القطيف، محمد جليح (واس) لا يزال "سوق الخميس" نافدة مفتوحة كأحد الأسواق الشعبية القديمة بالمنطقة الشرقية بمحافظة القطيف محتفظا بطابعه الخاص، رغم وجود المحال والأسواق الحديثة، إلا أنه ما زال يحكي الكثير من تراث المنطقة الذي صنعه الآباء والأجداد.
ويُعد "سوق الخميس" من أشهر أسواق المحافظة حيث يعود تاريخه إلى ما يزيد عن 100 عام، ويقع بالمنطقة المركزية على شارع الملك فيصل، ويجتمع فيه عدد كبير من البائعين من مختلف قرى القطيف وخارجها، يقيمون البسطات والمظلات من الليل، باقياً علامة فارقة رغم التطور والازدهار لمملكتنا الغالية، حيث يجد المواطن والمقيم مكانا مناسبا للاستمتاع بكل ما هو تراثي وقديم.
ويرتكز السوق على الباعة من أهالي القطيف، لبيع منتجاتهم الزراعية والحرفية المصنعة من سعف النخيل (الخوص) مثل الحصر والسلال والمراوح وسف الخوص والسمن البلدي و الخواتم والمسابح والملابس والأواني الفخارية ومنتوجات النخيل والأشجار، والفواكه والخضروات والبهارات والعسل والسمن والتمر والأواني النحاسية القديمة ومستلزمات النساء من حلى وملابس والمشغولات اليدوية، وفي الجهة الغربية من السوق يقع قسم الحيوانات الأليفة والمواشي والطيور، وفي الجهة الجنوبية منه قسم لبيع الأقمشة والأحذية، إضافة الى البضائع المستوردة والمنتجات الحديثة.
ويعرف أن "سوق الخميس" استمد اسمه من يوم الخميس الذي كان يقام في وقته سابقا، ولكن بعد تغيير الإجازة الأسبوعية الرسمية إلى يومي الجمعة والسبت، تغير موعد سوق الخميس ليصبح كل يوم سبت، ولا زال محتفظاً باسمه إلى الآن.
ويرتاد السوق عشرات الآلاف من الباعة والمشترين، من مختلف سكان مدن ومحافظات المنطقة الشرقية كالدمام والظهران والخبر ورأس تنورة، إضافة إلى مواطني دول الخليج، ويستهوي السوق الكثيرين لتنوع المنتجات الذي يشهدها والأسعار المقبولة.
كما يجد الزائر عدد من البسطات النسائية التي تبرز دور المرأة في السوق من خلال البيع والشراء وعرض ما تنتج وتصنع من سعف النخيل والمنسوجات اليدوية، إضافة إلى بائعات الريحان لما يتمتع به من إقبال وخصوصا في المناسبات العائلية والزواجات، وذلك لرائحته العطرة التي كانت تستخدم كرائحة طيبة لتعطير الملابس في السابق.
عدسة "واس" تجولت في السوق والتقطت الصور للحركة داخله وما يقدم من منتجات ومعروضات تراثية وأشغال وأعمال يدوية، وأوضح البائع أبو ياسر أن سوق الخميس يجذب العديد من المتسوقين من مختلف الفئات، وذلك لتعدد البضائع التي تتسم بالأصالة والجودة العالية مقابل سعر متناول للجميع، مشيراً إلى ما يتميز به السوق من المنتجات التراثية، والمعروضات الشعبية من أدوات تقليدية وصناعات خزفية وحرفية التي تمت صناعتها يدويا من سعف النخل، التي تشتهر بها المحافظة.
بدوره أكد أحمد الغامدي، أحد المتسوقين حرصه للتسوق كل يوم سبت ومشاهدة المعروضات التي تحكي تراث وأصالة المحافظة، وشراء احتياجات المنزل وأغراضه بأسعار مناسبة، وهو ما حبَّب الكثيرين في الحضور إليه والتسوق فيه.
من جانب آخر, قالت المتسوقة أم عبدالله: إنها تحرص أسبوعياً الحضور إلى سوق الخميس لشراء ما تحتاجه بأسعار مناسبة للجميع، من خلال ما يميزه من أعمال يدوية وتراثية كالحصر والسلال والفخار، إضافة إلى ما تجده من الورود والريحان الذي يبهج عين الناظر، مؤكدةً حرصها على شراء بعض الأواني المنزلية والمشغولات اليدوية والملبوسات النسائية.
وبيّنت أم شاكر أنها تبيع الريحان على شكل أطواق وقلائد، حيث يكثر الطلب عليها من المتسوقين في المناسبات العائلية والزواجات، إضافة إلى الأواني الفخارية ومنتوجات النخيل والأشجار، مشيرة إلى أنها تعمل منذ 20 سنة في هذه المهنة التي ورثتها من أمها.
إعداد: محمد جليح
تصوير: حسين الحمد
مواقع النشر