حائل - واس : اشتهرت منطقة حائل بتنوع الغطاء النباتي فيها، وتميزت باحتضان العديد من أنواع النباتات المعمرة والفصلية، الناجم عن اختلاف تضاريسها، ألا أن الاحتطاب الجائر أضر بهذه البيئة النباتية، خصوصاً أنه ينال حتى من النبات الأخضر لا اليابس فقط.
الدراسات الحديثة تبين حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري على مستوى المملكة نتيجة للاحتطاب الجائر حيث أسهم استخدام التقنيات الحديثة مثل المناشير الآلية واستخدام السيارات الرباعية الدفع في التوسع في عمليات الاحتطاب نتيجة لزيادة الطلب على الحطب مما زاد من حجم التدهور في الغطاء النباتي .
وكالة الأنباء السعودية زارت بعض هذه المناطق واستطلعت آراء المسؤولين وعدد من المواطنين ميدانياً، وسلطت الضوء على المشكلة، وسبل معالجتها والتدابير المتخذة حيال ذلك.
مدير عام الإدارة العامة للشؤون الزراعية بمنطقة حائل المهندس
سلمان بن جار الله الصوينع يؤكد أن التصدي لعمليات الاحتطاب جارٍ بكل حزم عبر جهود إدارات حكومية عدة تقوم بإحكام الرقابة على مزاولة الاحتطاب في جميع مراحله ومنعه في كافة المنطقة ومراقبة المواقع التي يكثر فيها الاحتطاب ومعاقبة من يخالف ذلك.
وأفاد المهندس الصوينع أن الاحتطاب الجائر من أخطر العمليات التي تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي والتنوع الحيوي بمعدلات سريعة كما يتسبب في حدوث التعرية الهوائية والمائية للتربة وانخفاض في كميات المياه التي تغذي الطبقات الجوفية مشيراً إلى أنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زحف الرمال وإلى طمر مساحات شاسعة من المدن والمزارع كما تقوم بالقضاء على ما تطرحه الأشجار من بذور والتي هي أساس التكاثر وأحد المصادر المهمة المؤثرة على الغطاء النباتي الطبيعي.
ونوه الصوينع بالقرار القاضي بإعفاء الحطب والفحم المستورد من الرسوم الجمركية مبيناً أن وزارة الزراعة تقوم بجهود كبيرة للحد من الاحتطاب والعمل على المحافظة على الغطاء النباتي وذلك بعقد الندوات وتوزيع المجلات والمنشورات بجميع المناطق وتعيين حراس ومراقبون في مواقع المراعي وتشكيل لجان لمراقبة أسواق الحطب والفحم والتي تقوم بمصادرة الحطب والفحم المحلي بالإضافة إلى دعوة وتشجيع التجار لاستيراد الحطب والفحم لاستخدامه كبديل للمحلي وإصدار التراخيص اللازمة للاستيراد ومزاولة تجارة الحطب والفحم المستورد.
وتشير دراسة أجرتها
مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن أكثر الأنواع الشجرية المحتطبة في المملكة هي: (
السمر،
الغضى، و
الإرطى)، وتقدر حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري نتيجة لاحتطاب
أشجار السمر بنحو 3,376 هكتارا عام 1423هـ ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 13,712 هكتارا عام 1444هـ، كما قدرت كمية
حطب الغضى المعروضة في الأسواق المحلية سنويا بنحو 4,623 طنا، أما كمية
حطب الأرطى المعروضة في الأسواق فقد قدرت بنحو 4,188 طنا سنويا مؤكدة أن
حجم المشكلة على مستوى المملكة كبير وأن هناك عملية استنزاف مستمرة على هذه الأنواع.
فيما تشير دراسة أخرى إلى أن 120 ألف هكتار يتم تعريتها من الأشجار والشجيرات في المملكة كل عام وأن مساحة الأشجار المزالة من منطقة الشمال تقدر بنحو 40 ألف هكتار سنوياً.
من جهته أوضح مدير إدارة تنشيط الاستثمارات والسياحة بإمارة منطقة حائل والمتحدث الرسمي لأمارة منطقة حائل أن مختلف الجهات ذات العلاقة تبذل جهود كبيرة في هذا الجانب، إلا أن المنطقة لازالت بحاجة لجهود أكبر من الجميع، خصوصاً مع تكرار التجاوزات تجاه البيئة، مشيراً إلى أن المراكز التابعة للإمارة تقوم بدور فعال وبالتعاون والتكامل مع الجهات الأخرى وعلى رأسها الإدارة العامة للشؤون الزراعية بالمنطقة وشرطة المنطقة وإدارة السياحة والآثار وإدارة المرور وأمن الطرق، مؤكداً على أهمية التوعية البيئية، وتعاون المواطنين ، واضطلاع وسائل الإعلام والجهات التعليمية وأئمة المساجد بدورهم الإرشادي في هذا الشأن.
وأكد العيادة أن العقوبات طبقت على الكثير من المخالفين والمتجاوزين لتعليمات منع الاحتطاب، وحذر من أن المخالفات التي تتكرر من الشخص المخالف تجعله عرضة لجزاءات أكبر وبشكل تصاعدي، لافتاً إلى أن هناك جهودا ومبادرات متميزة من أبناء المنطقة وجهات متخصصة وجهات حكومية تعمل على رفع مستوى الوعي الذي بدأت إيجابياته تظهر على الكثير من أفراد المجتمع وقيامهم عملياً بالحفاظ على البيئة.
من جهته أكد رئيس قسم الموارد الطبيعية بفرع الزراعة بحائل حميدان عبدالله الحميدان أن الجهات المختصة بمنع الاحتطاب في النفود الكبير والمناطق التابعة لمنطقة حائل ألقت القبض على 335 سيارة مخالفه تحمل كميات كبيرة من الحطب وعدد من الأدوات التي تساعد على الاحتطاب الجائر.
وأبان أن العقوبات تنوعت بحق المخالفين بين مصادرة الحطب وفرض غرامات مالية وحجز المركبة التي تحمل الحطب، مشيراً إلى أن المراقبين ينتشرون في كافة المواقع بالمنطقة حيث تكثر أشجار الأرطى والغضى والطلح.
وعبر عدد من المواطنين في منطقة حائل عن
استيائهم من ازدياد ظاهرة الاحتطاب الجائر في المنطقة والتي تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي وطالبوا بحملة توعوية للحفاظ على الغطاء النباتي والالتزام بالأنظمة الصادرة من إدارة الغابات والمراعي بوزارة الزراعة وتطبيقها بحق المخالفين من أجل حماية المناطق الرعوية وأشجار الأودية والمنتزهات البرية من خطر التصحر مرجعين أسباب الاحتطاب الجائر إلى رغبة المواطنين باستخدام أنواع الحطب المحلي بالرغم من ارتفاع أسعاره حيث يصل ثمن شحنة الجيب الشاص والداتسون ما بين 1,000 إلى 2,500 ريال للشحنة الواحدة مما يغري الحطابين على عملية الاحتطاب.
وحذر المواطن عبد الرحمن بن زيد العصفور أحد الصقارين بالمنطقة من خطورة عملية الاحتطاب التي تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي في المنطقة بمعدلات سريعة داعياً إلى إحكام الرقابة على الاحتطاب في جميع المناطق خاصة في النفود الكبير من منطقة حائل حتى منطقة الجوف بما في ذلك النقل والبيع و منع بيع الحطب المحلي في أسواق الحطب والاكتفاء بالمستورد.
مواقع النشر