.
واختتم نائب والي شناص حديثه قائلا: ان الحديث عن بوابة ولاية شناص في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، لن نستطيع لنعبر عنها مهما جالت وصالت تلك الأفكار مما تحتوية من أصالة لهذا المعلم التي تحتضنه هذه الولاية العريقة الحدودية.
نكهة تراثية
يقول فلاح بن أحمد الرقيشي مدير غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة الداخلية: تعد البوابات التراثية التي اقيمت بتوجيهات مجلس الوزارء على مداخل بعض الولايات، إضافة نوعية بنكهة تراثية للجاذبية التي تستقطب السياح المهتمين سواء من داخل أو خارج السلطنة لتوثيق هذه الملامح التراثية التي استنبطت من الهندسة العمرانية العمانية التي خلدها الأباء والأجداد في إبداعهم المتمثل في القلاع والحصون والأبراج التي نراها ماثلة أمام العيان على مدى الأزمان.
ويؤكد الرقيشي على أهمية الاستفادة من هذه البوابات بما يتلائم مع الاستراتيجيات التي وضعت لجعل القطاع السياحي قطاعا مساهما في رفد الاقتصاد الوطني، عليه يجب أن تستغل هذه المرافق بجعلها متاحف برسوم وأن كانت رمزية مع تهيئة هذه المرافق بالخدمات من مطاعم عالمية أو شعبية ودورات مياه والتنسيق مع الشركات السياحية لجعل هذه البوابات محطات توقف للسياح.
جهود
ويقول مدير غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة الداخلية: توجد في محافظة الداخلية ثلاث بوابات حاليا وهي بوابة ولاية سمائل وبوابة ولاية نزوى وبوابة ولاية بهلا، وهناك جهود مبذولة ومقدرة من والي نزوى حاليا بإسناد إدارة بوابة نزوى لأحد الشباب المهتمين في القطاع السياحي لجعل البوابة متحفا حافلا بمئات القطع الأثرية التي يمتلكها هذا المواطن مما سيشكل عنصر جذب آخر للقادمين إلى هذه الولاية العريقة كما سيساهم في وجود متحف ملائم لهذه التحف التي يمتلكها المواطن وكلنا أمل أن نرى جميع البوابات التي انشئت في باقي الولايات صروحا نابضة بالحياة تسهم في الترويج للسلطنة.
متحف مصغر
ويؤكد زاهر الكعبي مدير غرفة تجارة وصناعة عُمان في محافظة البريمي، أن هذه البوابات تعتبر متاحف مصغرة يجب أن تستغل وتكون مزارا سياحيا للقادمين الى محافظات السلطنة.
ويشير الكعبي ان تفعيل دور هذه البوابات يتطلب تهيأتها من حيث وجود مواقف للزوار حتى لا تعرقل حركة السير خاصة وأنها على طرق سريعة الأمر الذي يتطلب عمل مواقف للزوار وفتح بيئة استثمارية للتنافس على تشغيلها بحيث تكون متحف مصغر يعرف بالموروثات العمانية وعمل مطعم مصغر ايضا او مقهى ليرتاده الزوار مع توقفهم في هذه البوابات.
وقال مدير غرفة تجارة وصناعة عُمان في محافظة البريمي، إن وجود هذه الأيقونات التراثية تمثل معلما من معالم المحافظات الامر الذي يكب ان يكون تشغيلها يتماشى مع وجودها وما صرف عليها من مبالغ عند إنشائها.
أيقونات تاريخية
من جانبه، يقول أزهر بن خلفان التوبي، الباحث في الشؤون السياحية، تعتبر البوابات على مداخل ولايات ( نزوى وبهلاء وسمائل) وغيرها من ولايات السلطنة أيقونة ذات طابع تراثي وتاريخي، لما تتسم به من تصاميم معمارية فريدة تحاكي القلاع والحصون العمانية، فضلا عن مواقعها المميزة التي تم اختيارها بعناية فائقة على طرق رئيسة يقصدها المواطن والزائر بشكل مستمر.
ويضيف التوبي قائلا: تتميز هذه البوابات في غالبيتها باحتوائها على مرافق خدمية مثل دورات المياه ومصلى ومصعد كهربائي ومواقف للسيارات وغيرها من التسهيلات التي يمكن معها ان تضطلع هذه البوابات بدور أكبر في التعريف عن التراث والثقافة والتاريخ من خلال تفعيلها بطريقة تتلائم مع طابعها وتتواكب مع تاريخ كل ولاية تقع على مدخلها.
حيث من الممكن استغلال المساحات العلوية الداخلية لكل بوابة لعمل صالات عرض تقدم من خلالها الصناعات الحرفية ويسرد من خلال الصور والمعروضات تاريخ الولاية وتقديم المعلومة للزائر عن المميزات الطبيعية والمواقع السياحية التي تتميز بها الولاية.
أفكار
ويؤكد أزهر التوبي على إن فكرة وجود بعض المطاعم والمقاهي التي تقدم الأكلات الشعبية بأيادي عمانية هي فرصة لجذب الزوار وتقديم كل ماهو مميز لهم، كما يمكن إقامة مركز معلومات سياحية بطريقة البث المباشر، بحيث يتم عمل شاشات عرض تبث صورا حية ومباشرة لمواقع سياحية ذات شهرة واسعة في الولاية ليستشعر الزائر لهذه البوابة جمالية الموقع ويقرر اذا ما رغب في زيارتها واستكشافها بشكل أوسع.
ويقول: حقيقة هنالك أفكار وتطلعات كثيرة، نأمل أن ترى النور قريبا وأن تفتتح هذه البوابات أمام المواطن والزائر والمقيم وذلك لتعظيم الاستفادة منها وإيجاد منافذ للترويج السياحي والتعرف بالتاريخ والثقافة العمانية الأصيلة.
مواقع النشر