تونس - طارق عمارة (رويترز) - تخفى مسلح في زي سائح وفتح النار في فندق تونسي يوم الجمعة من سلاح أخفاه في مظلة ليقتل 37 شخصا على الاقل بينهم سائحون بريطانيون وألمان وبلجيكيون أثناء استجمامهم على الشاطيء وحمام السباحة في منتجع شهير.
وقال شهود ومسؤولو أمن إن السياح الذين تملكهم الذعر ركضوا بحثا عن ساتر للحماية من إطلاق النار والانفجار في فندق إمباريـال مرحبا بمنتجع سوسة الذي يبعد 140 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة تونس قبل أن تقتل الشرطة المسلح بالرصاص.
وقال سائح أيرلندي يدعى أنتوني "كان هذا المكان آمنا لكنه اليوم يثير الرعب." وأضاف "بدأ (المهاجم) هجومه على الشاطيء وذهب الى ردهة الفندق وقتل بدم بارد."
وقع الهجوم في يوم شهد عدة أحداث منها العثور على جثة مقطوعة الرأس في فرنسا وعليها كتابة بالعربية وقيام مهاجم انتحاري بقتل 27 شخصا في مسجد بالكويت وقيام متشددين ذكرت تقارير أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية بقتل 145 مدنيا على الأقل في شمال سوريا.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن هجوم الكويت وحث أنصاره على تصعيد الهجمات أثناء شهر رمضان لكن لم يعرف أن كان مهاجم تونس شن هجومه مستلهما دعوة الدولة الإسلامية.
ونشرت حسابات على موقع تويتر مؤيدة للتنظيم المتشدد ثلاث صور لشخص قالوا انه المسلح. وتبين الصور من الخلف رجلا يسير في شارع يلوح بسلاح آلي.
ولم يتسن لرويترز التأكد من مصادر مستقلة من صحة هذه الصور.
وقال رفيق الشلي وهو مسؤول كبير بوزارة الداخلية إن المسلح الذي قتل هو طالب ولم يكن معروفا لدى السلطات وغير مسجل في أي قائمة مراقبة للجهاديين المحتملين.
وقال شهود إن المهاجم بعد ان أخرج سلاحا يخفيه داخل مظلة سار في اراضي الفندق وفتح النار على الشاطيء وحمام السباحة وأعاد تعبئة سلاحه عدة مرات وألقى بشحنة ناسفة.
وقال مصدر أمني إنه عثر على قنبلة أخرى في جسده الذي كان يرقد بجوار بندقية كلاشنيكوف في المكان الذي ضرب فيه بالرصاص.
وقالت إذاعة محلية إن الشرطة ألقت القبض على مسلح ثان لكن المسؤولين لم يؤكدوا على الفور الاعتقال أو يتحدثوا عن دوره في الهجوم.
وقال عامل بالفندق في الموقع "مهاجم واحد فتح النار من بندقية كلاشنيكوف على السياح والتونسيين على شاطيء الفندق." واضاف "كان مهاجما واحدا. وكان شابا يرتدي سروالا قصيرا مثل السياح."
وهذا هو أسوأ هجوم في تاريخ تونس الحديث وثاني مذبحة كبرى هذا العام بعد هجوم إسلاميين متشددين على متحف باردو عندما قتل مسلحون 21 زائرا أجنبيا.
وذكر بيان لوزارة الصحة انه يوجد رعايا بريطانيون وبلجيكيون وألمان بين القتلى السبعة والثلاثين. وقال وزير الصحة للاذاعة الفرنسية إن 36 شخصا اصيبوا في الهجوم.
وقال وزير الداخلية البريطاني فيليب هاموند إن خمسة بريطانيين على الأقل كانوا من بين القتلى. وأكدت وزارة الخارجية الايرلندية أن مواطنا ايرلنديا على الأقل قتل.
ولم تعلن أي جهة على الفور المسؤولية عن الهجوم. لكن متشددين إسلاميين هاجموا المواقع السياحية في شمال أفريقيا من قبل حيث يرون أنها أهداف مشروعة بسبب نمط الحياة الغربي المنفتح والسماح بالمشروبات الكحولية.
وقالت الايرلندية اليزابيث أوبراين التي كانت تقيم في فندق مجاور مع ابنيها إن إطلاق النار أثار حالة من الذعر على الشاطئ.
وقالت لمحطة الإذاعة الايرلندية آر.تي.إي. "اعتقدت أنها ألعاب نارية لكن عندما شاهدت الناس يركضون ... قلت يا الهي إنه إطلاق رصاص." وأضافت "بدأ العمال وافراد الأمن يركضون على الشاطيء وهم يقولون اركضوا اركضوا."
وفي سوسة كان العديد من السياح يحزمون حقائبهم بالفعل وتوجهوا إلى الحافلات وغادروا الفندق بعد الهجوم.
وقالت شركة توريستك يونيون انترناشيونال للسياحة اليوم الجمعة انها تنظم رحلات جوية للسياح الراغبين في العودة من تونس مضيفة ان الذين حجزوا لقضاء عطلات في تونس يمكنهم اعادة الحجز أو الغاء الرحلات بدون تكاليف.
وزار ستة ملايين سائح معظمهم أوروبيون شواطيء تونس والطرق الصحراوية واسواق المدينة في العام الماضي مما قدم سبعة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي وهو ما يمثل معظم الإيرادات من العملة الصعبة ووظائف أكثر من أي قطاع آخر بخلاف الزراعة.
وقالت وزيرة السياحة سلمى اللومي إن هذه كارثة على اقتصاد البلاد وإن الخسائر ستكون كبيرة لكن الخسائر البشرية أكبر.
مواقع النشر