بيروت (ا ف ب) : زار وفد المراقبين الدوليين منطقة الحفة في غرب سوريا الخميس غداة دخول قوات النظام اليها اثر انسحاب مقاتلي المعارضة منها، في حين تواصلت اعمال العنف في انحاء اخرى من البلاد وحصدت 25 قتيلا على الاقل بحسب مصادر معارضة.
photo_1339692509811-1-1.jpg
وغداة اعلان السلطات السورية "تطهير الحفة من المجموعات الارهابية" ودعوتها المراقبين الدوليين لزيارة هذه المدينة الواقعة في محافظة اللاذقية الساحلية، اطلع وفد المراقبين الدوليين خلال تفقده عددا من أحياء المدينة على آثار المواجهات التي دارت فيها على مدى ايام عدة بينها ثمانية ايام من القصف المتواصل من القوات الحكومية.
وخلال الزيارة التفقدية بدت المدينة للمراقبين الدوليين اشبه بمدينة اشباح بعدما اقفرت شوارعها من المارة بينما طال الدمار اغلب مبانيها، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس رافق الفريق المكون من ثمانية مراقبين اقلتهم ثلاث سيارات تابعة للامم المتحدة. كما بدت اثار حرائق على مبنيي ادارة المياه والمحكمة اللذين زارهما مراقبو الامم المتحدة، في حين لوحظ انتشار لعدد من الجنود بعتادهم فيما نصب الجيش حاجزا عسكريا عند مدخل المدينة.
وذكر مراسل فرانس برس ان الشوارع خلت من المارة، فيما شوهد عدد من السيارات العامة والخاصة وقد تحطم بعضها في حين احترق بعضها الاخر. وافاد ايضا ان بعض العبارت التي دونت على الجدران شطبت، لكن بقيت عبارة "وان عدتم عدنا". واضاف ان بعض ورش الصيانة بدأت عملها من اجل ازالة اثار الدمار واصلاح ما تم اعطابه.
من جهتها، ذكرت قناة الاخبارية السورية ان وفد المراقبين "عاين اثار التخريب والدمار الذي افتعله الارهابيون في مختلف المؤسسات العامة والاملاك الخاصة"، وبثت لقطات ظهرت فيها كميات كبيرة من الاسلحة قالت ان السلطات صادرتها، بما فيها رشاشات ثقيلة وقاذفات وقذائف مضادة للدروع (ار بي جي).
وكانت ثلاث سيارات تقل المراقبين الدوليين تعرضت الثلاثاء لاطلاق نار مجهول المصدر بعد ان اجبرت على مغادرة منطقة الحفة، بحسب الامم المتحدة. وكان المراقبون يعودون ادراجهم بعد ان اجبروا على مغادرة المنطقة حيث تصدت لهم "حشود غاضبة" لدى محاولتهم الوصول الى الحفة و"احاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم".
ميدانيا تواصلت اعمال العنف في باقي انحاء سوريا، مع مقتل اكثر من 25 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اكد ان القوات النظامية تفرض حصارا من مختلف الجهات على بلدة عندان في ريف حلب في محاولة لاقتحامها. وقال المرصد ان عدد القتلى في محافظة حمص (وسط) ارتفع الى عشرة منهم خمسة في مدينة حمص، بينهم عسكري منشق، بالاضافة الى اثنين من المقاتلين المعارضين للنظام واثنين من المنشقين في مدينة الرستن.
زار وفد المراقبين الدوليين منطقة الحفة في غرب سوريا الخميس غداة دخول قوات النظام اليها اثر انسحاب مقاتلي المعارضة منها، في حين تواصلت اعمال العنف في انحاء اخرى من البلاد وحصدت 25 قتيلا على الاقل بحسب مصادر معارضة. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان قائد لواء خالد بن الوليد الرائد المنشق احمد بحبوح رئيس المكتب العسكري في مدينة الرستن، هو احد المنشقين الاثنين اللذين قتلا في الرستن اليوم اثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي كانت تحاول استعادة المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ اشهر.
ولفت البيان الى ان مدينة الرستن "تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الهاون مما ادى الى سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة". واضاف ان قرية الزعفرانة تتعرض لقصف من قبل القوات النظامية حيث "يسمع صوت اطلاق رصاص".
وفي محافظة درعا (جنوب) "ما تزال منطقة اللجاة تتعرض الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام"، بحسب المرصد. وقتل في المحافظة نفسها خمسة مواطنين بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس اثر سقوط قذائف واطلاق نار في حي طريق السد بمدينة درعا.
وفي العاصمة نقل المرصد عن ناشطين ان "القوات النظامية تنفذ انتشارا في حي العسالي بدمشق يترافق مع حملة مداهمات". وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة عناصر من الامن السوري اثر اشتباك بين دورية امنية ومقاتلين معارضين، كما قتل ضابط برتبة رائد وعسكري من القوات النظامية واصيب اخرون بجراح اثر انفجار لغم بقافلة عسكرية في المنطقة نفسها، بحسب المصدر نفسه. وقتلت طفلة في بلدة حيالين اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية. وفي محافظة ريف دمشق، قتل مواطنان واصيب آخرون اثر اطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية في حي الحميرة بمدينة دوما التي استهدفت بعدد من القذائف.
زار وفد المراقبين الدوليين منطقة الحفة في غرب سوريا الخميس غداة دخول قوات النظام اليها اثر انسحاب مقاتلي المعارضة منها، في حين تواصلت اعمال العنف في انحاء اخرى من البلاد وحصدت 25 قتيلا على الاقل بحسب مصادر معارضة.
وفي محافظة حلب، تحاصر القوات النظامية بلدة عندان في ريف حلب من عدة محاور في محاولة لاقتحامها، كما ويتعرض ريف حلب الشمالي والغربي لقصف عنيف من قبل القوات النظامية منذ ايام، بحسب بيان للمرصد. ونقل البيان عن نشطاء من المنطقة ان القوات النظامية قتلت رجلا واولاده عندما اقتحمت منزلهم واحرقته وهم في داخله، مشيرا الى ان "لجان المراقبين الدوليين لم يحركوا ساكنا لوقف القصف". وفي مدينة دير الزور، قتل مواطن في حي الحويقة اثر اصابته برصاص قناصة.
وفي ادلب، انفجرت سيارة مفخخة صباح الخميس في ادلب استهدفت حاجزا للقوات النظامية وسقط عناصر الحاجز بين قتيل وجريح. واعلن المرصد ان انفجارا وقع في منطقة السيدة زينب في ضواحي دمشق الخميس استهدف احد المباني الامنية، مشيرا الى اصابة اكثر من عشرة مواطنين. ونقل المرصد في بيان عن ناشطين في المنطقة ان "سيارة مفخخة" انفجرت صباحا "في موقف للسيارات بالقرب من احد المباني الامنية".
من جهتها اعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان 14 شخصا جرحوا في هذا "التفجير الانتحاري" بسيارة مفخخة. واوضح مصور وكالة فرانس برس ان الانفجار حدث في موقف للسيارات يقع وسط منطقة تضم مقام السيدة زينب الذي يؤمه الحجاج الشيعة ومشفى الامام الصدر ومركزين امنيين، مؤكدا ان اضرارا اصابت المباني والمحال التجارية المجاورة لمكان التفجير، حيث تحطم عدد من النوافذ بالاضافة الى ابواب المحال. وافاد شاهد عيان وكالة فرانس برس ان سائقا يقود حافلة صغيرة اقتحم عند الساعة السادسة (3,00 تغ) موقفا للسيارات يضم العديد من السيارات المركونة.
والخميس اعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس ان 14476 شخصا قتلوا نتيجة اعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في منتصف آذار/مارس 2011 ضد الرئيس بشار الاسد، بينهم 2302 سقطوا خلال الشهر الاخير.
وافاد عبد الرحمن ان 14476 شخصا قتلوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات، بينهم 10117 مدنيا، و3552 من القوات النظامية و807 من المنشقين. ولفت عبد الرحمن الى انه منذ الاعلان عن بدء تطبيق وقف اطلاق بموجب خطة الموفد الدولي كوفي انان في 12 نيسان/ابريل الماضي، قتل ما لا يقل عن 3353 شخصا، اكثر من نصفهم في غضون الايام الثلاثين الاخيرة. واوضح انه "في الفترة بين 13 ايار/مايو و13 حزيران/يونيو، قتل 2302 اشخاص في سوريا"، مشيرا الى ان بينهم 1455 مدنيا و96 منشقا و751 من القوات النظامية".
دبلوماسيا اعلنت الصين الخميس معارضتها فرض عقوبات "منحازة" على سوريا، بعدما تحدثت فرنسا عن امكان فرض تدابير عقابية جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتسعى فرنسا الى اعادة اطلاق الجهود للحصول على قرار ملزم من مجلس الامن الدولي ضد النظام السوري تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح بفرض تدابير على بلد ما تحت طائلة العقوبات او حتى استخدام القوة.
زار وفد المراقبين الدوليين منطقة الحفة في غرب سوريا الخميس غداة دخول قوات النظام اليها اثر انسحاب مقاتلي المعارضة منها، في حين تواصلت اعمال العنف في انحاء اخرى من البلاد وحصدت 25 قتيلا على الاقل بحسب مصادر معارضة.
من ناحيته حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا وايران الخميس على ممارسة نفوذهما على سوريا لانهاءالنزاع المستمر منذ 15 شهرا بشكل سلمي. والتقى هيغ مع نظيريه الروسي والايراني في كابول على هامش مؤتمر حول مستقبل افغانستان واكد على ضرورة تطبيق خطة مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان. ورفضت روسيا، حليفة سوريا القوية، وقف امداد النظام السوري بالاسلحة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية ان "وزير الخارجية طلب من روسيا ممارسة كامل نفوذها على النظام السوري للتوصل الى حل سلمي للوضع من خلال عملية سياسية". وجاء في البيان ان هيغ ابلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف انه يرحب مبدئيا بخطة موسكو لعقد مؤتمر دولي بشان سوريا، الا انه قال ان مشاركة ايران في المؤتمر "قد لا تكون ممكنة".
وفي تصريح للصحافيين الاربعاء، قال هيغ ان روسيا ترغب على ما يبدو في حل الازمة في سوريا، الا ان موقف ايران مختلف، ولذلك فان مشاركتها في اي مؤتمر امر صعب. وذكرت وزارة الخارجية ان هيغ دعا ايران في لقاء وصفته بانه وجيز، الى "استخدام نفوذها لدعم التطبيق التام لخطة انان".
من جهتهم، يجتمع ممثلون عن مختلف تيارات المعارضة السورية الجمعة والسبت في اسطنبول لبحث سبل تجاوز خلافاتهم في وقت باتت فيه سوريا على شفير الحرب الاهلية، كما افادت مصادر سورية متطابقة. وقالت هذه المصادر طالبة عدم كشف هويتها ان هذا الاجتماع سيشارك فيه اعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري، ابرز مجموعات المعارضة، والمجلس الوطني الكردي وكذلك مجموعات صغيرة مثل تلك التي يقودها زعيم احدى العشائر نواف البشير.
وعلى صعيد المساعدات الانسانية اعلنت ايطاليا انها ارسلت الاربعاء والخميس مساعدة طبية الى سوريا والاردن "لمعالجة المواطنين السوريين الذين يعانون من مشكلات صحية مرتبطة باعمال العنف".
مواقع النشر