مكة المكرمة - واس : أسدل في مكة المكرمة اليوم الستار على المؤتمر العام الــ 13 لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية، معلنة فتح مسيرة أخرى في التنمية مستقبلاً لعدد من المدن والعواصم الإسلامية، وبهذا المؤتمر تكون المنظمة قد أنهت 34 عاماً من مسيرتها وعطائها في التنمية.



وتعتبر منظمة العواصم والمدن الإسلامية التي أنشأت في العام 1400 للهجرة، منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية، كمنظمة منتمية لمنظمة التعان الإسلامي، وهي تقبل في عضويتها العواصم في الأقطار الإسلامية والمدن في العالم أجمع، ومقرها العاصمة المقدسة "مكة المكرمة" في المملكة العربية السعودية، وتتركز أنشطتها في تحقيق أهدافها التي تقع ضمن إطار التنمية المتواصلة للمستوطنات البشرية.

وتضم المنظمة في عضويتها 141 عاصمة ومدينة كأعضاء عاملين، من 54 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، ومن أربع قارات هي آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، كما تضم في عضويتها ثمانية مدن أعضاء مراقبين من ست دول ليست أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، و 14 عضواً مشاركاً من الوزارات والهيئات والجامعات ومراكز البحوث من الأقطار الإسلامية، ذات الصلة بأنشطة وأهداف المنظمة، وتعتمد المنظمة استخدام اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية في أعمالها.

وتتركز أهداف منظمة العواصم والمدن الإسلامية في توثيق عرى المودة والإخاء والصداقة بين العواصم والمدن الأعضاء، والحفاظ على هوية وتراث العواصم والمدن الأعضاء، والعمل على إيجاد وتطوير معايير وأنظمة ومخططات حضرية شاملة تخدم نمو وازدهار العواصم والمدن الأعضاء، وذلك للارتقاء بواقعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي والعمراني.

ومن بين أهداف منظمة العواصم والمدن الإسلامية أيضاً العمل على الارتقاء بمستويات التنمية والخدمات والمرافق البلدية في العواصم والمدن الأعضاء، ودعم وتنسيق وتوسيع نطاق التعاون بين العواصم والمدن الأعضاء، وتعزيز وتطوير برامج بناء القدرات للعواصم والمدن الأعضاء.

وقد أبرزت منظمة العواصم والمدن الإسلامية عدة وسائل لتحقيق أهدافها، تتمثل في عقد ندوات وحلقات دراسية ومؤتمرات ومعارض دولية، حول المشكلات والموضوعات التي تعنى بها العواصم والمدن الأعضاء واقتراح الحلول المناسبة لها، وإجراء الدراسات التحليلية على العواصم والمدن الأعضاء التي تذخر بالتراث المعماري والعمراني الإسلامي بهدف استنباط أسس التصميم المعماري والتخطيط الحضري بالعصور الإسلامية المختلفة، ومنح الجوائز لتشجيع المتخصصين في المجالات البلدية والعمارة والعمران.

ومن الوسائل أيضاً إصدار مجلة العواصم والمدن الإسلامية، وتمويل مشاريع الخدمات البلدية والبيئة والبحوث والتدريب وحماية التراث وبرامج التعاون الفني في بلديات المدن الأعضاء من خلال صندوق التعاون التابع للمنظمة، وتعزيز وتنشيط برنامج التعاون الفني والتقني بين العواصم والمدن الأعضاء، وإقامة العلاقات بين المنظمة والهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الزيارات والبحوث والدراسات والخبرات والبعثات بين العواصم والمدن الأعضاء، والمشاركة في المؤتمرات والمعارض الفنية، وانشاء قاعدة معلومات لخدمة العواصم والمدن الأعضاء.

وكانت منظمة العواصم والمدن الإسلامية عقدت سلسلة من المؤتمرات الدولية والحلقات الدراسية، بالاشتراك مع هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية، لطرح الموضوعات العلمية المتخصصة في الشؤون البلدية، والتي تتناول المشاكل الرئيسية التي تعاني منها المدن الأعضاء، من أجل تحديد ووضع الأسس والوسائل الخاصة بتحقيق التنمية المتواصلة بالمستوطنات البشرية بالمدن الإسلامية.

وقد عقدت المنظمة عدة مؤتمرات دولية وحلقات دراسية منها، الإسكان في المدينة الإسلامية، والنظافة في إطار حماية البيئة، ونظم الإدارة المحلية والبلديات، وسلامة الطرق والحد من الحوادث المرورية، والأسس الحديثة لتسمية وترقيم الشوارع والمناطق، والمنهج الإسلامي في التصميم المعماري والحضري، ونظم المعلومات الجغرافية: استدامة وازدهار المدينة والبيئة، وأسس ومعايير تصنيف التراث المعماري والحضري الإسلامي، وكيفية الحفاظ عليه، ومتابعة تنفيذ جدول أعمال الموئل في المدن الإسلامية، وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية فى التخطيط والتنمية المتواصلة.

كما تجري المنظمة سلسلة من الدراسات التحليلية عن العمارة والعمران في العواصم والمدن الأعضاء التي تزخر بالتراث المعماري والعمراني الإسلامي، لاستنباط أسس وأساليب التصميم المعماري والحضري في العصور الاسلامية المتتابعة، لكى تكون مرجعاً علمياً يوضع في متناول الجامعات والمعاهد المتخصصة والوزارات والنقابات والبلديات في العالم الإسلامي، وذلك بهدف العمل على احياء التراث العمراني الإسلامي بالاسترشاد بهذه الاسس والاساليب في اعمال التنمية العمرانية الجارية بالعواصم والمدن الاعضاء.

وقد بدأت المنظمة تلك السلسلة بدراسة تحليلية على العاصمة القاهرة وتم طباعتها باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، وجارى إنجاز دراسة تحليلية أخرى على العاصمة صنعاء، وتنوي المنظمة إجراء سلسلة الدراسات التحليلية في كل من دمشق وبغداد وإسطنبول وفاس وتونس وأصفهان ولاهور وبخارى، كما تنوى الاستمرار في إجراء هذه الدراسات لتشمل كافة عواصم ومدن العالم الإسلامي.

وتخصص منظمة العواصم والمدن الإسلامية جوائز دورية كل ثلاث سنوات، للأعمال المتميزة في مجالات التأليف والتحقيق والترجمة و البحث العلمي والمشروعات، في مجالات العمارة والتخطيط الحضري والبيئة والخدمات والتنظيم والتشريعات البلدية، وذلك بهدف تشجيع البلديات والإدارات المحلية والأفراد على المساهمة الفعالة في تحقيق التنمية الحضرية المتواصلة والمحافظة على تراث وهوية المدينة الإسلامي وتوزع تلك الجوائز خلال الحفل الافتتاحي للمؤتمرات العامة للمنظمة.

كما تصدر المنظمة مجلتها الرسمية المحكمة نصف السنوية من مكة المكرمة حيث تهتم بشئون التنمية المتواصلة للعواصم والمدن الإسلامية، ومنها شئون التخطيط والعمارة والخدمات العامة والإسكان والنقل الحضري والبيئة والصحة والسلامة ونظم الإدارة والصيانة والحفاظ على التراث الإسلامي والتعاون الدولي.

وتجرى المنظمة دراسات لوضع أسس تصميم وتنفيذ نظام لقاعدة معلومات متطورة، تتضمن معلومات عن العواصم والمدن الأعضاء والمشروعات والأنشطة التي تقوم بها المنظمة، كما تساهم المنظمة في تمويل بعض مشروعات الخدمات والصيانة والحماية للبيئة والتراث والبحوث والتدريب في العواصم والمدن الأعضاء من خلال صندوق تعاون العواصم والمدن الإسلامية.

كما عملت منظمة العواصم والمدن الإسلامية على إنشاء برنامج للتعاون الفني والتقني ضمن إطار صندوق تعاون العواصم والمدن الإسلامية، بهدف إتاحة الفرصة لتطوير وتبادل الخبرات والمعلومات والبحوث والدراسات وحشد الطاقات الفنية والإدارية المطلوبة، عن طريق تعزيز التعاون الفني والإداري فيما بين البلديات من أجل بناء قدراتها التنموية، وتحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتتضمن أنشطة البرنامج انتداب الخبراء والمتخصصين للقيام بمهام التدريب.

كما تقوم المنظمة بإعداد برامج لتبادل الزيارات بين مسئولي البلديات والإدارة المحلية في عواصم ومدن العالم الإسلامي بهدف توسيع المعرفة والاطلاع على خبرات الغير في المجالات البلدية المتعددة ومنها هياكل الإدارة التنظيمية وذلك للاستفادة من التجارب الناجحة في مواجهة ما يعتريها من مشاكل وصعوبات إدارية وتنظيمية وبيئية وتنموية.

إضافة إلى ذلك، تحرص منظمة العواصم والمدن الإسلامية على إقامة معارض فنية تبرز مشروعاتها بالعالم الإسلامي وإنجازات بلديات العواصم والمدن الأعضاء، والمشاريع الفائزة بجوائز المنظمة في مجالاتها المختلفة وتقام هذه المعارض عادة ضمن فعاليات المجالس الادارية والمؤتمر العام.

وتتألف منظمة العواصم والمدن الإسلامية من خمس هيئات متمثلة في المؤتمر العام، المجلس الإداري، الأمانة العامة، جائزة المنظمة، صندوق تعاون العواصم والمدن الإسلامية.

كما حرصت المنظمة على تعزيز مكانتها في المحافل الدولية كمؤسسة دولية تسعى لتحقيق التنمية المتواصلة لأعضائها من خلال دعم أنشطتها الإقليمية والدولية مع هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، كما دعمت المنظمة علاقاتها الدولية مع عدد من المنظمات والهيئات الدولية من خلال الحصول على العضوية كمراقب و بالتبادل، من بينها منظمة التعاون الإسلامي، والبنـك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، مركز البحوث الإسلامية للتاريخ والفنون والثقافة، ومركز التدريب والبحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية للأقطار الإسلامية، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة التابعة لجامعة الدول العربية، والاتحاد الإسلامي لمالكي البواخر، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة.

كماحرصت منظمة العواصم والمدن الإسلامية على تعزيز علاقات التعاون الدولي المشترك مما حدا بها إلى عقد اتفاقيات صداقة وتعاون مع المؤسسات والمنظمات ذات الاهتمام المشترك وهي البنــك الإسلامي للتنميـــة، ومنظمـة المــدن العربيـــة، ومركز الامم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومنظمـة المــدن المتحـــدة، والاتحاد العالمي للسلطات المحلية، والجمعية العالمية للمدن الرئيسية، واتحــاد المــدن الأفريقيــة، ومركر البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا، والجمعية الدولية الفوتوجرامتري والاستشعار عن بعد.

وتهدف تلك الاتفاقيات إلى تبادل الخبرات بين العواصم والمدن الأعضاء بالمنظمة والمؤسسات السابق ذكرها في مجالات التخطيط والإسكان، وإدارة المدن والمرافق العامة وحماية البيئة وغيرها من المجالات الهامة، والتي من شأنها أن تسهم في تحقيق التنمية المتواصلة بالمستوطنات البشرية للمدينة الإسلامية، وتوسيع نطاق التعاون وتوثيق العلاقات بين تلك المؤسسات وبين العواصم والمدن الأعضاء بالمنظمة، وتسهيل وسائل الاتصالات والتعاون بين المؤسسات والمنظمات المعنية بشؤون المستوطنات البشرية وبين المنظمة، وتبادل الزيارات والخبراء والمعلومات وتنظيم الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات العلمية، وإجراء الدراسات وبلورة وتنفيذ المشاريع التنموية للعواصم والمدن الإسلامية.