[align=justify]مصر وثورة إسلامية وانتفاضة
ربما قد تغير العلاقات الإسرائيلية
حتى الآن،، ما نراه هو ثورات شعبية في تونس ومصر،، وربما انه نتيجة تأزم ناتج عن تعبيرات قد تسيس ما يراه المسلمون لإبراز دورهم فيها. ونحن جميعا نلمس مواصلة المتظاهرين المطالبة بالتغيير السياسي من جهة،، وتنظيم احترام حريات الرأي من جهة أخرى،، إلا ان غالبية الشعارات اهتمت بتنظيم تأمين لقمة العيش، ولهذا نجد ان واشنطن وإسرائيل تراقب الوضع في مصر بقلق شديد.
وبدأت المخاوف تزداد الجمعة الماضية،، عندما بدأ آية الله أحمد خاتمي يُحذر طهران من التهاون بشأن أحداث الشرق الأوسط والعالم العربي، وقال : ان من لا يريد النظر الى الحقائق فانه يقول له شرق أوسط اسلامي يظهر ـ مبني على الاسلام والدين والديمقراطية.
وأظهر التلفزيون الايراني لقطات عن تضامن الطلبة التونسيين والمصريين، في الوقت الذي بث فيه مظاهرات في اليمن والأردن وأوروبا وأمريكا، كانت لقطات تقارن ما يحدث مع الثورة الاسلامية في 1979. وتجنب عرض مظاهرات واضطرابات ما قبل سنتين في ايران.
اختار لكم تقرير لـ بيتر فيليب - اسكندر الديك من dw الألمانية عن هذا الصدد
لا أدلة بعد على "ثورة إسلامية"
ولا توجد حتى الآن هنا أدلة على قيام "ثورة إسلامية" جديدة تتدحرج على ايقاع لعبة الدومينو عبر كافة أرجاء المنطقة. وهتافات "الله وأكبر" التي سُمعت الصيف الماضي في طهران خلال المظاهرات التي خرجت احتجاجا على الانتخابات التي كانت محط جدل في طهران لم تسمع في تونس أو في مصر أو اليمن، كما لم تسمع في الأردن حيث طالب نقابيون من "ملكهم" اقالة رئيس الحكومة.
ممثلو الإسلام السياسي يتموقعون الى حد الان على الأقل في البلدان المعنية في الخلف. فزعيم حركة النهضة الاسلامية التونسي راشد الغنوشي الذي عاش في المنفى منذ 21 عاما، عاد الى وطنه بعد أسبوعين من فرار الرئيس السابق بن علي، كما أن قياديي الاخوان المسلمين في مصرـ اذا لم يكونوا معتقلين ـ لم يمارسوا الى حد الان أي محاولة لقيادة الاحتجاجات ضد حسني مبارك. وهذا رغم أن الاخوان المسلمين نشطوا دوما ضد الأنظمة القائمة في العالم العربي.
فخلاصة حسن البنا الذي أسس حركة الاخوان المسلمين في 1928 في مصر تفيد بأن هذه الأنظمة غير شرعية، مبرزة أن قادة العالم العربي يخدمون مصالح الخارج، وهم فاسدون ويقمعون شعوبهم. ويبدو أن المتظاهرين الذين نزلوا اليوم الى الشارع لا تقودهم هذه العبر. انهم يطالبون بالحرية والتعليم والعمل وحياة كريمة. ففي مصر على وجه الخصوص تقبع غالبية الشعب المكون من أكثر من 80 مليون تحت فقر مذقع، في الوقت الذي اقتنى فيه أعضاء والمقربين من جهاز السلطة ثروة فاحشة غير انسانية.
الفروقات تتسع بين الأغنياء والفقراء
الحكومة المصرية حققت بعض النجاح في السنوات الأخيرة للاقتصاد، غير أن المستفيدين كانوا دوما الأثرياء أصحاب الملايين. والفقراء ليس لهم شيء من ذلك، فغضبهم يستهدف نظام حسني مبارك وكل ما يرتبط به . ولن تنفع الآن أي اصلاحات قزمية . كما أن نداءات واشنطن والأوروبيين لن تنفع في شيء، فالان يجب احترام حقوق الشعب. ولطالما قوبل النظام المصري في الخارج كضامن مرحب به للهدوء والنظام والأمن، ولم يبالي أحد بما يحصل في الداخل.
واشنطن وإسرائيل تراقبان بقلق
ويمكن للإسلاميين الاستفادة من الوضع إن حاولوا ذلك. ففي حال تنحي مبارك عن السلطة ـ فهي على الأقل قضية وقت بسبب سنه المتقدم ـ فان الحكام الجدد قد يلجؤوا أيضا على مستوى السياسة الخارجية الى مراجعة كل شيء مثله الى حد الان مبارك. وفي المقام الأول العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك مع اسرائيل: فتحت سلف مبارك الرئيس أنور السادات أبرمت مصر كأول دولة عربية سلاما مع اسرائيل . وتمسك مبارك بالسلام وشارك دوما في جهود ايجاد حل لنزاع الشرق الأوسط. ومن أجل ذلك تم ضخ مليارين من الدولارات في السنة الواحدة لصالح القاهرة ثاني أكبر متلقي للمساعدة بعد اسرائيل بثلاثة مليارات.
ومن جانبها تراقب إسرائيل مجريات الأمور في البلد الجار بقلق كبير، وليس سرا أن اتفاقية السلام لا تلقى شعبية بين المصريين. وفي حال وصول أي طرف في مصر إلى سدة الحكم مكان مبارك: أكان الأخوان المسلمون، رغم أن ذلك يبدو حاليا غير وارد، فان القطيعة مؤكدة وتحمل في طياتها انعكاسات لا يمكن التنبأ بها على كافة الشرق الأوسط.
ربما ان هذا التقرير هو الأوفى في تقدير رؤية الغرب لحياتنا كمسلمين[/align]
مواقع النشر