دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم اليوم الثلاثاء في القاهرة إلى "إحداث تغيير فوري يؤدي إلى وقف إراقة الدماء في سوريا، وتجنيب الشعب المزيد من أعمال العنف والقتل".
436x328_23831_166604.jpg
وأكد البيان أن وقف العنف يتطلب من القيادة السورية اتخاذ الاجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط اثناء زيارة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليها السبت الماضي، والتي عرض خلالها المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا.
وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزاري للجامعة العربية، في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن "آلة القتل يجب أن تتوقف في سوريا"، مؤكدا على ضرورة انسحاب الجيش من المدن.
واضاف بن جاسم في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب، "لا يمكن ان نقبل كبشر أن يقتل الناس بهذه الطريقة"، لذلك "قررنا أنه لابد من وقف إطلاق النار قبل إرسال وفد من الجامعة العربية الى سوريا".
وكان الوزير القطري يعلق على البيان الصادر عن المجلس الوزاري للجامعة العربية والذي أكد أن "الموقف الراهن في سوريا ما يزال في غاية الخطورة، ولابد من إحداث تغيير فوري يؤدي الى وقف اراقة الدماء، وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من اعمال العنف والقتل، الامر الذي يتطلب من القيادة السورية اتخاذ الاجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط اثناء زيارة الامين العام، وخاصة ما يتعلق بوقف اعمال العنف بكافة اشكاله، وازالة اي مظاهر مسلحة والعمل على تنفيذ ما جرى اقراره من اصلاحات".
أردوغان يصف مطالب الشعوب بالمشروعة
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها أمام وزراء الخارجية العرب اليوم ، إن "المطالب المشروعة للشعوب لا ينبغي قمعها بالقوة"، ودعا إلى أن يكون شعار دول المنطقة "الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان".
وأكد أردوغان، وفقا لترجمة بثها التلفزيون المصري لخطابه، أن "الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان يجب أن تكون شعارنا الموحد "لتحقيق طموحات شعوب المنطقة"، مضيفا "يجب علينا ألا نقاوم المطالب المشروعة لشعوبنا بالدم وباستخدام القوة" في إشارة- على ما يبدو- الى سوريا.
وبدأ أردوغان الثلاثاء زيارة تستغرق يومين لمصر استهلها بزيارة لمشيخة الأزهر حيث التقى الإمام الأكبر أحمد الطيب.
من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اليوم الثلاثاء إن الدول العربية تدعو نظام الحكم في سوريا إلى وقف العنف وفتح حوار مع المعارضين.
وأوضح الشيخ حمد في كلمته في اجتماع للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية إن الدول العربية تعتقد أن الحل يجب أن يكون عن طريق وقف العنف ووقف إراقة الدماء والعودة إلى الحكمة والحوار.
من جانب آخر أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 11قتيلا اليوم برصاص الأمن السوري، فيما ارتفع عدد القتلى في أنحاء مختلفة من سوريا أمس الاثنين إلى 25 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال، بعد وفاة طفل في دوما بريف دمشق متأثراً برصاصة في الرأس قبل تسعة أيام حسب ناشطين سوريين، في وقت دعا فيه ناشطون للتظاهر في عموم سوريا احتجاجاً على الموقف الروسي المؤيد للنظام السوري.
استمرار المظاهرات
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 21 شخصاً على الأقل قضوا برصاص الجيش والأمن الاثنين في مدينة حماة وريفها، فيما قتل خمسة في حمص، وثلاثة آخرون اليوم في مدينة دوما بريف دمشق، تزامناً مع مداهمات قامت بها قوات الأمن واعتقالها للناشطين في مختلف المدن السورية.
وبحسب الهيئة السورية فإن عدة قرى في سهل الغاب بريف حماة، تعرضت إلى قصف من قبل الجيش السوري، فيما سمع دوي إطلاق نار بعدة مناطق بمدينة اللاذقية الساحلية، وسط استمرار عمليات الدهم والاعتقال بالمدن مع تواصل المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
وتعرضت بلدة قلعة المضيق في حماة للقصف الذي تواصل لساعات عدة الاثنين وفق نشطاء سوريين، الذين أكدوا أن قرية حيالين بريف حماة تعرضت لقصف شديد الأحد، حيث سويت أربعة منازل بالأرض وتعرض مسجد القرية للقصف، كما شن الأمن والشبيحة حملة تفتيش واعتقالات واسعة تم خلالها تكسير وتخريب البيوت وفق ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية.
في هذه الأثناء، قال ناشطون إن إطلاق نار وقع في عدة مناطق شهدت مظاهرات ليلية في اللاذقية، متبوعاً بانفجارات. في وقت ذكرت فيه الهيئة أن إطلاق نار عشوائي كثيف على المنازل جرى في تلبيسة بمحافظة حمص دام أكثر من نصف ساعة، وأن أكثر من 25 قذيفة أطلقت على المنازل. مشيرة إلى أن إطلاق نار كذلك وقع في درعا مع تطويق الساحة والمسجد بالجيزة، إضافة إلى تفتيش منازل هناك.
وبثت مواقع سورية معارضة لنظام الأسد مقاطع مظاهرات قالوا إنها جرت مساء الاثنين في عدة مدن سورية. ففي مدينة حمص انطلقت مظاهرات في تلبيسة وأخرى في القصير تضامنا مع حمص، كما خرجت مظاهرة ليلية في الميدن بدمشق وسقبا بريفها تدعو لإسقاط النظام.
كما خرجت مظاهرات في كل من الزبداني ودوما بريف دمشق بعد صلاة العشاء للمطالبة برحيل نظام الأسد.
وفي الكسوة بريف دمشق أحرق متظاهرون العلمين الروسي والصيني وطالبوا بحماية دولية للمدنيين خلال مظاهرة شهدتها الكسوة بعد صلاة العشاء. فيما خرجت مظاهرات في مناطق مختلفة بمدينة إدلب رغم الحصار الذي تفرضه السلطات السورية حسب الناشطين.
وفي قدسيا بريف دمشق تظاهر العشرات بعد صلاة العشاء احتجاجاً على اعتقال رياض السيد خطيب وإمام مسجد العمري الذي اعتقلته السلطات للمرة الثانية حسب ما أفاد شهود لـ"العربية.نت".
اعتداء على سيارة للهلال الأحمر
وفي تطور لافت ذكرت منظمة الهلال الأحمر في سوريا، أن طاقماً طبياً تابعاً للمنظمة قد تعرض لإطلاق النار خلال الأسبوع الماضي في مدينة حمص وسط سوريا ما أدى إلى إصابات إحداها خطرة.
وذكرت المنظمة في موقعها الرسمي على الإنترنت. أنه أثناء قيام فريق من مسعفي فرع حمص للهلال الأحمر بواجبهم الإنساني بتقديم الإسعافات الأولية في منطقة الحميدية في مدينة حمص يوم الأربعاء، 7/9/2011 الساعة 22:30 تم استهداف سيارة الإسعاف التي تقلهم بإحدى وثلاثين طلقة من الرصاص الحي مما أسفر عن إصابة ثلاثة من المتطوعين الشباب المسعفين، إصابة أحدهم خطرة. وقد نقل المصابون إلى أحد مستشفيات المدينة حيث يتلقون العلاج.
وفي حين نشر معارضون للنظام السوري بيانا لفرع المنظمة في حمص قال "إن كثاقة إطلاق النار والجهات المتعددة التي صدرت منها الطلقات، وطبيعة هذه الطلقات، ترجح كلها أن إطلاق النار الذي تعرضت له سيارة الإسعاف، كانت من جهة أمنية أو عسكرية". شددت المنظمة في بيانها على الموقع الرسمي، على وجوب تمكين العاملين في المجال الطبي ومتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري من القيام بمهمتهم المتمثلة في إنقاذ حياة الجرحى". وعدم إعاقة عملية الوصول إلى المصابين والجرحى بشكل عشوائي.
دعوات للتظاهر ضد الموقف الروسي
من جهة أخرى دعا ناشطون في سوريا إلى "ثلاثاء الغضب من روسيا"، احتجاجا على ما اعتبروه الدعم المستمر لموسكو لنظام الرئيس بشار الأسد الذي يحاول منذ ستة أشهر قمع الحركة الاحتجاجية الشعبية المناهضة له حسب تعبيرهم.
وكتب الناشطون السوريون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "لا تدعموا القتلة. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم" وأطلقوا على الثلاثاء 13 أيلول/سبتمبر "ثلاثاء الغضب من روسيا".
ودعوا إلى التظاهر الثلاثاء في كل المدن السورية. وكتبوا أيضا "فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية. النظام سيزول والشعب سيبقى".
وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان دعت الاثنين خلال زيارتها لموسكو الدول الغربية الى الاقتداء بروسيا عبر تشجيع الحوار السياسي بدل الدعوة الى فرض عقوبات على النظام الروسي.
واعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أنه من غير الضروري ممارسة "ضغوط إضافية" على دمشق، مكررا رفضه لأي قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على نظام الأسد. وكان أكد الأسبوع الفائت أن بعض المعارضين السوريين يمكن اعتبارهم "إرهابيين".
المصدر : العربية.نت، بيروت - محمد زيد مستو
مواقع النشر