الحياة +رويترز: وسط معارك محتدمة، أقفلت السلطات السورية طريق مطار دمشق الدولي نتيجة أعمال العنف المستمرة في مناطق قريبة من العاصمة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد «أغلق طريق مطار دمشق الدولي بسبب استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية في بلدات تقع على أطراف الطريق». وأكد سكان في العاصمة السورية لفرانس برس أن سلطات المطار أكدت لهم إغلاق الطريق، مشيرة إلى أنها لا تعرف موعداً لإعادة فتحها. فيما قال مسؤول في مطار القاهرة الدولي إن شركة مصر للطيران ألغت رحلة اليوم إلى دمشق بسبب الوضع الأمني حول مطارها. وأضاف المسؤول أن الشركة المصرية ستعقد اجتماعاً عاجلاً خلال الساعات القليلة المقبلة مع مسؤولين مصريين لبحث وقف كل الرحلات بين مصر وسورية. وقالت شركة طيران الإمارات في دبي أمس إنها علّقت الرحلات من دمشق وإليها حتى إشعار آخر.
ويقع مطار دمشق على بعد نحو 27 كيلومتراً إلى جنوب شرقي العاصمة، وتقطع طريقه منطقة الغوطة الشرقية القريبة في ريف دمشق الذي يتعرض لعمليات عسكرية متصاعدة في الفترة الأخيرة.
وكان المرصد أشار أمس إلى تحليق للطيران الحربي السوري فوق الغوطة التي تتعرض للقصف. وتحاول القوات النظامية السيطرة على معاقل للمعارضين وإقامة شريط حماية يمتد على حوالى ثمانية كيلومترات حول العاصمة، وفق ما يقول مصدر عسكري سوري.
إلى ذلك قطعت شبكات الاتصالات في عدد من المناطق السورية لا سيما دمشق، وفق ما أفاد ناشطون، بينما حذرت لجان التنسيق المحلية من أن تكون الخطوة تمهيداً لـ «مجزرة» قد ترتكبها قوات النظام.
ولاحظت فرانس برس أن خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية الدولية والخليوية قطعت في العاصمة، في خطوة عزاها مزودو الخدمات إلى مشاكل تقنية.
وقال ناشط من حي القابون في شمال العاصمة السورية قدم نفسه باسم أبو حيدر لفرانس برس عبر سكايب، إن الاتصال بالإنترنت مقطوع، في حين لجأ ناشطون إلى الاتصال بالشبكة عبر الأقمار الاصطناعية.
وأضاف الناشط الموجود في الغوطة الشرقية في ريف دمشق «ليس ثمة إمكانية للاتصال بسورية من الخارج، كما أن الاتصالات الخليوية في داخلها مقطوعة».
وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان «في خطوة تثير المخاوف من قيام النظام بالتحضير لعمل ما، قطع نظام الإجرام السوري خدمة الاتصالات الأرضية والخليوية والإنترنت عن معظم أنحاء العاصمة دمشق وريفها، ومعظم مناطق محافظة حماه وحمص (وسط)، ودرعا (جنوب) وجميع أرجاء محافظة طرطوس (الساحلية) والسويداء وبعض مدن دير الزور (شرق) والرقة (شمال شرق)».
وحملت لجان التنسيق النظام «المسؤولية عن أي مجازر سترتكب في أي من المدن السورية بعد اتخاذ هكذا خطوة»، مناشدة «العالم أجمع التحرك للقيام بخطوات لحماية المدنيين من جرائم النظام».
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أوقفت بثها بدءاً من الساعة 12 ظهر أمس (10 صباحاً ت. غ)، في حين تعذر الدخول إلى الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
وذكرت شركتان أميركيتان للمعلوماتية تراقبان حركة الشبكة، أن الإنترنت قطعت أمس في سورية.
وقالت شركة رينيسيس إن «سورية محرومة في الواقع من الإنترنت»، بينما أكدت شركة أكاماي أن 77 شبكة في سورية لا تعمل منذ الساعة 10.26 بتوقيت غرينتش.
وفي محافظة حلب، قتل 15 شخصاً بينهم خمسة أطفال وأصيب أكثر من عشرين شخصاً آخرين في غارة جوية على أحد أحياء مدينة حلب شمال سورية، وفق ما أفاد المرصد.
وأظهر شريط فيديو جانباً من الدمار الذي لحق بمبنيين مجاورين يتألفان من خمس طبقات، وأدى القصف إلى دمار كبير في الطبقات العليا لأحدهما.
وفي الشريط، يصل المصور راكضاً إلى المكان الذي استهدفته الغارة، ويبدو أشخاص يهرعون قبل أن يسمع صوت يصرخ «يا عمو»، ليظهر طفل مغطى بالغبار وممدد على الأرض في ما يبدو أنه مدخل المبنى.
ويهرع شخص آخر «تعوا شيلوا الولد (تعالوا احملوا الولد)» بينما يصرخ الطفل «الله يخليك يا عمو»، قبل أن يرفعه الرجل وتظهر آثار الدماء على الأرض وإصابة حادة في رأسه. كما أظهر الشريط أكواماً من الحجارة والدمار والسيارات المحطمة في الشارع، حيث حاول عدد كبير من الأشخاص رفع الجثث من وسط الأنقاض، باستخدام الأيدي لإزاحة الدمار.
الربوة - تحت القصر الرئاسي
كما «تدور اشتباكات عند أطراف حيي العامرية وصلاح الدين، ودارت اشتباكات عنيفة فجراً بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة عند أطراف حيي الصاخور وسليمان الحلبي». وفي ريف حلب، أفاد المرصد بأن «الكتائب المقاتلة التي سيطرت على سد تشرين في منبج هددت بضرب خطوط الكهرباء إن لم يوقف النظام القصف».
كما جرت مواجهات عنيفة فجر أمس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة وبخاصة حول قاعدة وادي الضيف العسكرية في شمال غربي البلاد التي يحاصرها المقاتلون، وفق ما أفاد المرصد السوري.
وذكر المرصد في بيان «تدور اشتباكات عنيفة... بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية الواقع شرق مدينة معرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب)».
وأشار المرصد إلى وجود «حشد للكتائب المقاتلة في محاولة لاقتحام المعسكر» لافتاً إلى «ترافق الاشتباكات مع قصف متبادل». ويعد هذا المعسكر الأكبر في منطقة معرة النعمان، المدينة الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتحاول القوات النظامية استعادتها.
وفي مدينة إدلب، تدور اشتباكات حول حاجز الرودكو طريق إدلب - سبقين الذي انسحبت منه القوات النظامية مساء الأربعاء بعد هجوم شنه مقاتلون معارضون، وفق ما أفاد سكان فرانس برس، مشيرين إلى أن الهجوم هو الأول في هذه المدينة منذ أشهر.
وقال أحد الطلاب الجامعيين إن الهجوم استهدف الحاجز المعروف باسم «حاجز معمل المخلل» على مدخل المدينة. وأردف هذا الطالب الجامعي البالغ من العمر 27 عاماً أن مدفعية القوات النظامية «حاولت مساندة عناصر الحاجز عبر قصف مناطق تمركز المهاجمين».
وأسفرت اشتباكات حصلت في دير الزور (شرق) إلى مقتل مقاتل من المعارضة فيما سقط آخر بالقرب من مدينة الرستن في ريف حمص (وسط)، وآخران في بلدة السفيرة (ريف حلب) وفق ما قال المرصد الذي يعتمد في بياناته على شبكة من النشطاء والأطباء في مناطق سورية عدة.
في درعا (جنوب)، قال المرصد إن سيارة مفخخة «انفجرت أمام منزل رئيس فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في درعا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الحراسة وإصابة أربعة بجروح خطرة».
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «إرهابيين فجروا عبوة ناسفة في حي السحاري في مدينة درعا، ما أسفر عن وقوع ضحايا وأضرار مادية في المكان»، من دون أن تقدم تفاصيل إضافية.
وحققت قوات المعارضة مكاسب سياسية على مدى الأسبوعين الماضيين حيث هاجمت واستولت على قواعد للجيش في أنحاء البلاد. وكشف ذلك التقدم لقوى المعارضة خسارة النظام مناطق كانت تحت سيطرته في شمال البلاد وشرقها على رغم استخدام قواته لسلاح الجو.
مواقع النشر