طهران -
واس : لقي 50 شخصاً حتفهم فيما أصيب 400 آخرون بجراح مختلفة إثر زلزالين قويين ضربا منطقة تبريز شمال غرب إيران اليوم. وأوضح مسؤول أجهزة الإغاثة في إيران رضا معصومي أن زلزالين بقوة 6.2 و 6 درجات على مقياس ريختر ضربا المنطقة في الساعة 53ر16 / 23ر12 ت غ/ وفي الساعة 04ر17 / 34ر12 ت غ/ وتم تحديد مركزهما على بعد ستين كلم من تبريز وعلى عمق بضعة كيلومترات.
وأضاف أن الزلزالين طال كل من مدن تبريز واردبيل واهار وورزغان ومهربان وهريس، إضافة إلى العديد من القرى. وكان زلزال بلغت قوته 2ر6 درجة على مقياس ريختر قد ضرب في وقت سابق اليوم مدينة تبريز الإيرانية شمال غرب إيران 23 رمضان 1433هـ الموافق 11 أغسطس 2012م.
___
إيران -
رويترز : وجدت المستشفيات المكتظة بالمصابين في شمال غرب إيران صعوبة بالغة في استيعاب الآلاف من ضحايا زلزالين يوم الأحد وتوجه عمال الإنقاذ إلى القرى النائية بعد أن أسفر الزلزالان القويان عن سقوط 250 قتيلا على الأقل. وتجمع الآلاف في مخيمات مؤقتة أو ناموا في الشوارع بعد زلزالي امس السبت خشية المزيد من الهزات الارتدادية التي وقع منها 40 بالفعل. وقال احد الشهود لرويترز إن نقص الخيام وغيرها من الإمدادات جعلتهم ينامون وسط برودة الليل.
وقال مسؤولون إن من المتوقع أن ترتفع أعداد القتلى نظرا لأن بعض المصابين في حالة حرجة في حين ان المئات محاصرون تحت الأنقاض في أماكن لم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليها بسبب الظلام في الساعات الاولى من وقوع الزلزالين. وقال طاهر ساداتي وهو مصور محلي في مكالمة هاتفية "رأيت بعض الناس الذين دمر منزلهم بالكامل ونفقت كل الماشية... الناس يحتاجون للمساعدة.. يحتاجون لملابس ثقيلة والمزيد من الخيام والبطاطين والخبز." وذكرت وسائل إعلام أن قرى ريفية محيطة ببلدات اهر وورزقان وهريس قرب مدينة تبريز الرئيسية هي التي سقط فيها أغلب الضحايا فيما يبدو.
ويصعب الوصول إلى الكثير من الطرق برا مما أعاق جهود الإنقاذ. وقال سكان ووسائل إعلام إيرانية إن المستشفيات في تبريز واردبيل ومدن أخرى مجاورة استقبلت الكثير من المصابين وإن هناك صفوفا طويلة من الناجين ينتظرون العلاج. وقال ايدين وهو من سكان تبريز إنه توجه إلى مستشفى محلي للتبرع بالدم يوم السبت ورأى العاملين يجدون صعوبة بالغة في استيعاب العدد الكبير من المرضى. وقال إن أغلب المرضى نقلهم أقاربهم مما يشير إلى وجود نقص في سيارات الإسعاف.
وقال اراش وهو طالب جامعي ومن سكان بلدة اهر إن مستشفى البلدة التي تضم 120 سريرا ممتلئة. وأضاف في مكالمة هاتفية إن اختناقات مرورية وقعت على الطريق الضيق بين أهر وتبريز لدى محاولة الضحايا الوصول إلى المستشفيات. وقال "الناس خائفون ولن يعودوا إلى منازلهم لأنهم يخشون ألا تكون المباني آمنة."
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال الأول بلغت قوته 6.4 درجة ووقع على بعد 60 كيلومترا شمال شرقي مدينة تبريز وعلى عمق 9.9 كيلومتر. وأضافت الهيئة ان الزلزال الثاني بلغت قوته 6.3 درجة ووقع على بعد 49 كيلومترا شمال شرقي تبريز بعد 11 دقيقة من الأول وعلى نفس العمق. ودمرت 12 قرية واصيبت نحو 60 قرية بأضرار بنسبة تزيد عن خمسين في المئة. ونقلت وكالة فارس الايرانية للانباء عن حسن قدمي نائب وزير الداخلية الايراني قوله ان الزلزالين الحقا اضرارا بنحو 110 قرى.
ونقلت فارس عن قدمي قوله ان 250 شخصا قتلوا وان نحو 1800 أصيبوا. وقال مسؤول طواريء محلي لوكالة الطلبة الإيرانية ان من المعتقد ان نحو الفي شخص اصيبوا. وقال ساداتي الذي زار المنطقة المتضررة لتوثيق آثار الزلزالين "رأينا بعض القرى التي دمرت فعلا... من الأشياء الجيدة أن الزلزال وقع خلال النهار لذلك الكثير من الناس لم يكونوا داخل منازلهم. لو كان وقع ليلا لكان عدد الضحايا أكبر بكثير."
ونقلت وكالة مهر عن مسؤول الهلال الاحمر الايراني محمود مظفر قوله انه تم تخصيص ملاجيء طواريء لنحو 16 الف شخص في المنطقة التي ضربها الزلزال. وحذر محمد حسن نجاد عضو البرلمان من أنه في حالة عدم الإسراع من جهود الإغاثة فإن عدد القتلى سيرتفع سريعا.
وقال لوكالة الطلبة للأنباء "لم تصل جماعات الإغاثة بعد للكثير من القرى لأنه في الحالات العادية فإن هذه القرى على بعد عدة ساعات... حاليا الطرق مغلقة والطريق الوحيد للوصول إلى هذه القرى عن طريق الجو."
ونقلت وكالة فارس عن عضو مجلس الشورى الايراني عباس فلاحي قوله انه يعتقد ان رجال الانقاذ لم يتمكنوا بعد من الوصول الى ما بين 10 و20 قرية. وأظهرت صور نشرت على مواقع اخبارية ايرانية على الانترنت العديد من الجثث بما في ذلك جثث أطفال مسجاة على الأرض في مشرحة ببلدة أهر وعمال إنقاذ يخرجون الناس من تحت الأنقاض وبعضهم على قيد الحياة والكثير منهم لقوا حتفهم.
ووقع الزلزالان في اقليم اذربيجان الشرق وهو منطقة جبلية تجاور اذربيجان وارمينيا الى الشمال وتقطنه اغلبية منحدرة من اصل اذري وهي اقلية مهمة في ايران. وعاصمته تبريز مدينة رئيسية ومركز تجاري بعيدة عن مناطق انتاج النفط الإيراني والمنشآت النووية المعروفة. والمباني في المدينة مشيدة بشكل جيد وقالت وكالة الطلبة الايرانية للأنباء انه لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى من سكان المدينة ذاتها. لكن المنازل والمتاجر في القرى الايرانية تبنى غالبا من الأحجار أو الطوب اللبن الذي يمكن أن ينهار في زلزال قوي.
وقالت وكالة الطلبة للأنباء إن وزير الداخلية مصطفى محمد نجار وصل إلى المنطقة وإنه يعقد اجتماعات مع مسؤولين محليين بهدف التنسيق في مواجهة الطوارئ. وقال مسؤول إسكان لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية إن 30 مجموعة من الخبراء أرسلوا إلى القرى لتقدير الخسائر ومساعدة السكان.
وذكرت قناة (برس تي.في) الناطقة بالانجليزية إن إمدادات الماء والكهرباء والهواتف في ورزقان تعطلت مما أعاق أكثر جهود الإنقاذ. وترك سكان تبريز منازلهم وملأوا الشوارع بعد الزلزالين. وقال أحد السكان في مكالمة هاتفية "كان الجميع خائفين الليلة الماضية... نصبوا الخيام وناموا في الشوارع والمتنزهات."
___
ورزغان - إيران-
ا ف ب : انهى رجال الانقاذ الايرانيون الاحد عمليات ازالة الانقاض في القرى التي دمرها زلزالان اسفرا عن سقوط 250 قتيلا على الاقل واكثر من الفي جريح. وقال حسن قدمي المسؤول في خلية الازمة التابعة لوزارة الداخلية ان "عمليات الانقاذ انتهت (...) لم يعد هناك احد تحت الانقاض". واضاف ان "حوالى 110 قرى تضررت ونأمل الا ترتفع حصيلة الضحايا". واكد مسؤول آخر ان 12 قرية بنيت منازلها بالآجر او الطين دمرت بالكامل بالزلزالين اللذين ضربا هذه المنطقة الجبلية التي تبعد حوالى ستين كيلومترا شمال غرب تبريز، بفارق عشر دقائق فقط بعد ظهر السبت.
ومنذ ذلك الحين، سجلت اكثر من ثمانين هزة ارتدادية اقل شدة في المنطقة نفسها التي بلغ عدد المنكوبين فيها 16 الف شخص. وقال خليل سائي رئيس مركز ادارة الكوارث الطبيعية في محافظة اذربيجان الشرقية للتلفزيون الحكومي ان "حصيلة الضحايا ارتفعت الى 250 قتيلا والفي جريح". ويبلغ عدد سكان مجمل المنطقة المتضررة 128 الفا و500 شخص تعيش غالبية كبيرة منهم في اكثر من 530 قرية، كما ذكر مسؤول محلي. ووقف نساء يبكين حول جثث عشرين من اقاربهن بينما يبحث الرجال في انقاض المنازل للعثور على ناجين قد يكونون عالقين تحت الركام في قرية باجه باج في منطقة ورزغان على بعد نحو ستين كيلومترا شمال غرب تبريز.
وفي هذه القرية التي تضم 414 نسمة، سجل حتى الآن 33 قتيلا معظمهم من النساء والاطفال. ويجري تجميع الجثث خارج المنازل. وقال قنبر مهدي زادة المزارع البالغ من العمر 40 عاما "كنت اعمل على جراري في المزرعة عندما سقطت بفعل الزلزال". واضاف "احمد الله لان عائلتي تعمل معي في الحقل ولم تصب باذى". ولم يكن سكان القرى الاخرى محظوظين مثله.
ففي قرية ميرزا علي غاندي، قالت فتاة في الثالثة عشرة من العمر وتدعى زينب انها "فقدت شقيقتها التي يبلغ عمرها 16 عاما وشقيقها الذي يبلغ ثماني سنوات". وقالت وكالة الانباء مهر ان وزير الداخلية محمد نجار توجه الى المنطقة صباح الاحد مع وزير الصحة ورئيس الهلال الاحمر "بامر من الرئيس" محمود احمدي نجاد "لتقييم الوضع وتنظيم العمليات". وصرح نجار "ليس هناك تقديرات دقيقة لعدد الضحايا وحجم الاضرار".
ووصلت فرق الانقاذ والهلال الاحمر التي قدمت من 14 محافظة في البلاد الى المكان منذ امس. وقد قامت بتوزيع خيام واغطية وملابس ومواد غذائية ومياه على المنكوبين. وضرب زلزال المنطقة في الساعة 16,53 (12,23 تغ) تلاه زلزال آخر في الساعة 17,04 (12,34 ت غ). وتم تحديد مركز الزلزالين على بعد ستين كلم من تبريز وعلى عمق نحو عشرة كيلومترات. وكان معظم الرجال في الحقول عند وقوع الهزتين بينما كانت النساء والاطفال في المنازل، ما يفسر وجودهم داخل المساكن. وقال بويه حجيان الناطق باسم الهلال الاحمر الايراني ان مدنا عدة وخصوصا اهر وورزغان ومهربان وهريس وست قرى "اصيبت باضرار".
وشعر سكان تبريز ايضا بالهزتين وهرعوا الى الشوارع، لكن لم يسقط قتلى في المدينة. واكد المعهد الاميركي للدراسات الجيولوجية الذي يراقب الزلازل في العالم حدوث الهزتين. وشهدت ايران العديد من الزلازل المدمرة. واسفر اكثرها عنفا خلال الاعوام الاخيرة عن مقتل 31 الف شخص في مدينة بم جنوب البلاد في كانون الاول/ديسمبر 2003.
مواقع النشر