جدة (واس) يشتهر وادي "قرماء" الواقع شمال مركز المظيلف بمحافظة القنفذة والذي يقترب طوله من 80 كيلو مترًا، بزراعة القطن على ضفاف رماله الخصبة في مواسم هطول الأمطار والسيول.
وأدى انتشار مايقارب 9 قرى على جنبات الوادي إلى اعتماد أهالي هذه القرى على خيرات الوادي من المحاصيل الزراعية من الحبوب كالذرة، والدخن، والحبة الحمراء، والقمح، والسمسم، والحبحب، في حين تأتي تسمية الوادي بقصة متداولة قديمة منذ زمن بعيد حينما هطلت أمطار غزيرة على المنطقة سالت على إثرها الأودية حتى استقرت في هذا الوادي، بأن رجلاً طاعن في السن نظر للوادي من مكان مرتفع قائلاً "قر الماء" أي هدأ واستقر، وبمرور الوقت دُمجت الكلمتان وأصبح اسم الوادي قرماء.
وتمتلك محافظة القنفذة التابعة لمنطقة مكة المكرمة إرثاً تاريخيًا كبيرًا تكوّن على مدى عصور قديمة مضت، أهّلها لأن تكون مدينة سياحية فريدة من نوعها يقصدها الزوار من داخل المحافظة وخارجها للاستمتاع بما تحتضنه من آثار نادرة، تحكي قصص أمم وشعوب سكنت أرض المنطقة في قديم الزمان، فضلاً عن امتلاكها لعناصر جذب سياحي حضارية حولتها إلى منارة سياحية وأثرية يشار لها بالبنان ومنها قرية عشم الأثرية الواقعة على ضفاف وادي القرماء.
وادي قنونا بالقنفذة.. سياحة الطبيعة الساحرة 09 مارس 2018
القنفذة (الجزيرة) يعد وادي قنونا من أشهر الأودية بالمنطقة الجنوبية وأكبرها، حيث يبلغ إجمالي طوله حوالي 108 كيلومترات ويقع في العرضية الشمالية التابعة لمحافظة القنفذة.
تبدأ روافد هذا الوادي من أعالي جبال السروات وجبال الحجاز من بلاد العوامر جنوب غرب وادي العشر إلى بلاد بني المنتشر، ويتجه في جريانه منحدرًا نحو الغرب باتجاه مدينة القنفذة. يمتاز بغزارة مياهه وعذوبتها، وبكثرة بساتينه، وتنوع محاصيله الزراعية التي منها القمح، والدخن، والسمسم والتي كانت تنتج بكميات تجارية سابقة. ويشتهر بزراعة النخيل.
تمثل الأودية المنتشرة في جنوب المملكة وجهات سياحية مهمة تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية، حيث توفر هذه الأودية مساحات كبيرة من الظلال الواسعة، ومواقع ترفيه وتخييم بين ربوعها الخضراء ومياهها الجارية، حيث نجد الكثير من الأسر والعوائل السياحية تقوم بزيارة هذه الأودية لقضاء أوقات الفراغ وسط مجاري هذه الأودية، وذلك للاستمتاع بما أوجدته الطبيعة من مناظر خلابة، ومياه جارية، وظلال واسعة تعيد لذهن السائح نشاطه المتأمل في جمالية التنوع الطبيعي، حيث نجد في الوادي التداخل بين الخضرة والتكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية التي تسهم في تلطيف الموقع السياحي، وهي أبرز مقومات الجذب السياحي لوادي قنونا، حيث يقضي السياح معظم أوقات زيارتهم للقنفذة حول ضفاف الوادي. وقد انفرد هذا الوادي بموقعه المتميز على الطريق الساحلي الواقع في حدود منطقة مكة المكرمة.
وادي قنونا منفردًا تتصافح على أطرافه المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال مع مياه البحر المالحة، وذلك لقربه من البحر الذي ساهم في إيجاد التنوع البيئي الذي صاغت من خلاله الطبيعة مقومات انفرد بها عن باقي الأودية المنتشرة في القطاع التهامي. وعند التعمق وسط التكوينات الصخرية لهذا الوادي يبهرك مجراه الذي تكوَّن معه الكثير من البرك المائية، والأشكال الصخرية التي نحتتها عوامل التعرية المختلفة.
تصوير: محمد دخيخ
مواقع النشر