(( 12 ))
(((متعة التسوق)))
للتسوق متع جميلة وأنا أستمتع جدا بالتسوق في سوق الخضرة ولي خصوصية وفلسفة خاصة في التسوق-
حيث أني زبون دائم على حلقة الخضار التي أزورها كل يوم أثنين بعد صلاة الظهر لعدة أسباب
أهمها وفرة العربات ذات الحجم الكبير التي عادة ما تكون مشغولة جدا في فترتي الصباح وما بعد العصر إضافة لقلة الزحام ورخص السوق نسبيا مقارنة بأيام الأربعاء والخميس والجمعه
ولعشقي وتمتعي بالتسوق في أسواق معينة لا أسمح لأي من أبنائي أن يأخذ عني أو يصادر هذه الخصوصية
الممتع أن لي عملاء ثابتين من الباعة في كل أرجاء السوق بمافي ذلك أصحاب العربات والممتع أيضا أن لي خط سير ثابت لايتغير أبدا مثل بعير السواني حيث أقف بمركبتي في الزاوية الشرقية الشمالية من السوق قرب البوفيه ومزلقان العربات
( أتحدث عن جده )
أبداء جولتي من الشمال الشرقي باتجاه الجنوب للسوق حيث البصل والبطاطس من مكان وشخص محددين
مرورا بعميل آخر يبيع الخس الأمريكي والكرفس والشمام والبندورة الصغيرة جدا وفي نفس الإتجاه
حيث بعض الفواكه مثل المنقه والجوافه وبعض الفواكه الموسمية مرورا بعبد الفتاح الذي يبيع البندوره التي أبتاع منها مايلزم للسلطات فقط بينما أبتاع النوع الصلب للطبخ من مكان آخر حيث تنتهي الجولة الأولى إلى جنوب السوق
ومن ثم تبداء الجولة الثانية من وسط السوق الجنوبي باتجاه الشمال حيث جميع أنواع الخضار على اليسار بمافيها
الخيار والجزر والليمون على اليمين حتى أصل إلى نهاية السوق حيث أنواع الورقيات والبصل الأخضر وصولا إلى النعانيع المدينية الدوش والمغربي والحساوي والعطرة واللمام وأخيرا إلى البطيخ والقرع الحلو والمالح
حيث تنتهي رحلتي التسوقية ومن ضمن متعي مداعبة وممازحة عملائي والعجيب أنني لاأشعر بالتعب أو الملل اسم الله على قلبي الرحمن الرحيم
ملاحظة هامه
------------
نعناع المدينة المنورة هو أجود أنواع النعناع في العالم على الإطلاق لاحتوائه على كميات عالية من الزيوت الطياره
مقارنة بغيره نتيجة دراسة علمية عا لمية وأخرى كنت قد طلبتها من وزارة الزراعة والمياه وفي أوربا يستزرعون النعناع
في مساحات شاسعة جدا تشبه حقول القمح والبرسيم حيث يتم ري هذه المساحات منه ثم يتم حصده آليا كما يحصد محصول البرسيم ومن ثم يتم تجفيفه في الظل بمساعدة آلية ومن ثم يتم تجميعه لتقطير زيوته الشحيحة جدا
ولكنها ثمينة جدا جدا وتستعمل في تصنيع كثير من أنواع العطور و أدوات التجميل والحلويات
ملاحظات
------------------------------------------
من الطريف أنني لو غيرت مساري في سوق الخضار تتغير خارطة مشترياتي فأتلخبط وأنسى بعض احتياجاتي ولذلك
أحرص أشدالحرص أن لااغير مساري وبذلك أضمن بإذن الله عدم نسيان أي شيء من احتياجاتي
أستغل خبرتي الطويلة كمزارع سابق ولازلت في انتقاء الخضار وانتخاب النوعيات الجيدة مثل البامية الطائفي الصغيره
والكوسة المضلعة صغيرة الحجم الطازجة بدليل اللمعة على بدن الكوسه والبصل الأخضر المديني ذو الرؤوس البيضاء
الأكثر جودة من ذو الرؤوس الحمراء و أنواع من الخضار لابد أن أعرف مصدرها والبعض الآخر أعرف مصدره بمجرد النظر إليه
في منتصف موسم التمور المدينية أذهب إلى المدينة المنورة وأبتاع من الحراج بالجملة مايقارب المائة هورية من رطب الروثانة الجيدة التي نعبئها في علب البلاستك ونضعها في الفريزرات فتكفينا وتكفي المسجد في رمضان وتكفي ضيوفنا
وتغطي هدايانا للأقارب والأصدقاء إلى أن يحين موعد الموسم التالي قولوا ماشاء الله وسنرحلها للموسم القادم
حماط المدينة المنورة أطيب مذاقا من حماط الطائف حيث يمتاز بحلاوته بينما حماط الطائف تخالطه بعض الحموضه
( ماخذ دعايه)
زي الهايلوكس والاسيوزوفالإسوزو أطيب واطلق منه وعلى مسؤليتي
وقد لاتصدقون أن هناك أنواع منتخبة من الأعناب المدينية أحلى وأطعم من أعناب الطائف وتماثلها من حيث الحجم
خاصة الأعناب المخروطية ذات الجذور المأخوذة من منطقة النخيْل في المدينة المنوره
العبرة هنا أني أحتفظ بصداقات مع الباعة في حدود السوق
لماذا ؟؟؟ تكون صداقاتنا مع الآخرين مقننة وموجهة ومغلفة بالمظاهر وحسب المكانة الإجتماعية والمراكز الوظيفية والمهنية الرفيعه ؟؟
ثم لماذا لانثقف أنفسنا بخلق صداقات وقتية وعابرة مع مختلف الأطياف من الناس فنخرج بفوائد وتجارب ثرية من خلال قربنا من هذه الفئات من الناس حتى وإن بدى لنا أنهم أقل منا مكانة ومستوى إجتماعيا ومهنيا وثقافيا أعتقد أن كثيرا من هذه الفئات
من الناس لهم وفيهم جوانب إنسانية ذات أعماق وأبعاد غنية بالمباديء والقيم الدينية والأخلاقيه
-----------------------------------------
مواقع النشر