وفيما يلي نص البيان:
يسرني أن أرحب بداية بمعالي الوزير جون كيري، والوفد المرافق له في
المملكة العربية السعودية، وقد استقبل خادم الحرمين الشريفين بعد ظهر اليوم معاليه، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين بلدينا ومجمل الأوضاع في المنطقة ومستجداتها.
وأود في هذا الصدد أن أشير إلى التحليلات والتعليقات والتسريبات التي أسهبت مؤخرا في الحديث عن العلاقات السعودية الأمريكية، وذهبت إلى حد وصفها بالتدهور، ومرورها بالمرحلة الحرجة والدراماتيكية.
إلا أنه غاب عن هذه التحليلات أن العلاقة التاريخية بين البلدين كانت دائما تقوم على الاستقلالية، والاحترام المتبادل، وخدمة المصالح المشتركة، والتعاون البناء في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية خدمة للأمن والسلم الدوليين.
إن العلاقة الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة، بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين، وطرح وجهات النظر بكل شفافية، ومن هذا المنظور فمن غير المستغرب أن تشهد الرؤى والسياسات نقاط التقاء، ونقاط إختلاف، وهو أمر طبيعي في أي علاقة جادة تبحث في كافة القضايا، وتطرح مختلف وجهات النظر، وتسعى إلى معالجتها من خلال الحوار المتواصل بين البلدين وعلى كافة المستويات، وذلك بغية الوصول إلى منظور مشترك ينعكس إيجابا على حلحلة القضايا وانفراجها.
أود أن أشير أيضا إلى أن اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن لا يعني بأي حال من الأحوال انسحابها من الأمم المتحدة، وخصوصا في ظل تقدير المملكة للجهود البناءة لمنظماتها المتخصصة في معالجة العديد من الجوانب الإنسانية والتنموية والاقتصادية والصحية وغيرها، إلا أن المشكلة تكمن في قصور المنظمة في التعامل مع القضايا والأزمات السياسية وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط، والسبب عجز مجلس الأمن في التعامل معها، مع الأخذ في الاعتبار أن مجلس الأمن لم يشكل فقط لإدارة الأزمات الدولية، بل العمل على حلها من جذورها وحفظ الأمن والسلم الدوليين. وينعكس هذا القصور بشكل واضح في القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها لأكثر من ستين عاما، كما أن اختزال الأزمة السورية في نزع السلاح الكيماوي الذي يعتبر أحد تداعياتها، لم يؤد إلى وضع حد لأحد أكبر الكوارث الانسانية في عصرنا الحالي. فضلا عن أن التقاعس الدولي في التعامل الحازم وتطبيق سياسة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي، أبقى المنطقة تحت مخاطر هذه القنبلة الموقوتة التي لن تنزع فتيلها مساومات التعامل مع إفرازاتها، أو مناورات الالتفاف عليها.
إن العلاقة الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة، بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين، وطرح وجهات النظر بكل شفافية، ومن هذا المنظور فمن غير المستغرب أن تشهد الرؤى والسياسات نقاط التقاء، ونقاط إختلاف، وهو أمر طبيعي في أي علاقة جادة تبحث في كافة القضايا، وتطرح مختلف وجهات النظر، وتسعى إلى معالجتها من خلال الحوار المتواصل بين البلدين وعلى كافة المستويات، وذلك بغية الوصول إلى منظور مشترك ينعكس إيجابا على حلحلة القضايا وانفراجها.
أود أن أشير أيضا إلى أن اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن لا يعني بأي حال من الأحوال انسحابها من الأمم المتحدة، وخصوصا في ظل تقدير المملكة للجهود البناءة لمنظماتها المتخصصة في معالجة العديد من الجوانب الإنسانية والتنموية والاقتصادية والصحية وغيرها، إلا أن المشكلة تكمن في قصور المنظمة في التعامل مع القضايا والأزمات السياسية وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط، والسبب عجز مجلس الأمن في التعامل معها، مع الأخذ في الاعتبار أن مجلس الأمن لم يشكل فقط لإدارة الأزمات الدولية، بل العمل على حلها من جذورها وحفظ الأمن والسلم الدوليين. وينعكس هذا القصور بشكل واضح في القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها لأكثر من ستين عاما، كما أن اختزال الأزمة السورية في نزع السلاح الكيماوي الذي يعتبر أحد تداعياتها ،لم يؤد إلى وضع حد لأحد أكبر الكوارث الانسانية في عصرنا الحالي. فضلا عن أن التقاعس الدولي في التعامل الحازم وتطبيق سياسة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي، أبقى المنطقة تحت مخاطر هذه القنبلة الموقوتة التي لن تنزع فتيلها مساومات التعامل مع إفرازاتها، أو مناورات الالتفاف عليها.
إن هذه القضايا وغيرها من القضايا والاضطرابات التي تشهدها المنطقة وعدد من دولها، كانت ولا زالت محور اهتمام وجهود المملكة، ومحور البحث مع الولايات المتحدة وكافة الأطراف الدولية الفاعلة وعلى المستويين الثنائي والمتعدد، وفي إطار مبادئ الشرعية الدولية والمواثيق والاتفاقات وأحكام القانون الدولي العام التي من شأنها وضع حد لهذه الأزمات، بعيدا عن المناورات السياسية والمساومات، والتي دفعت إلى هجرة العديد من هذه القضايا من أروقة الأمم المتحدة لتبحث عن الحل خارجها.
أود أن أشير أيضا إلى أن المملكة تدرك تماما أهمية المفاوضات في حل الأزمات، ولكننا في نفس الوقت نرى بأن المفاوضات لا ينبغي أن تسير إلى مالا نهاية، خصوصا وأننا بتنا نقف أمام أزمات جسيمة لم تعد تقبل أنصاف الحلول، بقدر حاجتها الماسة إلى تدخل حازم وحاسم يضع حدا للمآسي الإنسانية التي أفرزتها هذه الأزمات، وليس أدل على ذلك من عدم قدرة النظام الدولي على إيقاف الحرب ضد الشعب السوري. رغم أن الخيارات المعنوية بين الحرب والسلم واضحة وضوح الشمس، وبما لا يدع مجالا للاجتهاد بين وقفة حزم لحقن الدماء في كارثة إنسانية أو التغاضي عنها.
ختاما أود التنويه إلى أن بلدينا الصديقين منهمكتان في التعامل مع هذه القضايا بكل جدية وشفافية، في سياسة لامجال فيها للعاطفة أو الغضب، بل بتحكيم لغة العقل والمنطق، على أساس من الثقة المتبادلة في تلمس السبل الكفيلة بمعالجتها.
من جانبه عبر معالي وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية، وبالمحادثات البناءة التي تضمنتها الزيارة.
وقال في المؤتمر الصحفي المشترك: إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية علاقات استراتيجية، طويلة الأمد، تتعلق بكثير من الأمور التي تخص البلدين.
وأضاف يقول أذكر الجميع بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الأمم المتحدة, حيث قال: إن أمام الولايات المتحدة خيارات كثيرة، بما في ذلك القوة لتأمين الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة سوف تواجه أي اعتداء خارجي ضد أصدقائنا كما فعلنا أثناء حرب تحرير الكويت، وسنؤكد ونضمن استمرار تدفق النفط من الخليج إلى العالم بأكمله، وسنقوم أيضاً بتدمير الشبكات الإرهابية، ولن نسمح بتطوير أواستخدام أسلحة الدمار الشامل، هذي هي المصالح الأمريكية الرئيسية.
وأضاف كيري قائلاً: نعتزم أيضاً الاستمرار في العمل مع المملكة العربية السعودية، ولدينا علاقات عميقة جداً، وعمل مشترك في تعزيز موارد الطاقة المتجددة، وتأمين الأمن، ومكافحة الإرهاب، وفي التدريب، والاستثمار، والعلوم، والتقنية، والأمور الطبية، والتعليم، والتبادل الخارجي، وهي علاقات عميقة، استمرت 70 عاماً، وسوف تستمر إلى مالا نهاية.
وأردف يقول: المملكة العربية السعودية شريك لا يُمكن التخلي عنه، ومن الواضح أن هذا الشريك لديه آراء تخصه، ونحن نحترم ذلك، ونتطلع إلى الاستمرار في التعاون من أجل تعزيز أمننا وازدهارنا المشترك.
وبين معاليه أنه استمع إلى آراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- حول عدة قضايا اقليمية وعملية السلام في الشرق الاوسط.
وأوضح أن الولايات المتحدة تثمن لقيادة المملكة دعمها للمعارضة السورية وتحركها والتزامها القوي للحل السياسي للأزمة.
وأكد الوزير الأمريكي أن الأزمة السورية لن تنتهي بالحل العسكري، أن إعلان جنيف نص على أجنده للمفاوضات، ويستجيب للكارثة الإنسانية في سوريا، ومواجهة الجماعات المتطرفة، وتجنب المزيد من عدم الاستقرار، لذلك من الضروري أن نعقد مؤتمر (جنيف 2) بأسرع ما يُمكن بحيث يتمكن ممثلو الشعب السوري من العمل معاً على المرحلة الانتقالية في سوريا.
قال: إن علينا أن نواصل التشاور مع المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الائتلاف السوري، وقيادته، وشركائنا الدوليين، بما فيهم الممثل المبعوث المشترك الخاص الأخضر الابراهيمي، من أجل الإعداد لمؤتمر (جنيف 2).
وأكد جون كيري أن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل دعم المعارضة السورية، قائلاً: لن نقف أبداً جانباً في حين يستمر (الأسد) باستخدام سلاحه بشكل عشوائي ضد المعارضة، لقتل الأبرياء من رجال، وأطفال، ونساء.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر البيان الذي أصدر ليلة أمس من جامعة الدول العربية ويشجع الائتلاف الوطني والمعارضة السورية للذهاب إلى جنيف.
وقال: فما من اختلاف حول الأهداف المتفقنا عليها بينجميعاً بالنسبة لسوريا، وكما قلت مراراً سابقاً، فإن (الأسد) فقد كل شرعيته، ولابد أن يتنحى، ولابد من وجود هيئة حكم انتقالية، من أجل إحلال السلام، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ولا نؤمن أنه يمكن أن يكون هناك سبيل لنهاية هذه الحرب، وإنهاء المعاناة بوجود (الأسد).
وحول زيارته لمصر أوضح كيري أن بلاده ملتزمة بدعم مصر في تحركها إلى الأمام في هذه المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية، وتشجيع التطور الذي تحرزه مصر على خارطة الطريق، لتلبية طموحات الشعب المصري، وتحسين الظروف، وإعادة الاقتصاد القوي إليها، وأن الشعب المصري بحاجة إلى التغيير الاقتصادي.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي على أهمية دعوى القوى المعتدلة في لبنان لتشكيل الحكومة دون تهديد من حزب الله وألا يتمكن من رسم مستقبل لبنان، كما أكد على أهمية أن يفي الرئيس العراقي بمساعدة الجميع في العراق، ويفي بمطالبهم، وأن يوقف العنف، ويحقق العدالة لجميع العراقيين.
وقال معالي وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية: بالنسبة لإيران فدعوني أؤكد لكم أن الرئيس أوباما أوضح موقفه عدة مرات أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بأن تحصل على سلاح نووي، هذه السياسة لم تتغير، والرئيس أوباما أكد مراراً أن تفضيلنا هو حل هذه المسألة سلمياً عبر الدبلوماسية، ونحن ملتزمون بإعطاء الدبلوماسية الفرصة، ولذلك فإن العبء مازال على كاهل الجانب الإيراني في أن يبدي مصداقيته، وإجراءاته الأكيدة أن هذا البرنامج النووي هو بالفعل برنامج سلمي وللأغراض السلمية فقط، وقد أوضحنا تماماً أن الكلمات والعبارات لن ترضينا، بل الأفعال التي ستبدد قلقنا، ونحن نعتقد أن عدم وجود اتفاق ليس أفضل من الاتفاق السيئ، بل الرئيس أوباما أكد أنه لن يستثني أياً من الخيارات، إلا أننا نريد أن نرى الواقع، واختبار هذا الواقع، واختبار الحل الدبلوماسي، وأعتقد أن هذه المسألة لصالح الولايات المتحدة والمنطقة.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أهمية الاتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة، وقال: لدينا الإمكانية أن نتعاون كما فعلنا لسنوات عدة، قد نختلف مرة أو مرتين على تكتيكات، وأساليب هنا وهناك، إلا أن هذه الاختلافات لن تغير شيئاً، وأود أن أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على الوقت المهم الذي منحه لإجراء هذه المناقشات، ولمستوى الحوار الذي جرى بيننا، وسأوصل للرئيس أوباما أنه يُمكن أن يعتمد على حقيقة أن لديه صديق مخلص قوي هو الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونؤمن أن هذا التعاون سيُمكننا من تحقيق المزيد معاً، وسنواصل التعاون بشكل مستمر، كما أود أن أؤكد امتناني لسمو الأمير سعود الفيصل على هذه الشراكة والصداقة.
بعد ذلك أجاب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ففي سؤال حول الاختلافات التكتيكية بين السعودية والولايات المتحدة على إنهاء الحرب في سوريا وإيجاد حكومة انتقالية فيها قال سموه: "هناك نوعان من الخلافات موضوعية وتكتيكية، وبعضها ليست موضوعية وهي قليلة جداً، ولكن معظم الخلافات تكتيكية،، فيما يتعلق بسوريا على سبيل المثال اتفقنا على أن مؤتمر (جنيف2) الغرض من ورائه تنفيذ اتفاقية جنيف الأولى، ونتفق على هذا الهدف، ونتفق أيضاً بأنه لا مكان لبشار الأسد في ذلك، والاتفاق على أن ممثل الشعب السوري هو التحالف السوري، وهو هدف مشترك ".
وأضاف: "أما فيما يتعلق بالتكتيكات فلدينا خلافات لا تتعدى في الواقع ، والولايات المتحدة تعتقد أنه من الأفضل القيام بذلك من خلال مساعدة التحالف والعمل على إنجاحه في سوريا".
وتابع: "كلانا يريد أن يتأكد أن إيران لا تملك الأسلحة النووية، وهذا خطر حقيقي، لذا نتفق بأنه يمكن جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ونوافق ونقبل التأكيد والتطمين الأمريكي على أنها لن تسمح بتطوير الأسلحة النووية في إيران".
وفي سؤال لوزير الخارجية الأمريكي حول مسار المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية نفى معاليه أية مفاهيم خاطئة حول الإشاعات أو الأفكار التي تتناولها وسائل الإعلام عن اتباع مسار واحد، مؤكداً أن الخطة الوحيدة الموجودة الآن هي متابعة ذلك النقاش والمسار الذي تحدثنا عنه وهو مسار القادة الذي يقوده الرئيس أوباما و أنا شخصيا ونتنياهو وعباس.
وفيما يتعلق بالعنف في سوريا أوضح كيري أنه يؤمن في فرص السلام , ومشاركة المجتمع الدولي ستكون أسرع حال الوصول إلى جنيف بصورة أسرع وكلما تمكنا من جمع الأمم حول الهدف المشترك لتنفيذ جنيف1 الذي ينص على وجود حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية يتفق عليها بإيجاد أشخاص يحترمهم الجميع يحمون حقوق السوريين أثناء التحول نحو الانتخابات لاختيار قيادتهم المستقبلية، عاداً هذه الطريقة الأسرع وأكثر فاعلية يمكن من خلالها إنهاء العنف.
وقال: "إنه في ظل عدم وجود أي حل تفاوضي فإننا لا نرى أية طريقة لإنهاء العنف تكون مقبولة لنا، لأننا لا نتمتع بالصلاحيات القانونية ولا رغبة في هذا الوقت للدخول في حرب أهلية"، موضحاً أن هذا الصراع السوري المعقد ليس الأول من نوعه في صراع الأطراف المعادية مختلفة المواقف، مؤكداً مشاركته لرأي سمو وزير الخارجية في الإحباط الذي يشعر به في بعض الأحيان حول مجلس الأمن، الذي يتوجب دفع أيديولوجياته وسياساته حول إيجاد حلول مناسبة لا تعطل جهوده من خلال حالة الاستقطاب التي تسوده، وأضاف: "نأمل بأن نتمكن من إيجاد الآلية على المستوى الدولي لصنع السلام في الشرق الأوسط".
وتابع قائلاً: "إنه سيكون هناك استعداد لدى الكثير من الأطراف من المضي إلى الأمام، وحال الوصول إلى جنيف سنختبر حسن النية في ظل انتباه عالمي من الأطراف التي تسعى إلى إيجاد الحل المناسب الذي سيوجد دينامكية معينة تغير مجرى الأمور، وهذه هي الخطة والاستراتيجية ونعرف أن ذلك ليس سهلا وليس لدينا أوهام حول تعقيد الطريق أمامنا، ولهذا السبب نريد أن نستمر في دعم المعارضة المعتدلة في جهودها للدفاع عن مصالح الغالبية العظمى في سوريا".
وفي سؤال لسمو الأمير سعود الفيصل حول إحباطه بالنسبة لإجراءات مجلس الأمن حول سوريا وحديث الوزير كيري عن أن الولايات المتحدة ليس لديها الرغبة في أن تتدخل في وسط هذه الحرب الأهلية إلا عبر المفاوضات السلمية وما رد فعله وهل هناك تقارير للاستخدام العسكري وهل التقارير حول زيادة دعمه العسكري حول المعارضة السورية صحيح، وما مدى استعداداته ببذل المزيد من الجهود لإنهاء الحرب، ومدى مشاركة إيران في مباحثات السلام، أجاب سموه قائلاً: بالنسبة للإيرانيين وما يمكن أن يفعلوه وما لا يستطيعون فعله في سوريا، هذا سؤال مهم جداً فقد وصل عدد ضحايا سوريا إلى أكثر من 150 ألف قتيل وهي أصعب أزمة في العالم في الألفية الراهنة، وإن لم يكن ذلك سبباً كافياً للتدخل لوقف سفك الدماء لا أعرف متى يكون هذا، إذا إننا اخترنا الخيار الأخلاقي في التدخل أو عدم التدخل فماذا سيكون هذا الخيار، وأترك هذه المأساة أن تستمر وأن تساعد إن تمكنت من ذلك لا يموت الناس في سوريا بسبب السلاح الكيماوي أو أسلحة دمار شامل أو أسلحة ذات قدرة تدميرية هائلة كالصواريخ البالستية التي تم استخدامها على بعض المدن السورية.
وفيما يتعلق بالخسائر في الأرواح والخسائر الإنسانية في سوريا قال سموه: سوريا جزء من الموروث الثقافي العالمي حيث كانت مدينة دمشق مدينة تاريخية عمرها أطول وأقدم من أي مدينة في العالم يعترف بها كمدينة وسكنها شعب مثقف ومتعلم وبالتالي استهدفت بهذه الصواريخ، كذلك سنتعامل مع القيم الإنسانية، لا أعرف كيف سنقبلها لأن الأمم المتحدة يجب أن تكون منظمة وأسست بعد التدمير الذي خلفته الحرب العالمية الثانية وهي موجودة لوقف حدوث مثل هذا التدمير مره ثانية.
وأضاف سموه قائلاً: قبل ثلاث سنوات تقريباً كنا ننظر إلى هذه المأساة وهذه الأزمة بقلق كبير ونتساءل كيف يمكن أن يحدث وما هو دور مجلس الأمن، وقال: هذا أمر يمكن أن يحدث في سوريا أو في دول عربية أخرى فإذا حدث ستكون مأساة كبيرة لا يمكن أن نقبل بمثل هذه المأساة، إن قبلنا بها فكيف سنؤسس دول مدنية مبنية على العدالة والمساواة لن نفترض أننا سنحصل على هذه القيم إن لم نفعل شيئا حيال انتهاكها، لا يمكن أن نقول إننا سنقوم بدور كبير ونضع الأسس الإنسانية ونحترم إنسانيتنا إن تركنا هذه الأزمة والمأساة تستمر في المنطقة.
وفي سؤال لوزير الخارجية الأمريكي حول باكستان وهل سيناقش معهم مسألة الطائرات بلا طيار والقيام بضربات فيها، وهناك تهديد بإغلاق ممرات التزويد إلى أفغانستان، وماذا سيقول للحكومة الباكستانية لإقناعهم بأنه ليس في محاولة للتدخل في مباحثات سلمية مع طالبان، وهل تحدث عن قيادة المرأة في المملكة العربية السعودية، قال كيري: أود أن أتحدث وأشيد بهذا التعليق القوي من سمو الأمير سعود الفيصل حول المأساة والدمار في سوريا وضرورة أن يكون المجتمع الدولي هناك رد، ولهذا نحن ندفع بشدة نحو التفاوض والوصول إلى مائدة المفاوضات، ولهذا أيضا أخذت الولايات المتحدة هذه القضية أمام مجلس الأمن في الأمم المتحدة لأننا نجد أنفسنا في طريق مغلق، وكلنا نتفق بالتأكيد على أن هناك ضرورة لأن يكون لدينا رد فعل.
وأضاف قائلاً: أما بالنسبة للسؤال حول باكستان، أود أن أقول بالنسبة لهذا الشخص كان يعرف على أنه استهدف الكثير من الأمريكيين والأفغان والباكستانيين: وعدد كبير من الباكستانيين قتلوا على يد مسعود ومنظمته، وطالبان دمرت باكستان من حيث استقرارها وفرصة أن تكون باكستان قادرة على تلبية مطالب شعبها، أما بالنسبة لعلاقاتنا بباكستان فهي علاقة مهمة جداً، ومؤخراً زرت نواز شريف في واشنطن لفترة من الزمن حيث عملنا عن كثب وتواصلنا مع الحكومة الباكستانية وكان هناك حوار طويل حول علاقاتنا الثنائية ولدينا مصالح مشتركة مهمة، وسنواصل التعاون معهم عبر الحوار الاستراتيجي الذي أسسناه من أجل تجاوز هذه التحديات الكبيرة، لكنني أعتقد أنه واضح للغاية أن باكستان هددها هؤلاء المسلحون والمتمردون في باكستان، وهناك عدد كبير من الجنود والمدنيين قتلوا في السنوات الأخيرة على يد هؤلاء المتمردين في باكستان، وهذا الرجل هو واحد من هؤلاء المتمردين المسلحين، ونحن نرحب بأي نقاشات ونعرف أن الموضوع حساس ونعمل بتواصل مع الحكومة الباكستانية.
وأردف كيري قائلاً: "أما بالنسبة لقيادة المرأة في المملكة العربية السعودية إنه ما من سر يخفى عليكم، إننا في الولايات المتحدة نسعى للمساواة بين الجميع بغض النظر عن الاختلافات بين الجنسين أو العرق أو أي أمور أخرى، لكن الأمر هذا يعود للمملكة العربية السعودية بأن تتخذ قرارها هذا الخاص حول تركيبتها الاجتماعية، أنا أعرف أن هذا الموضوع يثير جدلاً، وهناك جدل صحي في المملكة حول هذه المسألة، وهو
يعود للمملكة العربية السعودية وكل الأطراف التي تشارك به، والكل يعرف موقفنا حول هذه المسألة.
وفي سؤال لسمو الأمير سعود الفيصل حول عقد مؤتمر جنيف 2 ورفض الحركات المقاتلة في سوريا من إقامته، وكيف يمكن عقد هذا المؤتمر في ظل معارضة الجماعات التي تتحكم على الأرض في سوريا، قال سموه: إن الموقف ليس واضحًا بالشكل الذي ذكرته, يعني هناك أحاديث وهناك أصوات يتكلمون عن الموضوع، هذا يقول علينا أن نحضر، وآخر يقول يجب أن لا نحضر، وهناك حقيقة حوار بين السوريين حول الفائدة من عدمها لحضور (جنيف2)، والواقع أن القرار في النهاية سيكون لهؤلاء الناس، لأنهم هم الذين يمثلون سوريا، والتحالف هو المسؤول عن هذا، وهو الذي سيقرر الحضور من عدم الحضور، طبعاً إذا لم يحضر، أعتقد جنيف لا يمكن أن تؤدي إلى هذا الغرض، ولكن أعتقد أنهم سيقيمون الموضوع تقييماً دقيقًا لأن حضورهم لجنيف سيرسخ مفهوم أنهم هم الممثلين الحقيقيين للسوريين، وسيرسخ في مفهوم العالم أنهم هم الذين أعطوا فرصة للسلام، ولم يرفضوا في أي وقت مدّ يد السلام والمفاوضات، ففي النهاية كلامهم هو الذي سيحكم ورغبتهم هي التي ستحكم، في الحضور من عدمه، وجنيف لا أعتقد أنها يمكن أن تحصل بدون حلول.
مواقع النشر