بيروت (رويترز) - قال نشطاء يوم الأحد إن مقاتلي المعارضة يدعمهم إسلاميون متشددون سيطروا على مركز قيادة أحد أفواج الجيش السوري في شمال البلاد في الوقت الذي نفت فيه روسيا تكهنات بأنها تعد لاحتمال رحيل حليفها عن السلطة.
وهاجمت قوات الرئيس بشار الأسد وحدات من المعارضين على مشارف دمشق لصد مقاتلي المعارضة الذين يسعون إلى التقدم نحو وسط المدينة.
وحقق المعارضون مكاسب كبيرة في الأسابيع الماضية وهو ما يرجع لأسباب منها حصولهم على مساعدة متشددين مثل جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في العراق والتي استبعدت من قيادة عسكرية للمعارضة جرى تشكيلها حديثا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة التي دعت إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا شاركت في السيطرة على مركز قيادة الفوج 111 بالجيش في شمال البلاد.
وأضاف أنه تم أسر نحو خمسة جنود بينما فر قائد الفوج وحوالي 140 من رجاله إلى موقع آخر قريب تابع للجيش.
ونفت روسيا مورد الأسلحة الرئيسي لسوريا تلميحات من بعض المراقبين بأن دعمها للأسد قد يتراجع.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد اجتماع مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون والمبعوث الدولي الخاص للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي "لا نجري محادثات عن مصير الأسد."
ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن لافروف قوله "كل محاولات تصوير الموقف بشكل مختلف مضللة."
وتطالب واشنطن وحلفاؤها في دول حلف شمال الأطلسي - وهي دول تساند المعارضة - برحيل الأسد لإنهاء الصراع في سوريا الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.
وعرقلت روسيا والصين صدور قرارات من الأمم المتحدة ضد الأسد وقالتا إنهما تعارضان التدخل الأجنبي في الصراع.
ورغم ذلك أشار مسؤولون غربيون مؤخرا إلى تقارير مخابرات تفيد بأن الأسد قد يلجأ إلى استخدام أسلحة كيماوية.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم السبت "رأينا أدلة كافية لنعرف أنهم يحتاجون إلى تحذير وقد تلقوا تحذيرا وأتمنى أن ينتبهوا لذلك."
ونفت سوريا كثيرا هذه الاتهامات واتهمت الغرب باختلاق الذرائع للتدخل الأجنبي.
وسيطر المعارضون على عدة قواعد عسكرية في الأسابيع القليلة الماضية رغم أن بعض النشطاء يقولون إنه ليس هناك أي مؤشرات على اقترابهم من الإطاحة بالأسد.
ورغم ذلك تعكس سيطرة المعارضين على مركز قيادة الفوج في منطقة الشيخ سليمان بمحافظة حلب التعاون المتزايد مع الإسلاميين المتشددين بل وموالاتهم حيث أثبتوا أنهم من أكثر المقاتلين فعالية.
ولم يتضح بعد مدى تأثير استبعاد جبهة النصرة من القيادة العسكرية الجديدة للمعارضة في سوريا - وهي خطوة دعمها مسؤولون أمنيون من تركيا ودول عربية وغربية - على الجهود الرامية لتوحيد صفوف المعارضة وزيادة الدعم المالي لها.
ويغلب الإسلاميون أيضا على القيادة الجديدة التي يترأسها العميد سليم إدريس رغم أنها حظيت بتأييد الكثير من الدول الغربية التي أبدت معارضتها لدعم مقاتلي المعارضة بسبب وجود المتشددين.
والجماعات المتشددة مثل جبهة النصرة صغيرة نسبيا إذا ما قورنت بالفصائل الأخرى لكن نفوذها زاد في الأشهر الماضية بفضل عملياتها الناجحة. ويعتقد بعض السكان والمعارضين أن المتشددين أكثر انضباطا من بعض المعارضين الذين اتهموا بالنهب والخطف.
وتحولت دمشق إلى نقطة محورية للمعارك خلال الأسابيع الماضية في الوقت الذي أغلق فيه مقاتلو المعارضة المطار الدولي باشتباكهم مع قوات الأسد هناك.
وجرى تعليق الرحلات الجوية فيما يقول سكان إن طريق المطار مغلق.
ونشر معارضون وصفوا حملتهم بأنها "عملية فتح الطريق إلى دمشق" يوم الأحد مقطعا مصورا على الإنترنت يظهر معارك عنيفة وانفجارات تهز عدة بلدات ريفية حول العاصمة. وأظهر التسجيل المصور أيضا مقاتلين من المعارضة يطلقون النيران من دبابة استولوا عليها من الجيش.
وقال تقرير بثه التلفزيون السوري إن القوات السورية في داريا دمرت بعض "الأوكار الإرهابية" التي يستخدمها تنظيم القاعدة لتخزين الأسلحة و"أدوات إجرامية". وعادة ما يصف التلفزيون السوري المعارضين بأنهم "إرهابيون".
وأضاف التلفزيون أن الكثير من "الإرهابيين" لقوا حتفهم.
وذكرت قناة العالم الإيرانية التي تبث بالعربية إن الجنود السوريين حرروا دبلوماسيا إيرانيا اختطف في ضواحي دمشق يوم السبت. وكان معارضون اختطفوا الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية في دمشق في حي السيدة زينب.
ويستهدف مقاتلو المعارضة الإيرانيين في سوريا حيث يتهمون الكثير منهم بالانتماء لقوات الأمن الإيرانية. وإيران هي الممول والداعم الرئيسي للأسد في المنطقة. ويحتجز المعارضون أيضا 48 إيرانيا تقول طهران إنهم زوار.
مواقع النشر