طهران الأناضول) : قال الصحفي والخبير السياسي الإيراني، عباس عبدي، إن الاحتجاجات الشعبية، التي اندلعت بسبب الأوضاع الاقتصادية في إيران، "قد تخرج من سياقها نحو سياقات سياسية خلال فترة وجيزة". وفي حديث للأناضول، أشار عبدي – المقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني – إلى أن "شركات التمويل المفلسة هي التي تسببت باندلاع الاحتجاجات والمظاهرات الحالية".
وأوضح أن الشركات، التي كانت تحقق أرباحًا مرتفعة مقابل أموالها المودعة، بدأت تطالب باستثماراتها بعد تعرضها لخسائر، على الرغم من عدم وجود ضمانات من الحكومة والبنك المركزي.
وقال عبدي إن الاحتجاجات بدأت من مدينة مشهد، مركز إقليم خراسان، بسبب احتواء الإقليم على العدد الأكبر من تلك الشركات "المفلسة".
واعتبر أن "الأخطاء التي ارتكبتها حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، في المجال الاقتصادي، لها أيضًا دور في اندلاع الاحتجاجات الراهنة".
وبيّن أن هناك العديد من الأشخاص "المنتمين للطبقة الدنيا"، كانوا ينتظرون تشكلّ الأجواء الراهنة لكي يُسمعوا أصواتهم.
كما أشار الخبير الإيراني إلى أن الطرف الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لا يخفي سعادته من اندلاع المظاهرات.
وقال إن القضية الأساسية التي يتجاهلها هذا الطرف، هو انحراف الأزمة الاقتصادية في إيران نحو سياقات أخرى، وخاصة السياسية.
وحول تأثير المظاهرات على المنطقة، رأى عبدي أن "الدول التي لا تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران سعيدة بالأحداث، وهذا أمر طبيعي، لأن الجانب الإيراني أيضًا يكون سعيدًا عندما تندلع أحداث مشابهة في تلك الدول (لم يحددها)".
ورأى أن الدول التي لا تريد الإخلال باستقرار المنطقة، لن تشعر بالسعادة من الأحداث الأخيرة.
وبيّن عبدي أن إيران لم تكن سعيدة عندما وقعت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، لأنها كانت ستفتح المجال أمام الفوضى.
والخميس الماضي، بدأت مظاهرات في مدينتي مشهد وكاشمر شمال شرقي إيران، احتجاجًا على غلاء المعيشة، وامتدت لتشمل مناطق مختلفة من البلاد.
وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل اثنين من المتظاهرين، غربي البلاد، إضافة إلى اعتقال العشرات، حسب وسائل إعلام.
مواقع النشر