القاهرة - محمد عبد اللاه (رويترز) - بث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا يوم الأحد يظهر مقاتلي التنظيم يعدمون 21 مسيحيا مصريا ذبحا في ليبيا وهو تطور من شأنه تعميق مخاوف مصر من متشددين ينشطون وسط الفوضى التي تعصف بالجار الغربي للبلاد.
وقال التلفزيون المصري إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استدعى مجلس الدفاع الوطني لاجتماع طاريء لبحث التطورات. وأضاف أن الرئيس المصري الذي تعمل حكومته على تضييق الخناق على إسلاميين مسلحين ينشطون في شبه جزيرة سيناء في شرق البلاد قرر إعلان الحداد سبعة أيام.
وقال السيسي في كلمة تلفزيونية إلى الشعب مساء يوم الأحد إن مصر تحتفظ بحق الرد "وبالأسلوب وبالتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة المجرمين المتجردين من أبسط قيم الانسانية."
وأضاف "دعوت مجلس الدفاع الوطنى للانعقاد فورا وبشكل دائم لمتابعة تطورات الموقف والتباحث حول القرارات والاجراءات المقرر اتخاذها."
وتابع أنه طلب أيضا من الحكومة الاستمرار فى التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا حفاظا عل ارواحهم.
وفي وقت لاحق نقل التلفزيون المصرى قول المتحدث باسم الرئاسة إن مجلس الدفاع الوطنى يؤكد أنه سياثر لدماء الضحايا.
وقالت الكنيسة المصرية في بيان "تستودع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في هذه اللحظات العصيبة شهداءها الأبرار واثقين أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتي ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء."
وقال الأزهر في بيان "هذا العمل البربري الهمجي لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية ولا ينم إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث في الأرض فسادًا تقتل وتسفك النفوس البريئة دون حق."
ومضى البيان قائلا إن الأزهر يشدد على "ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجبه في تعقب قوى التطرف والإرهاب وتقديمهم للعدالة والقصاص العاجل منهم."
وظهر مسلحو الدولة الإسلامية ملثمين في زي أسود يسوقون المصريين المحتجزين في زي برتقالي على ساحل البحر. وذبح المحتجزون بعد إجبارهم على الجثو على الأرض ثم كبهم على وجوههم. ونشر الفيديو على حساب بموقع تويتر يؤيد الدولة الاسلامية. وظهر بعد ذلك على موقع يوتيوب.
أقارب مسيحيين مصريين احتجزوا في ليبيا يتظاهرون في القاهرة - رويترز
وقال رجل أمسك بسكين في الفيديو تحدث بالإنجليزية وكتبت ترجمة لعباراته "اليوم نحن في جنوب روما في أرض الإسلام ليبيا نرسل رسالة أخرى. أيها الصليبون: إن الأمان لكم أمانى لا سيما وانكم تقاتلوننا كافة فسنقاتلكم كافة حتى تضع الحرب أوزارها."
وبدأ الرجل كلامه بقوله "الحمد لله القوي المتين والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين."
والضحايا عمال سافروا إلى ليبيا سعيا وراء أرزاقهم رغم تحذيرات الحكومة للمصريين من السفر.
وينتمي الضحايا إلى خمس قرى بمحافظة المنيا جنوبي القاهرة ومنهم 13 من قرية العور وحدها.
وانخرط أهالي الضحايا في صراخ وعويل وأهالت نسوة في القرية التراب على رؤوسهن علامة على شدة الحزن.
وقالت إحدى الاقارب للصحفيين "كفاية تصوير وكلام... آدي لنا أكتر من 40 يوما بنتكلم ونتصور والكل عرف حكاياتنا ومأساتنا... ومحدش عملنا حاجة. كفاية اتركونا في مصابنا."
وقال الأب اسطفانوس شحاته وكيل مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس التي تتبعها القرى الخمس "المطرانية تأكدت من خبر استشهاد 21 مصريا مسيحيا ويدرس الأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط إمكانية إقامة صلوات لذكراهم بالرغم من عدم وجود جثامين."
وعبر السيسي مرارا عن المخاوف إزاء الإسلاميين المتشددين الناشطين في ليبيا والذين يستهدفون إسقاط حكومته.
وتقول مصادر أمنية مصرية إن متشددي ليبيا أقاموا صلات مع الإسلاميين المتشددين المتمركزين في محافظة شمال سيناء المصرية والذين اعلنوا انضمامهم لتنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مساحات واسعة من العراق وسوريا. وسمت جماعة أنصار بيت المقدس التي انضمت للدولة الإسلامية نفسها ولاية سيناء في نوفمبر تشرين الثاني.
وقتل التنظيم مئات من رجال الأمن في شمال سيناء منذ أعلن الجيش في يوليو تموز 2013 عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
وفي وقت توجد فيه حكومتان وبرلمانان في ليبيا وجيش لكل من الحكومتين يخشى مسؤولون غربيون أن يستغل المتشددون الوضع في بناء قاعدة كبيرة لهم في الدولة النفطية.
وسيوقع وزير الدفاع الفرنسي في القاهرة يوم الاثنين اتفاق صفقة أسلحة لمصر قيمتها 5.7 مليار يورو تشمل 24 طائرة مقاتلة رافال وفرقاطة بحرية ومعدات عسكرية ذات صلة.
مواقع النشر