عدن - محمد مخشف (اليمن) (رويترز) - قالت الحكومة اليمنية يوم الجمعة إن الضربات الجوية التي تقودها السعودية على الحوثيين باليمن لن تطول وذلك في اليوم الثاني من الحملة العسكرية الرامية لمنع الجماعة الشيعية المدعومة من إيران من إرساء حكمها في أرجاء البلاد.
واستهدفت طائرات حربية قوات الحوثيين التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء كما هاجمت معقلهم في الشمال يوم الجمعة.
وفي خطوة تعطي دعما للرياض أعلن المغرب دعمه التحالف العسكري باليمن وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية إن "المملكة المغربية قررت تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن في بعده السياسي والمعلوماتي واللوجيستيكي والعسكري."
أما باكستان التي ذكرت السعودية يوم الخميس أنها شريك في التحالف الذي يضم في معظمه دولا خليجية عربية فقالت إنها لم تتخذ قرارا بعد ما إذا كانت ستساهم في الحملة لكنها تعهدت بالدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها.
وخطوة الرياض هي أحدث جبهة في صراع إقليمي متصاعد على النفوذ مع إيران وهو صراع دائر أيضا في سوريا حيث تدعم طهران حكومة الرئيس بشار الأسد وفي العراق حيث تلعب فصائل شيعية مدعومة من إيران دورا رئيسيا في القتال.
وتساند الدول العربية السنية في الخليج الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والسنة الموالين له في جنوب اليمن في مواجهة التقدم الشيعي.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين لتلفزيون العربية ردا على سؤال عما إذا كانت العملية العسكرية التي بدأت يوم الخميس ستستغرق أسابيع أو أكثر "أعتقد أنها أيام. لا أعتقد أنها ستطول."
وناشد هادي على صفحته الرسمية على فيسبوك اليمنيين الصبر قائلا "اصبرو وصابروا ورابطوا فإنكم والله لمنصورون وإن الانقلابيين وحلفاءهم إلى زوال قريب".
ورغم الضربات واصل الحوثيون حملتهم التي بدأوها منذ أشهر لمد سيطرتهم إلى الجنوب من صنعاء.
وذكرت مصادر قبلية أن قوات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح دخلت محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين يوم الجمعة من خلال محافظة البيضاء بوسط البلاد مواصلين زحفهم صوب الجنوب.
وأضافت المصادر أن المقاتلين دخلوا مدينة لودر بمحافظة أبين بعد اشتباكات مع القوات الموالية لهادي كما سيطروا على مدينة بيحان في شبوة حيث واجهوا مقاومة أضعف.
وفي الرياض وجه الخطباء في صلاة الجمعة كلمات تشجب الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين ووصفوا القتال بأنه واجب شرعي. وأيد رجال دين يوم الخميس الحملة قائلين إنها تدفع ضررا وتنصر مظلوما.
وفي طهران وصف رجل الدين آية الله كاظم صديقي في خطبة الجمعة الهجمات بأنها "عدوان وتدخل في الشأن الداخلي اليمني".
وفي محيط صنعاء قال سكان إن الطائرات استهدفت فجرا قواعد للحرس الجمهوري إحداها قرب المجمع الرئاسي في منطقة جنوبية كما وجهت ضربات قرب منشأة عسكرية تضم صواريخ.
* ضرب منطقة منتجة للنفط
الحرس الجمهوري باليمن موال لصالح الحليف الرئيسي للحوثيين والذي يحتفظ بسلطة واسعة رغم اضطراره للتنحي في 2012 بعد احتجاجات الربيع العربي.
وبدا أن هجمات جوية شنها التحالف في وقت سابق جنوبي صنعاء وفي محافظة مأرب المنتجة للنفط استهدفت منشآت عسكرية مرتبطة أيضا بصالح.
رسم توضيحي من رويترز عن الدول المشاركة في التحالف ضد الحوثيين
وذكرت مصادر قبلية أن الطائرات هاجمت كذلك منطقتين في معقل الحوثيين الشمالي في محافظة صعدة. وأضافت أن الضربات أصابت سوقا بمنطقة كتاف البقع إلى الشمال من صعدة مما أسفر عن سقوط 15 شخصا بين قتيل وجريح كما استهدفت منطقة شدا.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد بدأ الهجمات الجوية يوم الخميس لمحاولة تقليص مكاسب الحوثيين وتعزيز سلطة هادي الذي تحصن في عدن بعد أن فر من صنعاء في فبراير شباط.
وغادر هادي عدن يوم الخميس ومن المقرر أن يحضر القمة العربية في مصر غدا السبت حيث يأمل في تعزيز الدعم العربي للضربات الجوية.
ووصل الرئيس اليمني إلى الرياض يوم مرورا بسلطنة عمان حيث قال مسؤول بوزارة الخارجية إنه أجرى فحصا طبيا قبل أن يتوجه للسعودية.
ورفعت الحملة السعودية الحالة المعنوية بين بعض العرب الخليجيين الذين ينظرون بارتياب لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكتب رجل الأعمال الإماراتي البارز خلف أحمد الحبتور على موقع العربية الإلكتروني يعرب بعبارات صريحة عن سعادته بالخطوة السعودية.
وقال "استيقظت على خبر جلب لي راحة البال وملأ قلبي عزة وفخرا... لا يمكن إجراء حوار مجد مع جمهورية إيران الإسلامية التي تحركها أطماعها بإعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية وسحق العرب تحت أقدامها تماما كما داست على السنة والأقليات في لبنان وسوريا والعراق فضلا عن عرب الأحواز الذين يعانون منذ وقت طويل."
أما زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي فقد وصف المملكة العربية السعودية بأنها "جار السوء الذي لا يحترم حق الجوار" وبأنها "قرن الشيطان" وقال في كلمة على شاشة التلفزيون إن اليمنيين سيواجهون "هذا العدوان الإجرامي الظالم الغشوم الآثم الذي لا مبرر له على الإطلاق".
من جانبها أدانت إيران الهجوم المفاجىء على جماعة الحوثي وطالبت بوقف العمليات العسكرية التي تقودها السعودية فورا.
وفي حين قلل مسؤولون أمريكيون من شأن نطاق العلاقات بين إيران والحوثيين قال سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير إن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران موجودون على الأرض يقدمون النصح للحوثيين.
وقال العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم العملية العسكرية في مؤتمر صحفي إنه لا توجد خطط في المرحلة الحالية لعمليات برية لكن القوات السعودية وقوات الحلفاء البرية ستصد "أي عدوان".
مواقع النشر