عمّان (السوسنة) - قال مفتي مصر الاسبق علي جمعة، إن الشجرة التي استظل تحتها النبي -
صلى الله عليه وسلم - في وادي الأردن، باقية إلى يومنا هذا، مؤكدًا أنه لا شجرة سواها في صحراء قاحلة وهي خضراء.
وأضاف جمعة، خلال لقائه ببرنامج (والله أعلم)، أن هذه الشجرة أكد علماء الطاقة أن لها طاقة نورانية هائلة، ويستظل بها الناس إلى يومنا هذا، موضحًا ان هذه الشجرة استظل تحتها النبي الكريم، وهو ذاهب في رحلته إلى الشام، والتقى عندها ببحيرا الراهب - وقيل إنه راهب البُحيرة ولذا سُمي بهذه الأحرف بَحيرا-.
وأشار المفتي السابق، إلى أن الله تعالى شاء لها أن يُهذبها؛ فلو نظرت إليها لوجدتها على هيئةٍ غريبة كأن بستانيا قد فعل فيها فنه وجماله. ولكنه أمر الله - سبحانه وتعالى -.
وسرد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، قصة الرّاهب الذي تفطّن أن سيدنا محمّدًا -
صلى الله عليه وسلم - سيكون رسولًا، مضيفًا: أن أبوطالب عمّ الرسول -صلى الله عليه وسلم، كان يعمل فى التجارة، وعندما بلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- 12 عامًا أراد أبو طلب أن يخرج بالتجارة إلى الشام وجهز القافلة، وعندما أراد الخروج تعلق به النبى الكريم وطلب من عمه بأن يخرج معه فوافق أبو طالب بعد إلحاحه.
وتابع: وفى الطريق عندما اقتربوا من الوصول إلى الشام نزلوا قرب دِير (صومعة تتعبد فيه النصارى)، وكانت قوافل قريش تمر عليهم باستمرار فما كانوا يدخلون عليهم ولا كانوا النصارى يخرجون إليهم ولكن عند نزول هذه القافلة هذه المرة عند الدير، كان الراهب بُحِيرا (الذي كان كبير الرهبان فى هذا الدير) ينظر إلى القافلة فرأى شيئًا استغرب منه، بأن هذه القافلة بالذات وهى تسير تكون فوقها غمامة (سحابة) تمشى معها فتعجب وقال: إن بهذه القافلة شيء عجيب.
واستطرد المفتي السابق: "فعندما نزلت القافلة أمر النصارى الذين معه أن يُعِدّوا طعامًا كثيرًا وأرسل إلى القافلة يدعوهم إليه، وقال لا تتركوا أحدًا لا صغيرًا ولا كبيرًا، كلهم مدعوون، إلى الطعام، فاستجابت القافلة لهذه الدعوه، ولكن تركوا النبى يرعى لهم اغراضهم ومتاعهم، فجلسوا جميعًا على المائدة يأكلون وظلّ بحيرا يدور حولهم وينظر إلى كل شخص فيهم فلم يجد شيئًا يوقفه ويستحق أن تسير فوقهم الغمامة بسبه، فسأل وقال: هل جئتم كلكم ما تركتم أحدًا، فقالوا: ما تركنا أحدًا إلا طفلًا تركناه يرعى متاعنا... فأرسلوا بمن يأتي به".
ولفت إلى أن بُحِيرا قال: أنا آتي به ووجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة يستظل بها وقد مال إليه فيؤها (ظّلها) فقال لأبي طالب أمرًا عجيبا: "ما استظل أحد بهذه الشجرة منذ المسيح عيسى عليه السلام، سيكون لهذا الفتى شأن عظيم، فعرف أن فيه شيئًا غير طبيعي، وبدأ يتأمل به ويتفحص فيه وجعل النبى أمامه، فبدأ بُحِيرا يسأله عن أحواله وعن هيئته وعماذا يرى وعن أحلامه، والنبى يرد عليه حتى وجد كل شيء يريده موجود فيه، فقال له: انزع عن ظهرك، فكشف له النبى ظهره فاذا على ظهره خاتم النبوة، فرآها بحيرا فعرفه فالتفت إلى أبو طالب، فقال له: ما يكون هذا منك، فقال أبو طالب: هذا ابنى، فقال بحيرا: ما ينبغى أن يكون أبوه حيًا، فقال أبوطالب: ابن أخى، فقال: صدقت.
واستكمل: فقال بُحيرا : "هذا سيِّد العالمين هذا رسولُ ربِّ العالمينَ يبعثه اللّه رحمةً للعالمينَ فقالَ لَهُ أشياخٌ من قريشٍ: ما عِلمكَ فقال إنَّكم حينَ أشرفتُم منَ العَقبةِ لم يبقَ شجرٌ ولا حجرٌ إلَّا خرَّ ساجِدًا ولا يَسجُدانِ إلَّا لنبيٍّ، فقال بحيرا: خذ ابن أخيك وارجع به إلى مكة فوالله لو وصلت به إلى الشام ورآه اليهود لعرفوه ويقتلونه، فخاف أبو طالب على ابن أخيه، ولكن أبو طالب لم يرجع ولكن أرسل من يرجع بالنبى إلى مكّة مرة أخرى".
مواقع النشر