الرياض (واس) استطاعت المرأة السعودية بكفاءتها وقدراتها أن تثبت حضورها في عدة مجالات، حققت فيها إنجازات بارزة على المستوى المحلي والعالمي، وذلك في ظل الدعم غير المحدود من الحكومة الرشيدة -
أيدها الله- التي آمنت بإمكاناتها وبأهمية تطورها، إذ قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود
حفظه الله: "
إن المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع".
- 24 صفر 1445هـ 09 سبتمبر 2023م
ومن المجالات التي تميزت بها المرأة السعودية "
عالم تصميم المجوهرات"، حيث تمكنت بذكائها ولمساتها الناعمة من ترجمة تراث وثقافة المملكة العربية الأصيلة إلى قطع مصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة تعكس مواصفات ومتطلبات العصر الحالي، بشكل مميز يخطف أبصار المهتمين بهذا النوع من الفنون.
وعملت جهات مختلفة في المملكة على تنفيذ مبادرات ومشاريع تعزز الهوية الوطنية للتصاميم، وتخدم المبدعين والمستثمرين، ومنها ما قدمته هيئة الأزياء التابعة لوزارة الثقافة من برامج ومبادرات أسهمت في صقل مهارات المصممات وأهلتهن للظهور على المستوى المحلي والدولي.
ومن أبرز البرامج الإرشادية "100 براند سعودي" الذي أطلقت نسخته الأولى في عام 2021، حيث قدم حزمة من البرامج التدريبية لمدة عام، يتخللها جلسات إرشادية واستشارية جماعية وفردية، وورش عمل افتراضية وحضورية في سبيل تطوير مزايا الأعمال التنافسية في صناعة الأزياء السعودية وتمكين المشاركين، كما مكّنت الهيئة المشاركين في البرنامج بنسختيه السابقة والحالية من المشاركة في أهم المحافل العالمية لعالم الموضة والأزياء.
وتميزت المصممات السعوديات في تقديم وعرض أفكارهن وإبداعاتهن في تصميم الحليّ الذهبية المطعّمة بالأحجار الكريمة وهو ما يؤكد قدرة أناملهن المبدعة على الدخول في عالم الأعمال والاستثمار.
وانطلاقاً من أهمية إبراز الموروث السعودي، وتحقيقاً للتطلعات المستقبلية لرؤية المملكة 2030 والمحافظة عليه ونقله للأجيال، أوضحت المصممة حنان بنوب في حديثها لوكالة الأنباء السعودية أن تخصصها الأكاديمي الفني إلى جانب شغفها في الرسم ساعدها في الدخول لمجال التصميم باحترافية عالية، فمنذ عام 1996م استطاعت أن تتدرج في فن الرسم وتنقل ذوقها الفني وتترجم أفكارها في القطع الذهبية التي تحرص على عرضها في المعارض الفنية ولاقت استحسان وإعجاب السيدات.
وأبانت أن ما يميز أعمالها، هو حرصها على جعل الزخارف التراثية لمختلف مناطق المملكة والكلمات المحفّزة التي توجهها القيادة الرشيدة - رعاها الله - للمواطن منعكسةً على معظم تصاميمها، ومن أشهرها ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، -حفظه الله- "همة السعوديين
مثل جبل طويق"، حيث صممت قطعة مجوهرات أطلقت عليها "همة جبل" وأصبحت مميزة لدى السيدات.
وذكرت بنوب أن تصميمها "همة جبل" عبارة عن سوار ذهبي من عيار 18، يتوسطه تصميم لجبل طويق، كتب على قمته" همة جبل"، وقد طُعّم السوار بأحجار الزمرد والألماس، وهي ألوان مستلهمة من العلم السعودي، لافتةً إلى أن التصميم عُرض في "معرض المجوهرات الفريدة" والذي عُقد ضمن الفعاليات التي قدمها موسم الرياض 2021.
وأوضحت بنوب أن قطع المجوهرات الفريدة تحتاج إلى دقة وتركيز وتمر بعدة مراحل أساسية للخروج بتصميمها النهائي، فهي تبدأ بمرحلة "الفكرة" التي يتوقف عندها معظم المصممين لحين حصولهم على الإلهام، تليها مرحلة تحويل الفكرة إلى رسمة ذات تفاصيل دقيقة تشمل قياساتها وأبعادها، ثم يتم مناقشة التصميم مع الصائغ، لمعرفة إمكانية تصميمه، ولاختيار عيار الذهب والأحجار المناسبة للتصميم.
وأشارت إلى أن العديد من الجهات تقدم الدعم للمصممات حيث شاركت مؤخراً في برنامج "تطعيم المجوهرات المحلية بتصاميم إيطالية" الذي عقده بنك التنمية الاجتماعية.
ومن جانبها، تحدثت المصممة سارة أبو داوود عن تجربتها التي امتدت إلى 16 سنة، بأنها تحرص في تصاميمها الشرقية الملفتة على الجمع بين أنماط الشرق الأوسط والغرب بلمسات سعودية عصرية، تعبّر عن جمال من يرتديها.
وقالت: إنّ تأثري بالثقافة السعودية يظهر في العديد من تصاميمي، ولكل مجموعة قصة، فمثلاً مجموعة"الجنيه" ترمز إلى تاريخ المملكة، و"حرفي" صممتها بمناسبة الاحتفاء باللغة العربية، وتصميم "روشان" كان للمشاركة بالبرنامج الذي نظمته هيئة الأزياء التابع لوزارة الثقافة في عام 2021 "100 براند سعودي" والذي يهدف إلى تطوير قطاع الأزياء ودعم علامات سعودية فاخرة في عالم الأزياء وتمكين العاملين فيه.
وعن تصميمها "الروشان"، ذكرت بأنها عاشت طفولتها في مدينة جدة والتي تتزين فيها نوافذ المنازل قديماً بفتحات خشبية تسمى بالرواشين، ومن هنا استوحت هذا التصميم، فقامت بإنتاج أقراط مصنوعة من ذهب عيار ۱۸، تتكون من طبقتين نحتت بشكل هندسي يظهر الرواشين، حيث رُصعت بالألماس والزمرد، وحُفر عليها كلمات إيجابية محفزة باللغة العربية.
وعدّت مشاركتها في برنامج "100 براند سعودي"، فرصة ذهبية أتاحت لها الالتقاء بأبرز الخبراء والمدربين في مجال تصاميم المجوهرات والاستفادة منهم، إلى جانب الحصول على عدة دورات تدريبية وإرشادية وورش عمل تثقيفية في عالم تطوير وتنمية الأعمال التجارية، ما دفعها إلى المشاركة في فعاليات كثيرة كان أبرزها الاحتفاء بأسبوع الموضة في ميلانو بإيطاليا.
واختتمت حديثها لواس بأنه في ظل الدعم غير المحدود الذي تتمتع فيه المواطنة من الحكومة الرشيدة - أيدها الله -، فإن السماء هي الحدود لمصممات الأزياء والمجوهرات، وأن أي تجربة لابد فيها من تحديات ويجب التأني للوصول إلى النجاح.
يذكر أن المملكة العربية السعودية تمتلك طاقات مبدعة في الكثير من المجالات، تعمل على نشر موروثها الثقافي الغني لاقتصاد مزدهر في ظل تشجيع ودعم القيادة الرشيدة - رعاها الله -.
إعداد: هياء الحصيني
تصوير: عبد الله السديس، رنده الحارثي
مواقع النشر