لندن - كمال قبيسي : حددت تركيا 4 خطوط حمر إذا تخطت دمشق أيا منها فستواجه برد عسكري تركي سريع. وبين الخطوط موقع داخل سوريا بالذات ولا سلطة لنظام الأسد عليه، وقد تقرع تركيا طبول الحرب وتدخلها إذا ما تعرض للاستهداف العسكري "لأنه قطعة من أرضها في الخارج" مع أنه ليس سوى قبر قرب حلب، وموجود هناك منذ أكثر من 8 قرون.
صورة من فرانس 24
الخطوط الحمر ذكرتها الصحف التركية، ومنها "صباح" التي نشرت في طبعتها الإنكليزية اليوم الاثنين أن الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، من مجلس النواب الأسبوع الماضي ليمنحه صلاحية الرد عسكريا على أي اعتداء من الجانب السوري تضمن 4 خطوط حمر، تلخصها "العربية.نت" بتصرف، وهي: إذا تعرض أي موقع تركي للاعتداء، أو تعرض ضريح سليمان شاه للاعتداء أيضا، أو إذا تسببت سوريا بمتاعب جدية لأي من جيرانها، أو إذا تغيرت الأوضاع بالشمال السوري لصالح حزب العمال الكردستاني.
وقالت "صباح" عن الخط الأحمر الثاني "إنه يمثل للحكومة التركية واحدا من أكثر المسائل حساسية" وفق تعبيرها عن الضريح المحتل موقعه 8797 مترا مربعا من هضبة "قرة قوزاك" القريبة من حلب وقريبا 35 كيلو مترا من مدينة الرقة، لذلك جمعت "العربية.نت" معلومات عن القبر الذي قد لا يعرف الكثيرون من أبناء سوريا أنفسهم بأن نظامهم الذي يصف نفسه بمقاوم وممانع لا سلطة له على موقعه بالمرة، بل الموقع أرض محتلة منذ 91 سنة.
ويكتبون عن سليمان شاه بأنه خرج ومعه 5 آلاف من عشيرته في 1220 من أواسط آسيا هاربا من غزو المغول واستقر سنوات في منطقة خارج الشرق التركي وبجوار أرمينيا، ثم مضى منها بعد 10 أعوام راحلا إلى غيرها، وحين وصل قرب قرية "جعبر" السورية المجاورة لمدينة الرقة عبر نهر الفرات، ويبدو أنه واجه صعوبات وهو يعبر النهر، فابتلعه اللجج وقضى غرقا، فدفنوه هناك.
ثم تابع أحد أبنائه الرحيل، واسمه أرطغرل، فزحف مع فلوله نحو الغرب حيث استقر في 1264 وأسس بالتفاهم مع السلاجقة "إمارة قرة جه طاغ" التي بدأ منها عهدا من الحروب والتوسعات والفتوحات، أكملها من بعده ابنه المؤسس الحقيقي لإمبراطورية عثمانية استمرت 622 عاما، وهو عثمان الأول.
يكتبون أيضا أنه بعد قيام الدولة التركية الحديثة وبدء الانتداب الفرنسي على سوريا عقد البلدان "اتفاقية أنقرة" التي اعترفت حكومة الانتداب بموجبها بموقع القبر كتابع للأتراك، ثم أكدت حكومة "المجلس الشعبي الكبير" السورية في 1921 الاتفاقية، ونالت موافقة حكومة الانتداب بعد عامين، ومنذ 1923 والعلم التركي يرفرف هناك بحراسة جنود أتراك، لذلك فإذا تعرض لاعتداء سيليه الرد العسكري السريع من أنقرة، بل قرع طبول الحرب وخوض غمارها إذا تم احتلاله.
العربية
______________
درة - متابعات : أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان لفرانس 24 عن تواصل عمليات عسكرية منذ أيام في درعا، حيث قتل العديد صباح الاثنين، في حين يستمر قصف واشتباكات في أحياء حلب، فيما حذر من جهته الأمين العام للأمم المتحدة من الوضع "
البالغ الخطورة" على الحدود السورية التركية. هذا وشهدت مناطق في سوريا منذ الصباح قصفا واشتباكات، خصوصا حلب، ودرعا مهد الانتفاضة، بينما حذر الامين العام للامم المتحدة
بان كي مون من
خطورة الوضع على الحدود السورية التركية غداة تبادل قصف مدفعي جديد.
احداث يوم دام حصد أكثر من مئة قتيلا واعمال عنف، بينهم 15 مدنيا جراء قصف في حلب، وعنصر في قوات الامن بتفجير استهدف مقر قيادة الشرطة في أحد شوارع العاصمة دمشق. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 20 صباح الاثنين "بينهم خمسة على الاقل من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة" في بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا. واوضح مدير المرصد
رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع الوكالة
فرانس برس ان البلدة تشهد "عملية عسكرية وقصفا عنيفا ومحاولات اقتحام منذ ثلاثة ايام وسط حصار خانق واوضاع طبية وانسانية سيئة"، مشيرا الى ان القصف طاول ايضا "مركبات كانت تقل جرحى".
وحسب المرصد، قتل في حلب اثنين جراء قصف تتعرض له احياء مثل طريق الباب وهنانو والصاخور شرقا، وبستان القصر والانصاري والفردوس والكلاسة والسكري (جنوب غرب)، وشهدت المدينة اشتباكات ليلية بين المعارضين وقوات النظام في احياء الميدان والصاخور وصلاح الدين وسيف الدولة.
وفي دمشق، نفذت قوات النظام "حملة هدم وتجريف للمنازل" في حي القابون، ومنطقة برزة التي تشهد "حالة نزوح كبيرة للسكان"، وذلك غداة مقتل عنصر من قوى الامن بتفجير عبوة ناسفة استهدف مقرا للشرطة في حي خالد بن الوليد بمنطقة الفحامة. وشهدت احياء جنوب دمشق اشتباكات واعمال عنف رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء دمشق شهرين. وأشار عبد الرحمن ان الحملة في برزة "هي لقربها من مكان استهداف القوات النظامية ليل السبت الاحد بعبوة ناسفة ادت الى مقتل خمسة جنود نظاميين".
______________
فرانس 24 : تجاور هذه المنطقة ريف العاصمة حيث تدور الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بلدات شبعا وحتيتة التركمان والمليحة ودير العصافير "التي اقتحمتها القوات النظامية وسط قصف واطلاق نار كثيف"، بحسب المرصد. وتأتي هذه الاشتباكات بعد اعلان الاعلام الرسمي السوري الاحد عن "تطهير" مناطق في ريف دمشق، الذي شهد في الايام الاخيرة تشديدا في الحملة العسكرية على اماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. وفي محافظة حمص (وسط) يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف "من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الدبابات والهاون وتحاول اقتحام الحي من عدة محاور"، مع وجود "مقاومة شرسة" من قبل المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.
وتحاول القوات النظامية منذ ايام اقتحام الحي الواقع وسط مدينة حمص "لكنها فشلت في ذلك حتى الآن" بحسب ما افاد عبد الرحمن، كما استخدمت الطيران الحربي في قصف الحي للمرة الاولى الجمعة. وتعتبر حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين، وشهدت معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار وتخضع للقصف. وبعد تكرار تبادل القصف المدفعي بين سوريا وتركيا من الاربعاء حتى الاحد، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الاثنين من ان "تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الازمة على لبنان امران بالغي الخطورة".
ونبه بان في خطابه خلال افتتاح منتدى عالميا اول للديموقراطية في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الى ان "الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأسوي. انه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة". ومنذ سقوط خمسة قتلى اتراك بقذيفة سقطت من الجانب السوري على قرية اكجاكالي، تعمد تركيا الى الرد بقصف الاراضي السورية ولا سيما بعدما اجاز البرلمان التركي للحكومة شن عمليات داخل سوريا اذا اقتضت الحاجة. وتكرر تبادل النيران المدفعية في الايام الماضية، وآخرها الاحد بعد سقوط قذيفة من سوريا على القرية الحدودية التركية نفسها. واعرب بان عن قلقه الشديد "إزاء التدفق المستمر للاسلحة الى الحكومة السورية وكذلك الى قوات المعارضة"، طالبا "بشكل عاجل من الدول التي تقدم اسلحة ان تتوقف عن ذلك".
ويتهم النظام السوري دولا عربية وغربية ابرزها تركيا والسعودية وقطر بتوفير الملاذ الآمن والدعم المادي والمعنوي لمقاتلي المعارضة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية نقلت الاحد ان السعودية وقطر ستوقفان مد المعارضين بالسلاح الثقيل بسبب تخوف اميركي من وصوله الى "ارهابيين" في سوريا.
من جهة اخرى دعا الامين العام للامم المتحدة الدول المانحة الى "المزيد من السخاء" في تلبية حاجات النازحين داخل سوريا واللاجئين منها الى الدول المجاورة". وتفيد الامم المتحدة ان نحو 1,5 مليون سوري، اكثر من نصفهم من الاطفال، نزحوا داخل سوريا، في حين ان 300 الف لجأوا الى الدول المجاورة، وهو رقم تتوقع ان يقارب 700 الفا نهاية العام. وكان الملك الاردني عبد الله الثاني الذي تستضيف بلاده نحو 200 الف لاجىء سوري، دعا الاحد الى "ضرورة التوصل الى حل سياسي للوضع المتفاقم في سوريا بما يضع حدا لسفك الدماء ويحافظ على وحدتها وتماسك شعبها".
وكان رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو اكد الاحد بعد لقائه العاهل الاردني في عمان تخصيص 16 مليون يورو لمساعدة اللاجئين السوريين في هذا البلد.
مواقع النشر