القاهرة (رويترز) - قررت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب أن يكون الكاتب المصري جمال الغيطاني الذي توفي يوم 18 أكتوبر تشرين الأول شخصية الدورة الجديدة مطلع العام القادم وأن تكون أذربيجان ضيف الشرف.
وتوفي الغيطاني عن 70 عاما ونحو 50 كتابا تشمل القصة القصيرة والرواية وأدب الرحلات وأدب الحرب والتأريخ لأماكن أثرية كما أصدر عن رواد في الأدب والصحافة بضعة كتب منها (توفيق الحكيم يتذكر) و(مصطفى أمين يتذكر) و(نجيب محفوظ يتذكر) و(المجالس المحفوظية).
وتفتتح الدورة السابعة والأربعون للمعرض يوم 27 يناير كانون الثاني 2016 وتستمر حتى 10 فبراير شباط.
وقالت الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تنظم معرض الكتاب سنويا في بيان يوم الخميس إن اللجنة العليا للمعرض "قررت اختيار شعار (الثقافة في المواجهة) عنوانا للمعرض" كما اختارت جمهورية أذربيجان ضيف الشرف.
وأضاف البيان أن المعرض سيكون جسر التواصل بين الثقافة العربية والثقافة والفنون في أذربيجان التي جاء اختيارها "تعبيرا عن التطلع المصري التاريخي والمعاصر للانفتاح المعرفي على التعدديات الثقافية في عالمنا وعلى الخصوصيات وتنوعها" بهدف التفاعل الثقافي مع الإبداع ودعما للقيم الإنسانية المشتركة.
وقال البيان إن اختيار "الراحل المقيم جمال الغيطاني شخصية المعرض" في دورته القادمة جاء انطلاقا من تميز مشروعه الروائي "ودوره الفاعل في حركة الثقافة المصرية والعربية ومواجهة للفكر المتطرف المعادي لحريات الرأي والتعبير والإبداع."
وأسس الغيطاني صحيفة (أخبار الأدب) عام 1993 وظل رئيسا لتحريرها حتى إحالته للتقاعد عام 2011 ولعبت الصحيفة دورا بارزا في التواصل الثقافي والإبداعي العربي فضلا عن الانفتاح على الثقافات العالمية.
وقال هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب في البيان إن المعرض يحتفل بمرور عشر سنوات على وفاة نجيب محفوظ (1911-2006) كما يخصص جناحا عنوانه "تراث المعرض" لعرض ندوات فكرية وأمسيات شعرية حظيت بشعبية عند إقامتها وخصوصا أمسيات كل من محمود درويش وعبد الرحمن الأبنودي ونزار قباني.
جمال الغيطاني في رحلته الأدبية
نجاح حلاس (العروبة) : عن عمر ناهز السبعين عاماً رحل منذ أيام عن دنيا الثقافة والأدب الكاتب المصري الكبير جمال الغيطاني بعد صراع طويل مع المرض تاركاً للأجيال القادمة عصارة فكرة وإبداعه .. تاركاً إرثاً ثقافياً يقدر بخمسين كتاباً في الرواية والقصة القصيرة وغيرها من الأنواع الأدبية الأخرى.
وبرحيله خسرت الأوساط الثقافية والفكرية مبدعاً وعلماً من أعلامه مثّل إنتاجه طوال خمسين عاماً علامة مميزة في أدب القصة القصيرة والرواية حيث ترجمت رواياته إلى أكثر من لغة عالمية.
ولد جمال الغيطاني عام 1945 في محافظة سوهاج في صعيد مصر. وكانت أولى قصصه "نهاية السكير" عام 1959 ثم تابع نشر قصصه في الصحف والمجلات المصرية والعربية واختار خمس قصص منها 1969 لتكون نواة مجموعته القصصية الأولى "..أوراق شاب عاش منذ ألف عام" .عشق الصحافة وعمل بها بشغف ثم أصبح مراسلاً حربياً في صحيفة "الأخبار" المصرية منذ عام 1969 ثم تولى رئاسة تحرير أسبوعية " أخبار الأدب " التابعة لمؤسسة أخبار اليوم منذ تأسيسها حتى وصوله إلى سن التقاعد .
بدأ مشروعه الروائي "دفاتر التدوين" بإصدار الدفتر الأول "خلسات الكرى" عام 1996 ثم "دنافتدلى" ثم "رشحات الحمراء" و"نوافذ النوافذ" و"نثار المحو" و"دفتر الإقامة" وله رواية تحولت إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان "الزيني بركات" وقد صدرت هذه الرواية بطبعتها الأولى في دمشق عام 1971 وظلت من أكثر أعماله شهرة ومن أبرز روايات الغيطاني أيضاً "رسالة في الصبابة والوجد" و"شطح المدينة " و"هاتف المغيب " و"حكايات المؤسسة " و" الرفاعي "و"وقائع حارة الزعفراني" التي أنتجها التلفزيون المصري في مسلسل عام 2001 بعنوان "حارة الطبلاوي" كما أنتجت السينما المصرية أفلاماً حولت عن رواياته ومنها "أيام الرعب" و"كلام الليل" و"حكايات الغريب" ..
ربطت الغيطاني ونجيب محفوظ علاقة طيبة حيث ألف عنه أكثر من كتاب منها "نجيب محفوظ يتذكر" و"المجالس المحفوظية".. كما اصدر كتباً عن كتاب وأدباء كانت لهم أسماؤهم ومن هذه الكتب "توفيق الحكيم يتذكر" و"مصطفى أمين يتذكر" إضافة إلى كتب أخرى أظهر فيها حبه للتراث المعماري للقاهرة في الفترة الفاطمية منها "ملامح القاهرة في ألف عام" و"أسبلة القاهرة"...الخ.
حصد الغيطاني العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة الدولة المصرية التشجيعية للرواية "عام 1980 وجائزة سلطان العويس عام 1977 كمانال وسام العلوم والفنون من المرتبة الأولى ووسام الاستحقاق الفرنسي من رتبة فارس عام 1987 وجائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات" كما حصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2009 عن كتابه "رن" وهو الدفتر السادس من "دفاتر التدوين".
وهنا لابد أن نذكر أن الغيطاني قد حذر من مخاطر "الربيع العربي" كما أسموه صناعه وخصوصاً على سورية التي كان لها مساحة جميلة في قلبه وروحه.
الغيطاني الذي استقر أ مخاطر هذا الربيع الأسود كان يعلم أن هدفه القضاء على كل ما يمت إلى العروبة والقومية العربية وبالتالي يسهل عليهم تنفيذ مشروعهم الصهيو أمريكي القذر الذي يحقق لهم مآربهم وأطماعهم الاستعمارية..
رحم الله كاتبنا الكبير جمال الغيطاني الذي كان نبراساً في عالم الإبداع الأدبي وخاصة في القصة القصيرة والرواية.
مواقع النشر