اسطنبول - أحمد المصري (الأناضول) : ثبت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصلاة في البيوت في أوقات المطر الشديد، حيث يقول المؤذن: "
صلوا في رحالكم"، "صلوا في بيوتكم"، وذلك من باب الرحمة بالمسلمين والشفقة عليهم.
دعوة المؤذن المسلمين للصلاة في بيوتهم شهدتها العديد من مساجد الدمام شرقي المملكة الأيام الماضية، نظرا للأحوال الجوية التي تشهدها المملكة هذه الأيام، والتي استدعت تعطيل الدراسة في عدد من المناطق.
وأعلنت عدد من المحافظات السعودية تعليق الدراسة فيها يومي الأحد و الإثنين بسبب "
عاصفة مدار" التي اجتاحت المملكة مصحوبة بموجة غبار وأمطار.
كما أعلنت إدارة التعليم بمحافظة ظهران الجنوب جنوبي المملكة، عن تعليق الدراسة في عدد من مدارس المحافظة اليوم الأربعاء "نظرا للتقلبات الجوية التي تشهدها المحافظة".
وبعد حالة استقرار نسبي في الأجواء أمس الثلاثاء، دعت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية لأخذ الحيطة والحذر من مخاطر تقلبات الطقس ، معربة عن توقعاتها حالة عدم استقرار على أجواء المملكة من اليوم وحتى الأحد القادم.
وقالت الهيئة في بيان نشرته في حسابها بموقع "
تويتر" أنه: "يتوقع أن تتأثر مناطق المملكة بحالة عدم استقرار في الأجواء تبدأ بنشاط في الرياح السطحية الجنوبية المثيرة للغبار والأتربة تحد من مدى الرؤية الأفقية اليوم الأربعاء" على عدد من مناطق شمال وغرب وشرق ووسط المملكة .
وبينت أن هذا النشاط سيستمر غدا الخميس ليشمل عددا من مدن جنوب وغرب المملكة، حيث: "يتوقع ان تصل سرعة الرياح 60 كم في الساعة وتؤدي إلى شبه انعدام في الرؤية الأفقية على وسط وشمال واجزاء من شرق المملكة."
وأعربت عن توقعاتها ان تصاحب حالة عدم الاستقرار، أمطار بين متوسطة وغزيرة.
وما إذا كانت تلك التقلبات الجوية تستدعي الصلاة في البيوت، تنفيذا للهدي النبوي في أوقات المطر، حيث ينادي المؤذن: "صلوا في رحالكم "، قال الدكتور فالح محمد الصغير عضو مجلس الشورى السعودي سابقا، والمشرف العام على شبكة السنة النبوية، " أن الترخص بترك الجماعة والصلاة في البيت عند هبوب الرياح الشديدة المثيرة للغبار والأتربة، أو الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء جائز."
وبين في حديثه للأناضول إن: "من أهل العلم من اشترط البرودة مع هبوب الرياح، ومنهم من اقتصر الترخص في صلاتي المغرب والعشاء فحسب في ترك الجماعة أو الجمع بين الصلاتين."
وأضاف: "ولكن الظاهر أن المشقة والحرج موجود إذا هبت ريح شديدة أثارت الغبار والأتربة، سواء في الليل أو النهار، وسواء مع البرودة أو بدونها وخاصة من لديه مرض الربو أو الحساسية."
وأردف: "ومن القواعد الشرعية: رفع المشقة وجلب التيسير. والحاجة تقدر بقدرها، فلا يترخص بذلك إلا عند الحاجة الشديدة، فلا يجمع ولا يصلى في البيوت عند هبوب رياح معتادة".
وبين أن تقدير "ذلك راجع إلى إمام المسجد وأهل الرأي من جماعة المسجد."
وفي رده عن موضع جملة: "
صلّوا في رحالكم" ما إذا كانت تقال أثناء الأذان أم بعد الفراغ منه؟، قال المشرف العام على شبكة السنة البنوية: "كل ذلك ثابت في السنة، وذهب بعض أهل العلم أن قَوْله بَعْد الأذان أَحْسَن؛ لِيَبْقَى نَظْم الْأَذَان عَلَى وَضْعه، وهو قول حسن."
وما إذا كان ينسحب مضمون الحديث على تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات في أجواء المطر والعواصف، قال الصغير: "تعطيل الدراسة في أجواء المطر والعواصف فذلك راجع إلى الجهات المعنية بذلك، فعليهم أن يتقوا الله تعالى ويراعوا مصالح الناس، وخاصة طلبة المدارس."
مواقع النشر