بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل
أبناء هذه الأمة الإسلامية العظيمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد .....،
لا أطيل عليكم
الإسلام نعمة من الله تعالى من أعظم النعم
بل هي في النعم مقام الرأس والقلب من الجسد
فإن سقط القلب أو الرأس فني الجسد وذهبت الروح
وبقي كالجماد وكذا الإسلام فبدونه الناس أموات في
الدنيا والآخرة
((...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً... )) (المائدة:3)
فمن أبى أن يأخذ النعمة فهو وما أراد لنفسه
واختار لها
قال سبحانه
(( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ
وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ......)) (الكهف:29)
والله غني عن أي أحد فعباده لا يحصيهم إلا هو
ولن تخلوا الأرض ولا السماء من العابدين المحبين
له سبحانه
وقال جل ذكره
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ......))
(المائدة:54)
ومن يكفر بالله لن يضر الله شيئا وإنما يضر نفسه
ولا يزداد بكفره إلا خسرانا وذلة ومهانة في الدنيا والآخرة
فلا يثق به صديق ولا تطمئن له نفس خليل
وقال سبحانه
(( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ
كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
إِلَّا مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارا ً))
(فاطر:39)
وهؤلاء لا يفلتون من عقاب إلاهي في الدنيا والآخرة
فالإسلام ليس بوابة يدخلها ويخرج منها
أتباع الشهوات و المستهترون كيفما شاؤوا
فأول وأعظم ما يحصلونه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
بما تقتضيه هذه اللعنة من أحكام شرعية على المؤمنين
(( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا
أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ
وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )) (آل عمران:86-87)
ومن أعظم الواجبات الشرعية التي تنضوي
عليها معاني الأمة أن نقي المسلمين شر
الوقوع في هذه الفتنة الكبيرة
فالتنصير في مجتمعات المسلمين
سرطان يمتد في وسط جسد هذه الأمة
الإسلامية المثخن بالجراح
فيضر بمجموع أمتنا وقيمها الدينية،
كما أنه يضر أيضا بأمن بلادنا
الديني والاجتماعي والثقافي
عندي أفكار كثيرة حول هذا الأمر ،
الذي بات ظاهرة خطيرة ،
على الرغم من أن أمتنا الإسلامية
تصدت لهذا النوع الخطير من الغزو
ألا وهو غزو العقائد قبل أن تتصدى
لغزو السلاح والأبدان فقد
قام أعداء الله الإنجليز والفرنسيين والأمريكان
مطلع القرن المنصرم
بحملات داخل بلاد المسلمين
وكان يرافق ذلك إرساليات تبشيرية ضخمة
ومع هذا كان هذا الأمر يلاقي مقاومة
قوية جدا وسخرية من الخواجة ودينه الباطل
حتى برزت معالم الوحدة سنة1919
ومنذ ذلك التاريخ والرياح تأتي بما لا تشتهي السفن
أحببت أن نتحاذب أطراف الحديث
حول هذه المسألة بدلا من كثرة القيل والقال
كيف يمكننا أن نقف أمام هذا الأمر
وإني لأتساءل كيف يمكننا الوقوف أمام هذا
الأمر وقوفا عمليا ببرنامج عمل وخطة مدروسة
محكمة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع
لقد بات التنصير جزءا مهما مما ينبغي أن يلتفت إليه
أبناء الإسلام دعاة كانوا أو عامة
نريد أن نتساءل عن أسباب الجرأة المعلنة للقيام بالتنصير
وسائله المشهورة كيفية التصدي له
لكن لا نريد من الإخوة أن يستطردوا في التوصيف على حساب
الاستطراد في التعرض لوسائل التصدي لذلك
أنا لم أعرض استفتاء محددا كي لا أضيق أو أحرج عليكم
بل أطمع أن يكون ما لديكم خير مما لدي
وأنا سأشارك معكم بإذن الله لكن في الغد بمشيئته سبحانه
أسأل الله أن يجري الحق على ألسنتكم
وأن ينفع بكلماتكم المسلمين
والله الموفق
مواقع النشر