تونس - واس : تشتهر تونس بزراعة زهور (دوّار الشمس أو تباع الشمس) الذي يُعَّدُ ثالث أهم محصول زيتي في العالم كونه يحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية المفيدة لصحة الإنسان, إلا أن إنتاج هذه النبتة بات يشهد تراجعاً خلال السنوات الأخيرة لأسباب عدة نستعرضها في تقريرنا التالي.
تعرف زهور دوّار الشمس بلونها الأصفر اليانع, حيث تقضي الزهور نهارها لاهثة وراء الشمس تتبعها أينما حلت وفور أن يسدل النهار ستاره تنكمش على حباتها السوداء وتنام في انتظار إشراقة جديدة هي مرحلة نمو وحياة سرعان ما تنقضي مع نضج حباتها السوداء.
وزهرة دوّار الشمس التي شرع فلاحو تونس في قطفها لاستخراج حباتها السود يتم زراعتها شمال غرب البلاد بحكم نوعية التربة الممتازة والعوامل الجوية المناسبة وتزرع عادة في أواخر فصل الربيع على أن يتم قطافها بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر من زراعتها حيث تمر هذه الزهرة بالعديد من المراحل قبل القطاف ويحرص الفلاحون قبل قطفها بأسبوعين تقريباً على تشغيل عشرات الشبان للقيام بمهمة /التصفير وإحداث الضجيج/ لإبعاد العصافير التي ترى من بذور (تباع الشمس) صيداً ثميناً لها فيبدأ الشبان في الركض من هنا وهناك منذ شروق الشمس وحتى غروبها لإبعاد الطيور.
وفي المرحلة الثانية يبدأ القطاف حيث يحرص القاطف على انتزاع الزهرة الصفراء اليانعة وتوضع على شراشف كبيرة في الشمس حتى تيبس ومن ثم يصبح من السهل استخراج البذور السوداء منها عن طريق ضرب الزهرة بعصي صغيرة من الخشب بعد ذلك توضع البذور لوحدها على شراشف تحت أشعة الشمس إلى أن تبدأ مرحلة جمعها في أكياس كبيرة استعدادا لبيعها.
وعلى الرغم من أن تونس كانت من بين أبرز المصدرين لبذور نبتة (دوّار الشمس) إلا أن إنتاجها تراجع لأسباب أهمها نقص اليد العاملة إلى جانب إدخال بعض المستوردين لزيوت دوار الشمس المستوردة وبيعها بأسعار أرخص من المنتوج التونسي مما جعل المزارعين يتقاعسون عن زراعتها خوفاً من كسادها.
ويقول رئيس اتحاد الفلاّحين بمدينة باجة شمال غرب البلاد خليفة الشابّي إنّ مساحات زراعة زهرة دوّار الشمس تراجعت من 8600 هكتار إلى نحو 2150 هكتار فقط.
وأوضح أن هذه المساحات كانت توفّر 731 ألف يوم عمل وهو ما يعني تشغيل 2000 عامل قارّ خلال فترة الزراعة إلى غاية الحصاد أمّا اليوم فإنّ هذا العدد قد انحدر إلى ما دون 500 عامل حيث هجرت اليد العاملة الفلاحية الحقول وتوجّه الفلاّحون إلى الاهتمام بزراعات أخرى.
ولبذرة (دوار الشمس) عدة فوائد واستخدامات غذائية وجمالية إلى جانب أن الأطباء استعملوها قديماً كعلاج للملاريا ولتخفيف كولسترول الدم ومنع تصلب الشرايين.
وتحتوى بذور (دوّار الشمس) على مادة (الفلورين) التي تفيد في منع تسوس الأسنان كما تحتوى على فيتامين / أ / ولذلك تفيد في علاج مرض العشى الليلي والكثير من الأمراض الأخرى من بينها السرطان.
كما يستعمل زيت بذور (دوار الشمس) في إعداد الأطعمة والمأكولات ليضفي نكهة شهية على الأطباق الغذائية المختلفة.
مواقع النشر