الإقتصادرة : لحقت شركات الدواجن المحلية بالدجاج المستورد ورفعت الأسعار، مبررة خطوتها بارتفاع أسعار الأعلاف المكون الرئيس لهذه الصناعة، في وقت أكدت بعض الشركات أنها ملتزمة بتثبيت الأسعار حتى انتهاء مخزونها الحالي من الأعلاف.
عمالة وافدة تستغل الأزمة وتتلاعب بالمستهلكين
تعمد بعض وكلاء الدجاج رفع الأسعار تدريجيا حتى لا تتم ملاحظتهم من الجهات المعنية
وقال محمود فقيه مدير عام التسويق في مزارع فقيه إن الأسباب الرئيسة خلف ارتفاع أسعار الدواجن هي الزيادات في مدخلات أعلاف الدواجن وهي تمثل 70 في المائة من تكلفة الدجاجة، مشيراً إلى أن أسعار الأعلاف العالمية زادت خلال الفترة الماضية وهي مرشحة للزيادة، بسبب الجفاف والأعاصير.
وبيّن أن مزارع فقيه ملتزمة حاليا بالعمل دون زيادة حتى انتهاء مخزونها من الأعلاف.
واعترفت إحدى شركات الدواجن المحلية بأنها زادت سعر الدجاجة الواحدة 75 هللة نتيجة ارتفاع الأعلاف المستوردة.
وفي المقابل كشفت جولة لـ ''الاقتصادية'' على بعض منافذ البيع للدواجن المحلية عن استغلال العمالة الوافدة للأزمة والتلاعب بالأسعار رغم تأكيدات بعض المنتجين بتثبيت أسعارهم حتى الآن، ويتضح الأمر من خلال تفاوت السعر من منفذ لآخر.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أكد مسؤولون وملاك شركات الدواجن المحلية لـ "الاقتصادية" أمس أن سبب ارتفاع أسعار الدجاج في السوق الزيادة في مدخلات نوعية من الأعلاف التي يأكل منها الدجاج متأثرة بموجة الجفاف والأعاصير، إضافة إلى ارتفاع أسعار البيض المستورد من الخارج، بينما نفى البعض رفع الأسعار في الفترة الحالية حتى انتهاء المخزون.
والتقت "الاقتصادية" خلال جولة ميدانية بمستهلكين أوضحوا أن هناك عددا من منافذ البيع تتلاعب بالأسعار، كما أن العمال’ الوافدة التى تعمل في بيع الدجاج المبرد استغلت موجة رفع الأسعار رغم تثبيت عدد من المزارع أسعار منتجاتها.
وقال محمود عبدالرحمن فقيه مدير عام التسويق في مزارع فقيه، إن الأسباب الرئيسة خلف ارتفاع أسعار الدواجن هي الزيادات في مدخلات أعلاف الدواجن وهي تمثل 70 في المائة من تكلفة الدجاجة، مشيرا إلى أن أسعار أعلاف الدواجن العالمية زادت خلال الفترة الماضية وهي مرشحة للزيادة، بسبب الجفاف والأعاصير، وبيّن أن مزارع فقيه ملتزمة حاليا بالعمل دون زيادة حتى انتهاء المخزون من الأعلاف، وأضاف فقيه أن أسعار الدجاج حاليا في مزارعنا للدجاج المجمد للعميل 10.5 ريال والمستهلك 11.5 ريال، والمبرد للعميل 11.5 والمستهلك 12.5 ريال، أما طبق البيض للعميل 11 والمستهلك 12ريالا، وبين فقيه أن مدخلات الأعلاف من الذرة الصفراء ارتفع سعر الطن من 350 دولارا إلى 240 دولارا للطن الواحد، وارتفاع فول الصويا من 400 دولار إلى 700 دولار للطن الواحد، وأشار إلى أن الدولة حريصة على تثبيت الأسعار ومتابعة ذلك بدقة، وهناك لجنة وزارية من المالية والتجارة والصناعة والزراعة تتابع ذلك. ونأمل أن يتم اتخاذ ما يفيد أهدافها، مشيرا إلى أن تدخل الدولة في زيادة دعم أعلاف الدواجن في حال ارتفاع مدخلاتها سيحقق أهداف استقرار الأسعار في الأسواق من هذه السلعة الغذائية الحيوية. وأوضح أن تغذية الدجاج تعتمد على 70 في المائة من الأعلاف.
وبين مدير عام التسويق في مزارع فقيه أن إنتاج مزارع فقيه حاليا 500 ألف دجاجة يوميا، ومليون بيضة مائدة. وتواصل المزارع حاليا الخطة الخمسية التي سبق الإعلان عنها والتي تكلف ستة مليارات ريال لرفع الطاقة الإنتاجية إلى مليون دجاجة وثلاثة ملايين بيضة مائدة يوميا كما في الخطة الخمسية المعتمدة.
في حين أكدت نشوى طاهر رئيس مجلس إدارة شركة رضوى التجارية أنهم لم يزيدوا أسعار الدجاج حتى الآن، رغم زيادة التكاليف التي يتعرضون لها في الفترة الأخيرة لاسيما بعد الحريق الذي تعرضت له المزرعة أخيراً.
وأضافت "نحن في رضوى كنا ولمدة 20 عاماً في المركز الأول، لكن عندما حدث الحريق تضررت المزرعة وبدأنا في بنائها من جديد، وهذا يكلفنا أضعاف ما كنا ندفع من قبل، وطبعا كل الأشياء تتغير".
وأوضحت طاهر أن ارتفاع أسعار الدجاج في السوق يعود إلى عدة عوامل، منها ارتفاع أسعار البيض المستورد من الخارج، إلى جانب نوعية العلف الذي يأكل منه الدجاج، وتابعت "كلما تكون نوعية العلف طبيعية السعر يرتفع، لأنه غير صناعي، في رضوى سياستنا تعتمد على تغذية الدجاج بأكل طبيعي ذرة 100 في المائة، هذه الذرة تحتسب التكلفة وهذا أحد أسباب اختلاف أنواع الدجاج من شركة لأخرى، لأن ذلك يعتمد على نوعية العلف، والعلف يعتمد على نوع البروتين الذي يأكله الدجاج، ومن أجل الذرة التي تطلبها بمواصفات معينة لتحتوي على بروتين جيد لتغذية الدجاج لأجل أن يكون دجاجك جيدا، إذاً هذا يكلف أكثر، ونحن نستورد الذرة من الولايات المتحدة، التي تدخل فيها تكاليف الاستيراد، وفرق العملة".
وبالنسبة لشركة رضوى وموقفها من ارتفاع الأسعار، بينت نشوى طاهر أنهم لم يرفعوا الأسعار حتى الآن، وتوقعت أن أنواع الدجاج الأخرى ارتفعت من 20 – 30 في المائة تقريباً.
وأردفت "لا نشجع الدجاج المستورد لأن لدينا مزارع ممتازة، ولدينا مواصفات وضعتها وزارة الزراعة بالنسبة للدجاج وللأصناف المخصصة للأكل بأن تكون طبيعية، وأعتقد أن الدجاج المحلي سواء مبرد أو مجمد أفضل، أما الدجاج المستورد لا نشجعه". من جهته، أشار مطر عجب البقمي الرئيس التنفيذي لشركة دجلة للدواجن إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف العالمية اضطرهم إلى رفع السعر إلى نحو 0.50 - 0.75 هللة، مقارنة بتلك التي كان معمولا بها في السابق، مبينا أنهم يستخدمون الأجود من الأعلاف ولا يرضون بأقل منها. وأشار إلى أن رفع الأسعار يمر بمراحل إلى أن تصل للبائع منها عملية التوصيل، والسلخ، والتغليف.
وتمنى البقمي من الجهات المختصة إيجاد شركة منظمة مساهمة حكومية تتابع أحوال الأسواق العالمية وتنظم العمليات في المزارع من بدء المرحلة في المزرعة إلى الوصول للبائع إضافة إلى الأسعار، بشرط أن صاحب المزرعة يكون له ضمان ربحي من 10 إلى 12 في المائة. وأشار إلى أن الجهات المختصة قامت بدراسات وأعمال خاصة في ما يتعلق بالزراعة ولكن حتى الآن لم تتمكن من إيجاد الحل.
وبين أن مربي الدواجن يعانون، وخاصة المشاريع المتوسطة والصغيرة، مشيرا إلى أن انتشار الأمراض في الدواجن وإيقاف المشروع انعكس بخسائر لأصحاب المشاريع، مبينا أن التعويضات تصل إلى 60 أو 80 في المائة بقيمة التكلفة، لكن الخسارة أضعاف على صاحب المنشأة بقيمة المشروع والإيقاف والعمال.
وأكد أن رفع الأسعار ليس بطمع ولا جشع من ملاك الدواجن، مشيرا إلى أن المشاريع الكبيرة لديها إمكانات كبيرة ومنها ما يختصر تواجد العمالة، مبينا أن الشركات الكبيرة لا تتأثر مثل المشاريع المتوسطة والصغيرة، موضحا أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة لم تجد الحل بإيجاد مؤسسة أو تسويق أو تأمين على الدواجن. وحول مقاطعة الدواجن وانعكاساتها أشار أنه لم تتأثر حتى الآن، متمنيا أن يكون هناك تدخل سريع من الجهات المختصة لأنه عنصر مهم حيوي وغذائي.
في حين أكد مستهلكون التقت بهم "الاقتصادية" أمس خلال جولة ميدانية على عدد من منافذ البيع أن هناك تلاعبا بالأسعار واستغلالا من قبل العمالة الوافدة والتى تعمل في بيع الدجاج المبرد بحيث استغلت موجة رفع الأسعار رغم تثبيت عدد من المزارع أسعار منتجاتها.
وأوضح حسن المالكي مستهلك التقت به "الاقتصادية" أن هناك تضاربا في الأسعار من محل إلى آخر واكتشفت أن العمالة في منافذ البيع استغلوا موجة الغلا ورفعوا الأسعار رغم تثبيت بعض المزارع سعر منتجها. وبين المالكي أن الرقابة غائبة عن الأسواق وخصوصا منافذ البيع المنتشرة في أحياء جدة السكنية.
واتفق خالد بن دقاس مع المالكي في أن هناك تلاعبا في منافذ البيع والتى تغطي ما نسبته 90 في المائة من مدينة جدة، وطالب بتحديد سعر الدجاج من قبل المزرعة في منافذ البيع.
وفي السياق ذاته توقعت مصادر تجارية أن تشهد سوق اللحوم البيضاء ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة المقبلة بسبب ارتفاع تكلفة أغذية الدجاج بعد موجة الجفاف التي عمت أوروبا وآسيا حيث يركز على أغذية الدجاج الحلال بالذرة والقمح والصويا.
ووفقا لمصادر تجارية عاملة في سوق الدجاج فإن أعلاف الصويا شهدت ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام الجاري بلغت 74 في المائة، وسجل ناتج الولايات المتحدة من الذرة الصفراء وفول الصويا أسوأ إنتاج منذ عام 1988 بسبب موجة الجفاف. ولم تشأ المصادر تحديد نسبة الزيادة خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن ذلك مرتبط بالأسعار الوقتية في الأسواق العالمية.
المصدر : الاقتصادية - متابعة: ماجد الحميدان وجلال فكار وعبدالهادي حبتور من جدة - تصوير : سعد العنزي.
مواقع النشر