أبوظبي - ماجدة محي الدين (الإتحاد) : الجمال أو الإبل من الكائنات التي تثير العجب وتدعو الإنسان إلى التأمل والتفكر في خلق الله، وهو حيوان شديد التحمل والصبر، وقد خلقه الله لخدمة الإنسان ومعاونته في العديد من المهام الشاقة، وكان الجمل قديما وسيلة للسفر والترحال، ويشتهر الجمل بالكتلة الدهنية على ظهره والتي تسمى «السنام».
وتصنف الجمال إلى قسمين، جمال ذات سنامين وأخرى ذات سنام واحد ومنها الجمل العربي، ولايخزن الجمل الماء في السنام بل يعد تراكما للدهون ويساعد على التبريد، ويمتلك الجمل صفين من الرموش الطويلة وجفنا إضافيا لحماية عينيه من الرمال، ويستطيع إغلاق أنفه عند هبوب العواصف الرملية، ويمتاز بقدرته على التكيف مع البيئة التي يتواجد فيها، ويستطيع التحرك بسهولة في الرمال الصحراوية بسبب أرجله الطويلة المهيأة لذلك.
ويتكون القدم من إصبعين يتباعدان عند ملامسة القدم للأرض وبتلك الطريقة لا يغرق في الرمال، وتحتوي السيقان على أنسجة دهنية تساعد على الابتعاد عن الرمال الساخنة، والتعرض للرياح بشكل أكبر مما يؤدي لتبريد الجسم بفعالية، ويمتلك الجمل خفا عريضا، وسميكا، يوفر له قاعدة صلبة تعينه على المشي فوق الرمال المتحركة.
ويتم تخزين الدهون في السنام لاستخدامها كمصدر للطاقة عندما لا يتوفر الغذاء، ويستطيع البقاء على قيد الحياة دون طعام أو ماء لفترة طويلة حيث يتحمل خسارة 20-25 بالمئة من الماء دون أن يصاب بالجفاف بينما تموت معظم الثدييات بسبب الجفاف إذا فقدت نسبة15 بالمئة من المياه من أجسامها، ويمكن أن يشرب الجمل ما يقارب 160 لترا من الماء في المرة الواحدة.
وتبلغ درجة حرارة جسم الجمل في الليل 34 درجة مئوية، بينما تصل في النهار إلى 42 درجة، حيث يمتلك أكثر من وسيلة للتكيف مع درجات الحرارة.
ومن العجيب أن تقوم الجمال برفع درجة حرارة أجسامها بشكل مؤقت، وهو ما يعرف علميا بتخزين الحرارة، ويساعدها على ذلك الغطاء السميك الذي يغطي جسمها وهو الوبر، ويتغير الوبر الكثيف الذي يغطي جسمها في فصل الشتاء إلى وبر لامع ناعم يعكس الأشعة في الصيف.
كما يساعد حجم وطول جسم الجمل وارتفاعه على تنظيم درجة حرارة الجسم، ومن الوسائل التي تساعد الجمل على التكيف في الصحراء الحاجبان الكثيفان، والصفوف المزدوجة من الرموش التي تحمي العينين من الرمال ويزيل جفن الجمل الرمل الذي يدخل إلى العينين، ويمنع الشعر الموجود في الأذن الرمال من الدخول إلى قناة الأذن.
ويحتوي فم الجمل على بطانة سميكة من الجلد تحمي الفم من ضرر نباتات الصحراء الشائكة، وتساعد البطانة المستديرة الصلبة الموجودة في الركبتين على حماية ركبة الجمل عندما يبرك على الرمال الساخنة، أو الأرض الصخرية.
ومن رحمة الله تعالى وقدرته أن جعل معدل دوران المياه في جسم الإبل يتم بأقل حد من إفراز البخار، والبول ليسهل عليها التكيف في البيئة الصحراوية، كما تستطيع الإبل استخراج المياه من بقايا العلف غير المهضومة والمختزنة في أمعائها، ويتميز حليب الإبل أو الجمال بأنه صحي ومفيد أكثر من حليب الأبقار وذلك بسبب احتوائه على كمية أقل من الدهون، بالإضافة إلى أنه غني بالحديد والفيتامينات والمعادن.
مواقع النشر