نيويورك، نيكولاس سان فلور (الشرق الأوسط) ارتحل
ديفيد كيندي، لما يقرب من عقد من الزمن، عبر شاشة حاسوبه الشخصي عبر الآلاف من الهياكل الحجرية الغامضة المنتشرة في جميع أنحاء الصحراء السعودية.
ومن خلال صور الأقمار الصناعية لبرنامج «
غوغل إيرث» في متناول يديه، فحص عالم الآثار كثيرا من مواقع الدفن وغير ذلك مما يسمى أعمال الرجل العتيق، التي تركتها قبائل البدو الرحل قبل آلاف السنين.
ولكنه لم يكن قادرا على الحصول على تصريح بزيارة المملكة لمراقبة التصميمات العتيقة التي عكف هو وغيره من علماء الآثار الهواة، على دراستها باستخدام حواسيبهم المكتبية.
وفي الشهر الماضي، وبعد إعلانه أنه تمكن من تحديد قرابة 400 «بوابة حجرية» في صحراء السعودية، تلقى ديفيد
كيندي دعوة من المسؤولين السعوديين بهدف متابعة الفحص والتحقيق في الهياكل المخفية من طائرة مروحية.
وقال
كيندي، الذي تقاعد مؤخرا من عمله في جامعة ويسترن أستراليا إنها «مثيرة للذهول تماما. من ارتفاع 500 قدم، يمكنك رؤية التفاصيل الحيوية لتلك الهياكل التي لم تكن واضحة المعالم في صور برنامج غوغل إيرث».
وعلى مدى ثلاثة أيام، التقط أكثر من 6 آلاف صورة جوية تكشف النقاب عن العجائب الحجرية العتيقة.
- حقول من البازلت المعروفة باسم «الحرات» استخدمت في الصيد ودفن الموتى - نوفمبر 2017 نيويورك تايمز
ومنذ عام 1997، درس
كيندي الهياكل المماثلة في الأردن من السماء وعلى الأرض. وأغلب التكوينات الحجرية في كلا البلدين عبارة عن حقول من البازلت المعروفة باسم «الحرات» وهي في أغلب الأمر عبارة عن مجاري الحمم البركانية الجافة التي تلتوي وتتحول مثل الثعابين المنزلقة عبر الصحراء الداكنة.
وفي المملكة العربية السعودية، قام
كيندي باستكشاف مائتي موقع من الجو عبر منطقة «حرات خيبر» و«حرات عويرض». وتنوعت الهياكل التي لاحظها من حيث الأشكال والأحجام، التي وصفها بالبوابات، والطائرات الورقية، والمثلثات، وعيون الثيران، وثقوب المفاتيح.
ومن بين 400 هيكل وصفها بالبوابات من التي حدد مواقعها على «غوغل إيرث»، عكف
كيندي على دراسة 40 هيكلا منها فقط من الطائرة المروحية وخلص إلى أن الهياكل ليست هناك بصورة عشوائية.
وقال
كيندي: «يمكننا أن نرى على الفور أنها أكثر تعقيدا مما ظهر عبر غوغل إيرث». فهي ليست مجرد أكوام من الحجارة المتراصة.»
بدلا من ذلك، فإن كل شريط طويل منها يتكون من خطين متوازيين من الألواح المسطحة الموضوعة على حوافها لتواجه بعضها بعضا مع حجارة صغيرة تملأ الفراغات ما بينها.
وأردف
كيندي «قائلا إنها «أكثر تعقيدا مما كنت مستعدا لملاقاته».
وكانت بعض البوابات تمتد لأكثر من ألف قدم طولا و250 قدما عرضا. واشتبه
كيندي في أن أقدم تكوين حجري فيها يعود إلى 9 آلاف عام مضت. رغم أنه غير متأكد من الغرض منها، فإنه يظن أنها كانت تستخدم في أغراض الزراعة قديما.
وأمعن
كيندي النظر أيضا في نحو عشرة تكوينات تشبه «الطائرات الورقية» التي اكتشفها الطيارون في الشرق الأوسط للمرة الأولى في عشرينات القرن الماضي. وهي التكوينات الأكثر شهرة تعرف باسم «أعمال الإنسان القديم» في صحراء السعودية، وحدد
كيندي أكثر من 900 تكوين منها في حرات خيبر بالمملكة العربية السعودية.
«الطائرات الورقية» تشبه من الجو عادة الطائرات الورقية ذات الخيوط والذيل. وهي غالبا ما تكون كبيرة للغاية، يمتد كثير منها لمسافة تتجاوز ربع ميل.
ويعتقد علماء الآثار أن تلك الأشكال كانت تستخدم كمصائد صحراوية لاستدراج الغزلان حيث يأتي الصيادون فيما بعد لقتلها. وبعض الأحيان كانت كثير من تلك الأشكال تتداخل مع بعضها، بحيث إذا ما مرت الحيوانات من إحداها فسوف تقع في الأخرى. يقول
كيندي: «لم يكن هناك من مهرب في الواقع».
وتبدو تلك الأشكال في صحراء السعودية كما لو كانت مبنية عن تلك الموجودة في الأردن، وفقا ل
ديفيد كيندي.
وكانت الحرات متناثرة مع الهياكل المصغرة التي أطلق عليها اسم ثقوب المفاتيح، والعجلات، والمثلثات، وعيون الثيران.
وقال
كيندي إنه أصيب بالذهول للاستقامة الشديدة التي كانت عليها أضلاع المثلثات وثقوب المفاتيح، كما لو أن الناس الذين صنعوها قد تخيروا الحجارة المسطحة بدلا من الصخور العشوائية.
وكان كل مثلث منها متساوي الساقين، وبدا كما لو كان يشير إلى شيء ما. وفي بعض الأحيان كانت تشير إلى عيون الثيران التي كانت تبلغ 15 قدما أو 150 قدما.
كما كان هناك أيضا كثير من الهياكل التي تشبه ثقوب المفاتيح، التي اصطفت إلى جانب بعضها. وكانت رؤوس الثقوب تكاد تكون من الدوائر شبه المثالية، وكانت الجدران من ارتفاع يبلغ نحو 3 أقدام.
قد تكون هذه الهياكل قد استخدمت قديما في بعض الأغراض الجنائزية أو الرمزية. ولم يحدد
كيندي تاريخ أي من الهياكل التي زارها ولكنه قال إن المجموعات البحثية المستقبلية ينبغي أن تُجري المزيد من التحليلات الشاملة.
واستطرد قائلا: «من الأهمية البالغة أن يقوم البعض بمتابعة الأعمال الأرضية هناك».
وجاءت دعوة
كيندي من قبل عمرو المدني، المدير التنفيذي للجنة الملكية لإقليم العلا، التي تأسست بغرض حماية بعض من مواقع جيولوجية، وتاريخية، وأثرية في المملكة.
وقال د. عمرو المدني، الذي رافق
كيندي في رحلته بالطائرة المروحية ووصف تلك التجربة بأنها كانت رائعة للغاية: «أمضى
كيندي السنوات الكثيرة في البحث عبر صور غوغل إيرث، وكنا قادرين على أن نجعله أقرب ما يكون من المواقع».
وكتب
كيندي في رسالة بالبريد الإلكتروني يقول إن «التفكير في شكل الحياة في شبه الجزيرة العربية قديما ومحاولة تصور الطرق التي كان الناس يصطادون بها، ويعيشون حياتهم، ويدفنون موتاهم، كان تفكيرا ثريا للغاية».
يقول دون بوير، الذي رافق
كيندي في رحلته الجوية، إن «رؤية التكوينات على غوغل إيرث شيء، ورؤيتها من نافذة الطائرة المروحية من ارتفاع 300 قدم شيء مختلف تماما».
ويستكمل السيد بوير، وهو في السبعين من عمره، رسالة الدكتوراه الخاصة به في علم الآثار الجيولوجية وعلم الهيدرولوجيا، ويقول: «أعتقد أنني كنت على ارتفاع عال أغلب الوقت... لقد كان أمرا رائعا. ليس لدي ما أصف به تلك التجربة».
- تاريخ اكتشافها - سيدتي
وقال علماء الآثار الذين لم يشاركوا في الرحلة بأنها خطوة إلى الأمام في إظهار التاريخ العتيق الغني والمعقد في شبه الجزيرة العربية.
وقال هيو غروكات، عالم الآثار من جامعة أكسفورد، إن الصور الجديدة مهمة للغاية، ويمكنها المساعدة في إظهار كيف تمكنت المجتمعات البشرية القديمة من تعديل المشاهد من حولها.
وأردف يقول إن «التحدي الآن هو إجراء الاستكشاف على الأرض».
ووافق على ذلك مايكل بتراغليا عالم الآثار في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني يقول إن «الأمر المهم للغاية هو إجراء المسح البري وأعمال الحفر المفصلة. وبخلاف ذلك، فإن المواقع الأثرية القديمة سوف يمر عليها الزمان ويلفها المزيد من الغموض والحيرة. إن المهمة الكبيرة والصعبة الآن هي توثيق هذه الهياكل على الأرض بهدف فحص وظائفها وتفهم الحياة البشرية في هذه الحقبة القديمة، وفي هذه المنطقة بمرور الوقت».
باحث يكتشف "بوابات غامضة" في صحراء السعودية
أبوظبي - (سكاي نيوز عربية) رصد باحث أسترالي لجأ إلى برنامج "غوغل إيرث" حوالي 400 بنية حجرية يرجح أن تكون من صنع الإنسان وتعود لأكثر من ألفي سنة، في صحراء السعودية.
- الباحث الأسترالي لم يعرف الغرض من تلك "البوابات" 25 أكتوبر 2017
وأقر ديفيد كينيدي، وهو عالم آثار في جامعة أستراليا الغربية يدير فرقا من الباحثين رصدت آلاف المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، بأنه يتعذر عليه تفسير معنى هذه التشكلات الحجرية التي يرجح أن يعود أقدمها إلى 9 آلاف سنة.
ونقلت فرانس برس عن بيان أصدره كينيدي الأربعاء قوله "لا يمكن رؤيتها بوضوح من مستوى الأرض، لكن إذا ارتفعنا عشرات الأمتار أو أعلى بعد بواسطة قمر اصطناعي، تبرز بكل روعتها".
وبالرغم من الخبرة الطويلة لهذا الباحث في المنطقة التي تمتد على 40 عاما، كشف هذا الأخير أنه ذُهل عندما رأى للمرة الأولى صورا التقطتها أقمار اصطناعية لهذه التشكلات في حقول الحمم المحيطة ببركان سابق.
وأوضح "سميتها +بوابات+ لأنه عندما ننظر إليها من فوق تبدو مثل سياج مسطح مع عمودين مستقيمين من كل جانب مربوطين بخط طويل أو خطوط عدة".
وتابع قائلا "لا يبدو أنها منشآت كان الناس يعيشون فيها أو كمائن نصبت للحيوانات أو مقابر لدفن الجثامين. ولا يزال الغرض منها غامضا".
ومن المرتقب عرض هذه الاكتشافات بالتفصيل في العدد الصادر في نوفمبر من مجلة "أريبيين أركيولودجي أند إيبيغرافي".
أ. د. الغبان: المنشآت الحجرية الأثرية
في الجبال السعودية معلومة لدينا وليست اكتشافاً جديداً
عبدالله البرقاوي (سبق) أكد أ. د.
علي الغبان، عالم الآثار السعودي ومستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن المنشآت الحجرية الأثرية التي أعلن عالم الآثار الأسترالي "ديفيد كيندي" عن اكتشافها في جبال بالمملكة من خلال برنامج "جوجل إيرث"، لم تُكتشف لأول مرة؛ بل هي معروفة لدى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولدى علماء الآثار في المملكة منذ أكثر من 40 عاماً، ومنتشرة في معظم مناطق المملكة؛ مشيراً إلى أن وصف هذه المنشآت الحجرية بـ"الهياكل" هو وصف غير دقيق.
-
أ. د. علي الغبان -
تويتر
وقال
الغبان في مقابلة له مع قناة "سكاي نيوز عربية": "هذه المنشآت الأثرية موجودة في سجلات وقواعد معلومات المواقع الأثرية بالهيئة، كما أنها مذكورة في الأعداد الأولى من حولية الآثار السعودية "أطلال"، ولا تنتشر هذه الآثار في المناطق التي ذكرها الباحث الأسترالي في خيبر والعويرض فقط؛ بل في عدد من المناطق بالمملكة؛ منها جبال طويق بمنطقة الرياض، ومواقع في وادي الدواسر، وفي عدد من المواقع في المنطقة الغربية والشمالية ومنطقة عسير وغيرها"؛ مبيناً أن وكالة الآثار والمتاحف نشرت كتاباً عن هذه المنشآت الحجرية في العام 1422هـ/ 2001م ضمن مطبوعاتها.
وأضاف: "يعود تاريخ هذه المنشآت إلى فترة العصر الحجري الحديث المتأخر، في حدود سبعة آلاف سنة، وربما يصل إلى ثمانية آلاف سنة من الوقت الحاضر؛ لكن الغالبية العظمى منها ترجع إلى العصر البرونزي؛ أي فترة خمسة آلاف سنة من الوقت الحاضر، (الألف الثالث قبل الميلاد وربما بعضها يرجع إلى الألف الرابع)، ومعظم هذه المنشآت الحجرية مقابر لأشخاص تأخذ أشكالاً متعددة؛ إما دائرة ويمتد منها مذنبات (واحد أو اثنين أو ثلاثة)، أو أشكال مستطيلة أو مربعة، وأحياناً تمتد إلى مسافات طويلة جداً بحسب المكانة الاجتماعية ومستوى ثراء الشخص الذي يُدفن في هذا المدفن".
وتابع
الغبان: "هذه المنشآت أصبحت ثقافة منتشرة في كافة أنحاء الجزيرة العربية في تلك الحقبة وخاصة في فترة العصر البرونزي؛ بل أستطيع أن أعلن لأول مرة أن هذه المنشآت مذكورة في القرآن الكريم؛ لأنها أيضاً انتشرت عند قوم عاد الذين عاشوا في الألف الثالث قبل الميلاد (5000 سنة من الوقت الحاضر)، ونحن نعلم أن حضارة عاد إحدى الحضارات البائدة في الجزيرة العربية؛ حيث ذكر الله سبحانه وتعالى: {تبنون بكل ريع آية تعبثون}، والله سبحانه وتعالى يذم الاهتمام المفرط بالقبور؛ ولذلك ذم هذه الظاهرة، والريع في اللغة العربية هو كل مكان مشرف من الأرض أو المدخل بين الجبال، وجميع هذه المنشآت توجد على أماكن مشرفة من الأرض فوق مرتفع".
وكشف
الغبان أن علماء آثار سعوديين ودوليين، قاموا مؤخراً بأعمال بحث وتنقيب في إحدى هذه المواقع والمنشآت الحجرية القريبة من الخرج، بعد مسح كل المنطقة الممتدة من الخرج حتى وادي الدواسر، وتم العثور في المنشأة الحجرية الواقعة في الخرج على بقايا بشرية تعود إلى ثلاثة آلاف وأربعمائة سنة قبل الميلاد؛ وعثر الفريق في داخل هذا القبر على سيف من البرونز ولأول مرة نعثر على سيف من البرونز في المنطقة الوسطى، وهذه المكتشفات أعلنا عنها في ملتقى آثار المملكة قبل أيام.
وأشار إلى أن مختصين سعوديين في فترة ما قبل التاريخ، قاموا بالكثير من الدراسات حول هذه المنشآت المعمارية؛ وهناك أكثر من خمسمائة مجموعة من هذه المنشآت مسجلة في موقع جامعة الملك كظاهرة معمارية؛ مبيناً أن ليس كل منشأة حجرية تعتبر قبراً؛ بل إن بعضها عبارة عن متاهات لصيد الحيوانات، وبعضها علم طريق على شكل رجم؛ لكن الكثير منها بسيط في تكوينه إما على شكل رجم هرمي أو رجم مدرج.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد ذكرت أن عالم الآثار ديفيد كيندي، أمضى أكثر من 10 سنوات يبحث عبر شاشة حاسوبه الشخصي عن الآلاف من الهياكل الحجرية الأثرية الغامضة المنتشرة في جميع أنحاء الصحراء السعودية، ومن خلال برنامج "جوجل إيرث" استطاع "كيندي" تحديد مواقع آثرية تعود لآلاف السنين. كما نشرت مجلة "فوربس" العالمية الشهر الماضي، أن العالم "كيندي" تمكّن من تحديد ما قال إنه هياكل وبوابات حجرية من الجو في منطقة "حرة خيبر" و"حرة عويرض".
- الغبان (معلقاً على ما تداولته صحف عالمية..) 21 نوفمبر 2017
-
اكتشاف حفرية إصبع للإنسان الأول في صحراء النفود تعود إلى 90 ألف عام - درة
الرياض، مشغولة (درة) تم تزييف كتب الله، وتم قتل الأنبياء، وها هم يُزيّفون الأرض والحجر والأسماء، ومؤرخون اليوم المُعاصر يقِفون مُكممين دون تلك الأقوال والمناظر
منها لغز الصحراء
(مرّي) الثاني طوله 4.6 كيلومتر في جنوب استراليا، توسعة لحديث المجالس
مواقع النشر