لندن - وكالات : يزعم علماء آثار إسرائيليون أنهم تمكنوا من فك شيفرة نقش بالعربية على لوح من الرخام الرمادي عمره أكثر من 8 قرون، وهو الأثر الوحيد باللغة العربية الذي تم العثور عليه حتى الآن في الشرق الأوسط بشأن الحملة الصليبية. ويحمل النقش اسم "الأمبراطور الروماني المقدس فريدريك الثاني" مع تاريخ "العام 1229 الخاص بتجسيد الرب يسوع المسيح"، لذلك وصفته هيئة الآثار الإسرائيلية التي أعلنت الإثنين الماضي عن فك شيفرته، باكتشاف أثري نادر".
قد يكون فريدريك الثاني هو الذي كتبه بنفسه
ولأنهم اعتقدوا حين العثور عليه قبل سنوات عدة على جدار في تل أبيب، بأنه يعود للعصر العثماني، فقد أهملوه، "لكنهم حين بدأوا بفك شيفرته أدركوا بعدها بأنه يعود لزمن الحملة الصليبية في العصور الوسطى"، وفق ما قاله موشيه شارون، وهو بروفسور بالجامعة العبرية في القدس المحتلة، وشارك مع زميل له بفك الشيفرة.
ويحمل اللوح اسم فريدريك الثاني "كمحارب صليبي أعلن نفسه في 1228 ملكا على القدس"، إضافة إلى أنه يضم جميع ألقاب فريدريك الذي يعتبرون أن أهم "إنجاز" قام به كان اتفاقا تسلم بموجبه مدينه القدس من السلطان المصري، الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، المعروف بلقب أبي المعالي، وهو خامس سلاطين الدولة الأيوبية وحكم منذ 1218 طوال 20 سنة، وفي عهده تسلم فريدريك القدس للصليبيين.
وقبل التوصل إلى اتفاق الهدنه بين الأمبراطور والملك الكامل، حصّن فريدريك قلعة كانت في يافا، وترك على جدرانها النقشين. وبرغم أن العثور عليهما كان في تل أبيب، فإن شارون وزملاءه يعتقدون بأن موقعهما الأصلي كان جزءا من قلعة يافا آنذاك.
ويسمون فريدريك الثاني، الذي ولد في 1194 وعاش 56 سنة، بأمبراطور "الرومانية المقدسة"، وهو من سلالة هوهنشتاون، وتميز عهده بالصراع مع البابوية من أجل السيطرة على إيطاليا، وهو مؤسس جامعة نابولي في 1224 وجاعل جامعة ساليرنو أفضل مدرسة طب في أوروبا.
وكان فريدريك على خلاف طوال حياته مع بابوات الفاتيكان والمدن الناهضة في ألمانيا وإيطاليا.
واشتهر بولعه بالثقافة العربية والإسلامية، "فشجع على دراستها والترجمة منها حتى أصبحت صقلية في عهده مركزا وجسرا مهمين لانتقال الحضارة الإسلامية إلى أوروبا"، بحسب ما يكتبون.
لهذا السبب بالذات ثار رجال الدين بالغضب عليه، فاتهموه بالهرطقة وبالخروج عن المسيحية، وهو صاحب القول الشهير: "لقد انتهيت أنا وشعبي إلى اتفاق يرضينا جميعا: هم يقولون ما يشتهون وأنا أفعل ما أريد".
مواقع النشر