غضب في لبنان بعد وصف «الشراع» فيروز بـ«عاشقة مال ومتآمرة مع الأسد»
القاهرة (التحرير) : حالة من الغضب مستمرة في لبنان منذ يومين، وذلك بعد التعرض للحياة الخاصة للفنانة فيروز، والإساءة لها وإهانتها على صفحات العدد الأخير من مجلة "الشراع" اللبنانية التي وصفتها بأنها "عاشقة مال وويسكي متآمرة مع الأسد".
وكانت مجلة "الشراع"، التي يرأس تحريرها، حسن صبرا المقيم في الخارج منذ سنوات وصفت الفنانة الكبيرة بأنها "بخيلة، عدوة الناس وعاشقة المال والويسكي ومتآمرة مع الأسد" في عنوان غطى بالحرف العريض معظم غلاف المجلة التي نزل عددها إلى الأسواق أول من أمس السبت مع أن تاريخه الاثنين 14 ديسمبر الجاري، وفي داخله موضوع من 6 صفحات سلبية عن فيروز.
ونقلت صحيفة "النهار"اللبنانية استنكار وزير الثقافة ريمون عريجي التعرض لـ"جارة القمر" حيث قال في بيان: إن "فيروز قامة وطنية كبرى والتطاول عليها اعتداء على أحلامنا وذاكرتنا، وعلى وجدان الوطن وتراثه الفني الذي أغناه الرحابنة بإبداعهم"، وختم: "فيروز أكبر من هذا الغبار وصوتها شراعنا الدائم".
"انحطاط الإعلام اللبناني لم يوقر فيروز!"، هذا ما عنونت به الكاتبة الصحفية زينب حاوي، مقالًا لها في صحيفة "الأخبار اللبنانية"، التي أوضحت أن "الشراع أفردت ست صفحات لموضوع فيروز الذي حمل توقيع الناشر حسن صبرًا، مؤكدة أن صبرا استغل حياة فيروز الخاصة لأغراض وضيعة".
وقالت مجلة "الديار": إن "إهانة فيروز على صفحات المجلة أثارت موجة غضب، حيث استنكر نجوم الفن والإعلام هذا المقال"، مطالبين الجهات المعنية بملاحقة صبرا لما في كلامه من قدح وذم واضحين بحق أرزة من أرز لبنان، وعلى مواقع التواصل، طالب كثيرون طالبوا بمقاضاة كاتبه بتهمة التشهير بالمطربة والتدخل في خصوصياتها، والتحريض الأخلاقي والاجتماعي عليها، والبعض دعم السيدة فيروز من خلال نشر أغنياتها.
وعلى "فيسبوك"، أطلق ناشطون صفحة سموها "مع فيروز ضد مجلّة الشراع"، طالبوا فيها بأن تسحب السلطات العدد من الأسواق، وأن تعتذر المجلة، المقيم رئيس تحريرها في القاهرة، بينما طالب نشطاء على "تويتر" المكتبات بأن ترفض بيع أعداد "الشراع"، بدءًا من العدد المسيء لفيروز الذي جاء كهدية سلبية متأخرة 3 أسابيع عن احتفالها بعيد ميلادها الثمانين في 21 نوفمبر الماضي، وقبل أقل من أسبوعين من احتفالها بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وفي أول تعليق للصحفي حسن صبرا بعد إهانته السيدة فيروز قال في تصريحات لموقع "العربية نت"، عبر الهاتف من القاهرة: إنه "كتب الموضوع بطلب من رئيسة تحرير مجلة "الكواكب" المصرية، أمينة الشريف، بعد أن أخبرته أنها أعدت ملفًا عن فيروز، وترغب بأن يشارك فيه بموضوع يختاره، فكتب موضوعًا مختلفًا عن كل المواضيع التقليدية التي تنشر عادة عن المطربة الشهيرة، وسينشر قريبًا في "الكواكب" إلا أنه نشره في "الشراع" التي طبعت من نسختها 10 آلاف نسخة.
وأشار أيضًا إلى أنه غير نادم على نشر الموضوع "بل على العكس" ولن يعتذر بحسب ما طالبه غاضبون في مواقع التواصل، ممن هدده بعضهم بقنبلة يرمونها على مكاتب المجلة في بيروت، فاتصل بوزارة الداخلية ليخبر المسؤولين بالتهديد، مضيفًا أن ما كتبه من معلومات هو نتاج معرفة شخصية عن فيروز التي زارها مرة في البيت برفقة صديق، ويعشق فنها وأغانيها، لكنه في النهاية صحافي لديه معلومات، فنشرها.
وتبارت الصحف اللبنانية لتفتيش في تاريخ صبرا، وأشارت إلى أنه من أشهر السلبيات عليه، كانت صفعة تلقاها في منتصف 1998 على الوجه، من رئيس الجمهورية اللبنانية الراحل إلياس الهراوي، في مقر وزير الداخلية آنذاك، ميشال المر، أثناء تقديم صبرا التعازي للمر بوفاة والدته، وقصتها شهيرة، وكانت بسبب انتقادات هجومية وجهتها "الشراع" للهراوي على خلفية السجال حول الزواج المدني في مجلس الوزراء اللبناني، "جنت المال الكثير ولم تفعل خيرًا لأحد".
أما موقع "الجمهورية" اللبناني، فنقل ردّ الفنانة إليسا على عبر صفحتها الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت "فيروز ليست مجرّد رمز بسيط، هي هوية، ثقافة، أمة، ومن يجرؤ على إهانتها فإنه يهيننا جميعنا".
وأبرزت صحيفة "اللواء"، رد ابنة فيروز المخرجة ريما الرحباني على المقال الذي تضمّن العديد من الإساءات لوالدتها، وكتبت عبر حسابها الخاص على أحد موقع التواصل الإجتماعي: "كل إنسان كبير أو عظيم بأخلاقه وشخصيّته ومواهبه ووطنيته وعطاءاته وإنجازاته وتضحياته، يجعل من حوله كميّة حسّاد بِـ"عقَد نقص"، لا يعرفون كيف يداوونها إلا بمُخيّلة تضاهي ببشاعتها ضعفُهم وفشلُهم".
وأضافت "إمّا محاولات تسييس فيروز فَكلها فاشلة، لأن إذا في نُبل وحَق وكَرَم وكرامة بهالدني، عنوانُن فيروز وعاصي، بالحياة وبالفن، هنّي البيت وهنّي الوطن الوحيد الحقيقي والراقي ما بتقربلو السياسة ولا بيعرفا.. العظماء بالتاريخ يا إخوان ما بيِتبَعوا إنّما يُتبَعوا.. وهنّي اللي بيسطروا التاريخ وبيِصنَعوا قوالب ومقاييس القِيَم والمواقف، وبعاد كل البعد عن حروب الزغار".
وقال موقع "النهار نيوز"، في تقرير بعنوان "أعنف هجوم على فيروز في مطبوعة لبنانية.. ومواقع التواصل ترد": إن "مغردين على تويتر أطلقوا هاشتاج #الشرشوح_حسن_صبرا، وصلت متابعاته إلى نحو 5 ملايين حساب".
ومن جانبه، اعتبر وزير الإعلام رمزي جريج في اتصال مع "رويترز" أن وزارته "لا دور لها لأن هذا حق شخصي وأتأسف أن يكون هناك أي تطاول واذا هي أو عائلتها يعتبرون أن هناك قدحًا وذما بحقها فهناك قضاء يعاقب من يرتكب جريمة القدح والذم بحق أي شخص."
وقال "هذه ليست إساءة لفيروز إنما هي إساءة للبنان، ففيروز تتبوأ منذ نصف قرن عرش الفن في لبنان وعشقها اللبنانيون وملايين العرب ولم ينل منها ومن شهرتها أي تطاول عليها في الإعلام."
أما الصحفي اللبناني ومقدم البرامج جورج صليبي فقال لـ"رويترز": إن "السيدة فيروز هي رمز من رموز لبنان وهي الصوت الذي يجمع ويوحد الكل لذلك ممنوع الاساءة لها لما تمثله من قيمة وطنية وثقافية.”
وكتب الصحفي والشاعر اللبناني زاهي وهبي في جريدة "الحياة" اللندنية أن "الصوت الذي غنى العواصم والمدن فجعلها أجمل وارحب وأكثر حرية وأخوة ظل بمثابة عاصمة للعشاق والمتعبين والحالمين ومدينة عائمة على أثير الغناء".
مواقع النشر