اهــــ(الأحداث)ــــم

• تداول خســ27.40ــارة نقطة عند 27.40 • سلطنة عُمان مســ(54)ـــيرة بناء • إشغال فنادق مدينة الرياض 95% • منتدى الرياض الاقتصادي (11) • ارتفاع أسعار الذهب • • لفظ الجلالة (الله) بريء من احزاب إيران
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 47
  1. #31

    افتراضي


    (( أبو بصير ))


    هو أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة.

    موقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

    لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واطمأن بها أقبل إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخنس بن شريق الثقفي ولأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي استأجره ليرد عليهم صاحبهم أبا بصير فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بصير فقال له: " يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد عملت وإنا لا نغدر فالحق بقومك ". فقال يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني!

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصبر يا أبا بصير واحتسب فإن الله جاعلا لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجا ومخرجا". قال: فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري: أصارم سيفك قال: نعم. قال: أنظر إليه قال: إن شئت فاستله. فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد وطلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فلما رآه قال: هذا رجل قد رأى فزع. فلما انتهى إليه قال: قتل صاحبكم صاحبي. فما برح حتى طلع أبو بصير متوشح السيف فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله وفت ذمتك وقد امتنعت بنفسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل أمه "!

    محش حرب لو كان معه رجال "!

    فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من المسلمين فلحقوا به حتى كان في عصبة من المسلمين قريب من ستين أو سبعين وكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه ولم يمر بهم عير إلا اقتطعوها حتى كتبت فيهم قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا عليه المدينة. وقيل إن أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير وكان عنده 0

    وفاته

    قدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جندل وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقرؤه فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجدا، وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى.

    المراجع:


    سنن البيهقي الكبرى

    أسد الغابة

    الاستيعاب
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  2. #32

    افتراضي

    نبذه عن حياة الامام البخارى رحمه الله
    الإمام البخاري رحمه الله تعالى


    نسبه و مولده هو إمام الأمة أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن بَردِزبَة الجعفي البخاري أصله فارسي ..
    فقد كان جده المغيرة مولى لليمان البخاري والي بخارى .. فانتسب إليه بعد إسلامه ،
    ولد ببخارى سنة 194 هـ ونشأ يتيما و أخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة رحــلاتــه في طـلـب الـعلـم،
    رحل شيخنا في طلب العلم إلى الشام و مصر و الجزيرة و العراق ..


    وأقام في الحجاز ستة أعوام يأخذ الحديث عن أربابه ..
    وتلقى عنه الناس الحديث ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره ..
    سمع من نحو ألف شيخ وأخذ الحديث عنهم ..
    لا يسمع بشيخ في الحديث إلا رحل إليه وسأل عنه وأخذ عنه علمه
    قال عن نفسه مبينا رحلاته إلى الأمصار الإسلامية
    (( دخلت الشام و مصر والجزيرة مرتين وإلى البصرة أربع مرات
    وأقمت بالحجاز ستة أعوام ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة و بغداد مع المحدثين )) …

    وجمع من الحديث أكثر من ستمائة ألف حديث .


    حـــيـــاتـــه


    كان رحمه الله تعالى شديد الورع و التقوى .. قليل الأكل لا ينام من الليل إلا أقله
    وكان مجدا في تحصيل العلم وتأليف الكتب فيه ..


    يقوم من الليل ثماني عشرة مرة أو أكثر يسرج المصباح ويتذكر الأحاديث فيكتبها و يدقق البعض الآخر فيعلم عليها لم يكن له هم سوى الحديث النبوي .. كان شغله الشاغل ليله و نهاره .. كثير الإحسان إلى الطلبة رفيقا بهم , مهذب العبارة حتى مع المخالفين له ..


    ولم يطلق لسانه في الساقطين متروكي الحديث .. فإذا أراد جرح راوٍ قال : فيه نظر أو سكتوا عنه وكان ينقل رأي النقاد في رواة الحديث .


    كتب الله له القبول في قلوب العلماء .. قال محمود بن النضر سهل الشافعي (( دخلت البصرة و الشام و الحجاز و الكوفة و رأيت علمائها .. كلما جرى ذكر محمد بن اسماعيل البخاري فضلوه على أنفسهم )) كان آيــة في الحفظ والذكاء و الإتـقان .. ،كأن الله سبحانه قد اختاره لحراسة و حفظ الحديث النبوي …


    وقد جرت له في بغداد حادثة مشهورة تشهد له بذلك .. تداولها علماء التاريخ و الحديث في كتبهم … ذلك أن علماء بغداد أرادوا اختبار حفظه و ذكائه و إتقانه , فجاء أصحاب الحديث بمائة حديث فقلبوا متونها و أسانيدها .. ودفعوها إلى عشرة رجال .. إلى كل رجل عشرة أحاديث .. وأمروهم إذا حضروا الإجتماع يلقون هذه الأحاديث المقلوبة على البخاري فلما اجتمعوا كلهم مع حشد من الناس انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث فقال لا أعرفه , فما زال يلقي عليه حديثا بعد آخر حتى فرغ من عشرته .. وهكذا حتى فرغوا من الأحاديث المائة المقلوبة ..


    والبخاري لا يزيدهم على (( لا أعرفه )) .. فاستغرب الناس كيف لا يعرف الأحاديث كلها .. فلما علم أنهم فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال : أما حديثك الأول فهو كذا .. وحديثك الثاني فهو كذا و هكذا إلى آخر الأحاديث المائة فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه .. فأقر له الناس بالحفظ و أذعنوا له بالفضل يقول الحافظ بن حجر رحمه الله عن هذه الحادثة : ليس العجب من رده الخطأ إلى الصواب فإنه كان حافظا .. بل العجب من حفظه الخطأ على ترتيب ماألقوه عليه من مرة واحدة شهد له العلماء بالفضل و العلم ..


    قال شيخ البخاري محمد بن بشار الحافظ (( حفاظ الدنيا أربعة : أبو زرعة بالري , ومسلم بن الحجاج بنيسابور , وعبدالله بن عبدالرحمن الدرامي بسمرقند , ومحمد بن اسماعيل ببخارى )) .


    وقال عنه الإمام الترمذي (( لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل و التاريخ و معرفة الأسانيد أحدا أعلم من محمد بن اسماعيل )) أشــهـر كـتـبـه كان كتاب (( الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه )) .. أشهر كتبه على الإطلاق ..


    وهو أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى ..
    وهو أول من جمع الأحاديث الصحيحة مجردة عن غيرها .. ولكنه لم يستوعب كل الصحيح .. فقد ترك من الحديث الصحيح أكثر مما أثبته لئلا يطول الكتاب .


    ابتدأ تأليفه بالحرم النبوي الشريف ولبث في تصنيفه ست عشرة سنة و أتمه ببخارى .. وماكان يضع حديثا إلا بعد أن يغتسل و يصلي ركعتين ويستخير الله في وضعه ..


    فقد قال (( ماأدخلت في الصحيح حديثا إلا بعد أن استخرت الله و تيقنت صحته )) ومما ألف أيضا كتاب (( التاريخ الكبير )) جمع فيه أسامي من روى عنه الحديث من زمن الصحابة إلى زمنه .. وله أيضا (( التاريخ الأوسط )) و (( التاريخ الصغير )) و (( الأدب المفرد )) و (( الكنى )) و (( الوحدان )) و (( الضعفاء )) وفــــــاتــــه توفي ليلة السبت بعد صلاة العشاء , وكانت ليلة عيد الفطر , ودفن يوم الفطر .. بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومائتين 256 هـ بخَرتَنك وهي قرية بالقرب من بخارى وهي القرية التي ولد فيها رحمه الله تعالى فقد خدم السنة النبوية , ووقف حياته لها , وخلف تراث الأمة الإسلامية ..


    أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى : صحيح البخاري ..


    فجزاه الله عن الأمة خير الجزا مر البخاري رحمه الله بمحنتين محنته مع أهل نيسابور قال الحاكم في تاريخه: قدم الإمام البخاري نيسابور سنة 250 ، فأقام بها مدة يحدث على الدوام، قال فسمعت محمد بن حامد البزار يقول: سمعت الحسن بن محمد بن جابر يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: اذهبوا الى هذا الرجل فاسمعوا منه، قال: فذهب الناس إليه فأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى،قال: فَتُكُلِّمَ فيه بعد ذلك قال أحمد بن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ، أن محمد بن اسماعيل لما ورد نيسابور واجتمع الناس عنده حسده بعض شيوخ الوقت، فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن اسماعيل يقول: لفظي بالقرآن مخلوق. فلما حضر المجلس قام إليه رجل،فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أو غير مخلوق؟ فأعرض عنه البخاري ولم يجبه ثلاثا، فألح عليه، فقال البخاري: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، و الامتحان بدعة، فشغب الرجل و قال: قد قال: لفظي بالقرآن مخلوق و قال أبو حامد الشرقي: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق و من زعم لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، و لا يجالس و لا يكلم، ومن ذهب بعد هذا الى محمد بن اسماعيل البخاري فاتهموه فإنه لا يحضر الى مجلسه إلا من كان على مذهبه وقال الحاكم: ولما وقع بين البخاري وبين الذهلي في مسألة اللفظ، انقطع الناس عن البخاري إلا مسلم بن الحجاج و أحمد بن سلمة قال أبو عمر أحمد بن نصر النيسابوري يوما للبخاري: يا أبا عبد الله ههنا من يحكي عنك أنك تقول: لفظي بالقرآن مخلوق.


    فقال: يا أبا عمرو احفظ عني من زعم من أهل نيسابور، وسمى غيرها من البلدان بلادا كثيرة، أنني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإنني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة محنته مع أمير بخارى قال أحمد بن منصور الشيرازي: لما رجع عبد الله البخاري الى بخارى نصبت له قباب على فرسخ البلد، واستقبله عامة أهل البلد، حتى لم يبق مذكور، ونثر عليه الدراهم و الدنانير، فبقي مدة ثم وقع بينه وبين الأمير فأمره بالخروج من بخارى، فخرج الى بيكند و قال الحاكم: سمعت محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عمرو يقول: كان سبب مفارقة أبي عبد الله البخاري البلد، أن خالد بن طاهر سأله أن يحضر منزله فيقرأ التاريخ و الجامع على أولاده، فامتنع من ذلك.


    وقال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوما آخرين فاستعان خالد بحريث ابن أبي الورقاء و غيره من أهل بخارى حتى تكلموا في مذهبه، فنفاه عن البلد.
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  3. #33

    افتراضي

    (( أبو جندل ))

    هو أبو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري.(1)

    أسلم قديما بمكة فحبسه أبوه وأوثقه في الحديد ومنعه الهجرة.(2)

    من مواقفه مع الرسول:

    في صلح الحديبية والصحيفة تكتب إذ طلع أبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد وكان أبوه حبسه فأفلت. فلما رآه أبوه سهيل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بتلابيبه وقال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذ!

    قال: صدقت. فصاح أبو جندل بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني!

    وقد كانوا خرجوا مع رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) لا يشكون في الفتح فلما صنع أبو جندل ما صنع وقد كان دخل - لما رأوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حمل على نفسه في الصلح ورجعته - أمر عظيم فلما صنع أبو جندل ما صنع زاد الناس شرا على ما بهم فقال رسول الله لأبي جندل: " أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرج. وإنا صالحنا القوم وإنا لا نغدر "(3)

    من مواقفه مع الصحابة:

    له موقف مع أبي بصير فقد انفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو الذي رده (صلى الله عليه وسلم ) يوم الحديبية وخرج من مكة في سبعين راكبا أسلموا فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا على رسول الله( صلى الله عليه وسلم) في مدة الهدنة خوفا من أن يردهم إلى أهلهم وانضم إليهم ناس من غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب ممن أسلم حتى بلغوا ثلثمائة مقاتل فقطعوا مارة قريش لا يظفرون بأحد منهم إلا قتلوه ولا تمر بهم عير إلا أخذوها حتى كتبت قريش له صلى الله عليه وسلم تسأله بالأرحام إلا آواهم ولا حاجة لهم بهم فكتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي جندل وأبي بصير أن يقدما عليه وإن من معهم من المسلمين يلحق ببلادهم وأهليهم ولا يتعرضوا لأحد مر بهم من قريش ولا لعيرهم فقدم كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عليهما وأبو بصير مشرف على الموت لمرض حصل له فمات وكتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في يده يقرأه فدفنه أبو جندل مكانه وجعل عند قبره مسجدا. (4)

    من كلماته:

    أورد ابن عبد البر في الاستيعاب " قال أبو جندل وهو مع أبي بصير:

    أبلغ قريشا من أبي جندل... أني بذي المروة بالساحل

    في معشر تخفق أيمانهم... بالبيض فيها والقنى الذابل

    يأبون أن تبقى لهم رفقة... من بعد إسلامهم الواصل

    أو يجعل الله لهم مخرج... والحق لا يغلب بالباطل

    فيسلم المرء بإسلامه... أو يقتل المرء ولم يأتل


    الوفاة:

    مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.(5)

    المصادر:


    1- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 516 ]

    2- الطبقات الكبرى [ جزء 7 - صفحة 405 ]

    3- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1153 ]

    4- محمد رسول الله [ جزء 1 - صفحة 423 ]

    5- المستدرك [ جزء 3 - صفحة 311 ]
    التعديل الأخير تم بواسطة أم مالك الأزدية ; September 5th, 2009 الساعة 16:05
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  4. #34

    افتراضي

    (( عبدالله بن مسعود ))


    هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.



    أول لقاء مع الرسول
    يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)... فقلت: (إني مؤتمـن ولست ساقيكما)... فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)... قلت: (نعم)... فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)... فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: (علمني من هذا القول)... فقال: (إنك غلام مُعَلّم).




    إسلامه

    لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.

    وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.

    فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَمّ تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ).





    جهره بالقرآن

    وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: (والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)... فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)... فقالوا: (إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه)... فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)... فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته.

    بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان، عَلّمَهُ البَيَان}... فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)... فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)... فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟!)... قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).





    حفظ القرآن

    أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: (اقرأ علي)... قال: (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟)... فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)... قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى.

    قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}... (النساء -41).

    فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)... قال ابن مسعود: (فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان).

    كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: (أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)... وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)... كمـا كان يقول: (من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد)...

    قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)... فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).

    وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: (إنّا لم نأتِكَ زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر)... فقال: (إنّ القرآن أُنزِلَ على نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد).





    قربه من الرسول

    وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته... أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه... وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه (صاحب السَّواد)... حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد).

    كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: (إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب)... فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار... يقول أبو موسى الأشعري: (لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله).





    مكانته عند الصحابة

    قال عنه أمير المؤمنين عمر: (لقد مُليء فِقْهاً)... وقال أبو موسى الأشعري: (لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم)... ويقول عنه حذيفة: (ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد).

    واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: (يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود)... قال علي: (نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم؟)... قالوا: (نعم)... قال: (اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة).

    وعن تميم بن حرام قال: (جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود).





    ورعه

    كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا... يقول عمرو بن ميمون: (اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول).

    ويقول علقمـة بن قيـس: (كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).





    حكمته

    كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان: (إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه)... كما يقول عن العمل: (إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة)... ومن كلماته الجامعة: (خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له).

    وقال عبدالله بن مسعود: (لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك).





    أمنيته
    يقول ابن مسعود: (قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما... فدلياه إليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه... فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.




    أهل الكوفة
    ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله إليهم: (إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا)... ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله... حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: (أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه)... ولكنه أجاب: (إن له علي الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها).




    المرض

    قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: (كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا)... قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟)... قال: (إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان)... قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أشتكي ذنوبي و خطايايَ)... قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟)... قال: (أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه)... قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟)... قال: (الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).

    ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: (عبدي في وثاقي)... فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال: (اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته)... فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي).





    الوصية
    لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: (يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها).




    الحلم
    لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: (رأيتُكَ البارحة، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو يقول: (يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي)... فقال عبد الله: (آللّهِ أنتَ رأيتَهُ؟)... قال: (نعم)... قال: (فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ)... فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه.




    وفاته
    وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم... توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان... رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.
    التعديل الأخير تم بواسطة أم مالك الأزدية ; September 6th, 2009 الساعة 19:27
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  5. #35

    افتراضي

    (( البراء بن عازب ))


    البراء بن عازب بن حارث بن الخزرج الأنصاري ويكنى أبا عمارة...

    ولد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات، قال رضي الله عنه: استصغرني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر فرَدّنا فلم نشهدها، وقال محمد بن عمر: أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة ولم يجز قبلها.


    من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم
    عن البراء بن عازب قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فصافحني فقلت يا رسول الله إن كنت أحسب المصافحة إلا في العجم قال نحن أحق بالمصافحة منهم ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه بمودة ونصيحة، إلا ألقى الله ذنوبهما بينهما.

    وعنه رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بطنه يقول:

    "والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينـا

    فأنزلن سـكينة علينـا وثبت الأقدام إن لاقينا

    إن الألى قد بغوا علينـا إذا أرادوا فتنة أبينـا"

    ورفع بها صوته "أبينا أبينا"


    وفي البخاري عن سعد بن عبيدة قال حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول" فقلتُ أستذكرهن وبرسولك الذي أرسلت قال "لا وبنبيك الذي أرسلت"


    من مواقفه مع الصحابة رضي الله عنهم
    روى البخاري بسنده عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يحدث قال ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه. قال: فسأله عازب عن مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل قال: ففرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروة معي ثم اضطجع عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

    فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته: لمن أنت يا غلام؟

    فقال: أنا لفلان.

    فقلت له: هل في غنمك من لبن؟

    قال: نعم.

    قلت له: هل أنت حالب؟

    قال: نعم.

    فأخذ شاة من غنمه فقلت له: انفض الضرع.

    قال: فحلب كثبة من لبن ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضيت، ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا، قال البراء: فدخلت مع أبي بكر على أهله، فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها فقبل خدها وقال كيف أنت يا بنية.

    وروى البخاري بسنده عن البراء رضي الله عنه قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور مثلها.

    وكان البراء بن عازبٍ رضي الله عنه من قادة الفتوح، وقد عينه عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته على الري سنة 24هـ فغزا قزوين وما والاها, وفتحها وفتح زنجان عنوة.

    وقد شهد البراء بن عازبٍ رضي الله عنه غزوة تستر مع أبي موسى وشهد أيضًا وقعتي الجمل وصفين وقتال الخوارج ونزل الكوفة وابتنى بها دارًا...


    من مواقفه مع التابعين
    عن أبي داود قال لقيني البراء بن عازب فأخذ بيدي وصافحني وضحك في وجهي ثم قال: تدري لم أخذت بيدك؟

    قلت: لا إلا إني ظننتك لم تفعله إلا لخير. فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لقيني ففعل بي ذلك ثم قال: أتدري لم فعلت بك ذلك؟ قلت: لا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المسلِمَين إذا التقيا وتصافحا وضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر لهما.

    أثره في الأخرين دعوته وتعليمه:

    عن أبي إسحاق قال: قال لي البراء بن عازب: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : إذا رأيت الناس قد تنافسوا الذهب والفضة فادع بهذه الدعوات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك والصبر على بلائك وحسن عبادتك والرضا بقضائك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلمبعض الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم:



    روى البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أو يوجه إلى الكعبة فأنزل الله { قد نرى تقلب وجهك في السماء } . فتوجه نحو الكعبة . وقال السفهاء من الناس وهم اليهود { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } . فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال وهو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة [يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ]

    وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإضحى بعد الصلاة فقال: (من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له )

    عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله

    عن البراء بن عازب قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنائز وإفشاء السلام وإجابة الداعي وتشميت العاطس ونصر المظلوم وإبرار القسم ونهانا عن الشرب في الفضة فإنه من يشرب فيها في الدنيا لا يشرب فيها في الآخرة وعن التختم بالذهب وركوب المياثر ولباس القسي والحرير والديباج والإستبرق.

    من أقواله رضي الله عنه:

    عن البراء بن عازب قال: من تمام التحية أن تصافح أخاك

    وعنه رضي الله عنه قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن.

    وفاته:

    توفي رضي الله عنه وأرضاه بالكوفة سنة 72 هـ= في إمارة مصعب بن الزبير.

    المراجع:

    الاستيعاب..................... ابن عبد البر

    الإصابة في تمييز الصحابة........ ابن حجر العسقلاني
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  6. #36

    افتراضي

    (( ربيعة بن كعب الأسلمي ))


    هو ربيعة بن كعب الأسلمي أبو فراس حجازي.

    إسلامه:

    أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما وكان يلزمه وكان محتاجا من أهل الصفة وكان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
    إن رجلاً صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وكان يقوم على حاجته ليلاً ونهاراً لخليق به أن يتأثر بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، ومن المؤكد أن النبي ترك في نفسه أثراً تربوياً انعكس على حياته في أفعاله وسلوكه ويقول ربيعة بن كعب قال: ( كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه. نهاري أجمع حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الأخرة فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجه فما أزال أسمعه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سبحان الله سبحان الله وبحمده حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد قال: فقال لي يوما - لما يرى من خفتي وخدمتي إياه -: سلني يا ربيعة أعطك قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك. قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتيي قال: فقلت: أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به قال: فجئت فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ قال: فقلت: نعم يا رسول الله أسالك أن تشفع لي إلى ربك فيعقتني من النار قال: فقال: من أمرك بهذا يا ربيعة! قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت: أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال لي: إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود.

    من ملامح شخصيته:

    الصبر والتأني:

    وذلك لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم وقال له سلني يا ربيعة أعطك قال: فقلت: أنظر في أمري يارسول الله ثم أعلمك ذلك.

    يقينه بانقطاع الدنيا وزوالها:

    ويظهر ذلك في قوله للرسول صلى الله عليه وسلم.

    وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت: أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخرتي العفو والصفح والتواضع

    يقول أبو عمران الجوني عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا وأعطى أبا بكر أرضا قال فاختلفنا في عذق يعنى في نخلة فقلت انا هى من أرضى وقال أبو بكر هي من أرضى فقال يا أبا بكر أما ترى انظر ما ترى إنها من أرضى فأبى وقال لي كلمة ندم عليها فقال لي يا ربيعة قل لي مثل ما قلت لك حتى يكون قصاصا قال قلت لا قال فقال والله إذا لاستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت أنت اعلم فانطلق يؤم النبي صلى الله عليه وسلم واتبعته وجاء أناس من قومي فقال يرحم الله أبا بكر هو الذي قال لك ما قال ويستعدي عليك فانطلقوا معي فقلت لهم أتدرون من هذا هذا أبو بكر الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان فيغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لغضبه ويغضب الله عز وجل لغضب رسوله فيهلك ربيعة ارجعوا ارجعوا فرددتهم وانطلقت وقد سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه فلما جئت قال لي يا ربيعة مالك وللصديق قلت يا رسول الله انه قال لي شيئا وقال لي قل مثل ما قلت لك حتى يكون قصاصا فقلت لا أقول لك مثل ما قلت لي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا تقل له مثل ما قال لك ولكن قل يغفر الله لك يا أبا بكر فقلت يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر فولى أبو بكر رضي الله عنه وهو يبكى.

    حبه للنبي صلى الله عليه وسلم:

    لقد أحب ربيعة بن كعب النبي صلى الله عليه وسلم حباً حتى أنه لا يستطيع أن يفارقه ولما سأله النبي صلى الله عليه وسلم حاجته فكان طلبه مرافقته في الجنة فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه وبحاجته فقال سلني قلت مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود.

    همته رضي الله عنه:

    يقول أبو الفرج الجوزي في كتابه مدارج السالكين وإذا أردت أن تعرف مراتب الهمم فانظر إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله سلني فقال أسألك مرافقتك في الجنة وكان غيره يسأله ما يملأ بطنه أو يواري جلده

    من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

    يقول ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم: يا ربيعة ألا تتزوج؟ قال فقلت: لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة و ما أحب أن يشغلني عنك شيء قال: فأعرض عني قال: ثم راجعت نفسي فقلت والله يا رسول الله أنت أعلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة قال: وأنا أقول في نفسي ليت قال لي الثالثة لأقولن نعم قال فقال لي الثالثة يا ربيعة ألا تتزوج؟ قال فقلت: بلى يا رسول الله مرني بما شئت أوبما أحببت قال: انطلق إلى آل فلان إلى حي من الأنصار فيهم تراخي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئكم السلام ويأمركم أن تزوجوا ربيعة فلانة امرأة منهم قال: فأتيتهم فقلت لهم ذلك فقالو: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته قال: فأكرموني وزوجوني وألطفوني ولم يسألوني البينة فرجعت حزينا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما بالك؟ فقلت: يا رسول الله أتيت قوما كراما فزوجوني وأكرموني ولم يسألوني البينة فمن أين لي الصداق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبريدة الأسلمي: يا بريدة أجمعوا له وزن نواة من ذهب قال: فجمعوا لي وزن من ذهب قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم: اذهب بهذه إليهم و قل هذا صداقها فذهبت به إليهم فقلت هذا صداقها قال فقالوا كثير طيب فقبلوا و رضوا به قال فقلت: من أين أولم؟ قال فقال يا بريدة: اجمعوا له في شاة قال فجمعوا لي في كبش فطيم سمين قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب إلى عائشة فقل انظري المكتل الذي فيه الطعام فابعثي به قال فأتيت عائشة رضي الله عنها فقلت لها ذلك فقالت: ها هو ذاك المكتل فيه سبعة آصع من شعير ووالله أن أصبح لنا طعام غيره قال فأخذته فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب بها إليهم فقل ليصلح هذا عندكم خبز قال فذهبت به وبالكبش قال فقبلوا الطعام وقال: اكفونا أنتم الكبش قال: وجاء ناس من أسلم فذبحوا وسلخوا وطبخوا قال فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت و دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم0

    ومن مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم:

    يقول كنت في بيت ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت معه على يساره فأخذ بيدي فجعلني عن يمينه ثم صلى ثلاث عشرة ركعة حرزت قيامه كل ركعة قدر { يا أيها المزمل}.

    ما رواه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:

    عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه0

    عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت عند باب حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي يقول: سبحان الله رب العالمين الهوي ( وفيه: " كنت أسمعه الهوي من الليل " الهوي بالفتح الحين الطويل من الزمان وقيل هو مختص بالليل. ثم يقول: سبحان ربي العظيم وبحمده الهوي

    وفاته:

    لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على بريد من المدينة مكان قريب من المدينة فلم يزل بها حتى مات بعد الحرة سنة ثلاث وستين

    المراجع:

    الجرح والتعديل - الطبقات الكبرى - إرواء الغليل - مسند الطيالسي - سنن النسائي الكبرى - مدارج السالكين - المستدرك - كنز العمال - المعجم الكبير - الاستيعاب.
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  7. #37

    افتراضي

    (( سويد بن مقرن ))


    سويد بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن أدّ المزني أخو النعمان بن مقرن.

    وكان من رؤساء مزينة قبل الإسلام وبعده.

    وقد شهد بيعة الرضوان وذكر ابن سعد أنه شهد أحد.

    قصة إسلامه:

    قدم أبو عائذ بن مقرن مع اخوته ومنهم النعمان بن مقرن المزنى على رأس أربعمائة فارس من مزينة على النبي (صلى الله عليه وسلم واسلم) وذلك في رجب من السنة الخامسة للهجرة فشهدوا مع رسول الله غزوة الخدق وغزواته كلها بعد إسلامهم وبذلك نال سويد شرف الصحبة.

    أهم ملامح شخصيته:

    تمتع سويد بن مقرن ( رضي الله عنه ) بالشجاعة وجهاده في ربوع الجزيرة العربية، يناضل بروحه وماله، يبحث عن الشهادة في سبيل الله.

    واتصف (رضي الله عنه) بالورع والعفة ومن ذلك أنه عمل لعمر بن الخطاب هو وأخوه النعمان على ما سقى من الفرات ودجلة فاستعفيا فرارا من غراء المال وحبا للتفرغ للجهاد. (1)

    وتخلق (رضي الله عنه) بالحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات وظهر هذا في المعاهدة التي عقدها مع ملك جرجان الفارسي وقد عقدها سويد على مسؤوليته، ولكن عمر بن الخطاب أقرة عليها.

    فكان فتح جرجان في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد فتح نهاوند لما قتل النعمان بن مقرن ولي خلافته أخوه سويد بن مقرن فجاء إلى الري وفتحها ثم عسكر إلى قومس وفتحها ثم فتح جرجان.(2)

    ولما ورد البشير بفتح الري وأخماسها كتب عمر إلى نعيم بن مقرن أن يبعث أخاه سويد بن مقرن إلى قومس فسار إليها سويد فلم يقم له شيء حتى أخذها سلما وعسكر بها وكتب لأهلها كتاب أمان وصلح(3)

    بعض مواقفه مع الصحابة:



    واشترك في حروب العراق وأبلي أحسن البلاء وأجمله، وكان خالد بن الوليد يعتمد عليه في حروبه، وكان يجعله نائبا علي البلاد التي يتم فتحها مثل الحفير.(4)

    وبعث خالد بن الوليد سويد بن مقرن المزني إلى نستر فنزل العقر فهي تسمى عقر سويد إلى اليوم. (5)

    وشاهد (رحمه الله ) استشهاد أخيه النعمان بن مقرن فقد خرجت الأعاجم وقد شدوا أنفسهم بالسلاسل لئلا يفروا وحمل عليهم المسلمون فقاتلوهم فرمي النعمان بنشابة فقتل (رحمه الله) فلفه أخوه سويد بن مقرن في ثوبه وكتم قتله حتى فتح الله عليهم ثم دفع الراية إلى حذيفة بن اليمان وقتل الله ذا الحاجب وافتتحت نهاوند فلم يكن للأعاجم بعد ذلك جماع.

    بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

    عن سويد بن مقرن قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر فسألته عنه فنهاني عنه فأخذت الجرة فكسرتها.(6)

    وعن سويد بن مقرن من قتل دون مظلمته فهو شهيد.

    وعن هلال بن يساف قال: كنا نبيع البر في دار سويد بن مقرن فخرجت جارية وقالت لرجل منا كلمة فلطمها فغضب سويد وقال: لطمت وجهها لقد رأيتني سابع سبعة من إخواني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا خادم إلا واحدة فلطمها أحدنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقناها.(7)



    الوفاة:

    سكن بالبصرة أولا ثم سكن الكوفة وهو يعد من الكوفيين وقد مات بالكوفة.

    وذكر العسكري أنه استشهد بالقادسية وفيه نظر لأن بشير بن يسار سمع منه وهو لم يلحق ذلك الزمان.(8)

    المصادر:

    1- تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 468 ]

    2- تاريخ جرجان [ جزء 1 - صفحة 44 ]

    3- البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 122 ]

    4- تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 312 ]

    5- تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 320 ]

    6- مجمع الزوائد [ جزء 5 - صفحة 85 ]

    7- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 205 ]

    8- الإصابة - [ج3ص 229 ]
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  8. #38

    افتراضي

    (( أبو العاص بن الربيع ))

    نسبه وقبيلته:

    هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي صهر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوج ابنته زينب أكبر بناته كان يعرف بجرو البطحاء هو وأخوه.(1)

    أهم ملامح شخصيته:


    1-الوفاء بالعهد قال الذهبي في تاريخ الإسلام: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أثنى على أبي العاص في مصاهرته وقال: "حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي"

    2-الأمانة فلقد كان أبو العاص من رجال قريش المعدودين مالا وأمانة وتجارة.(2)

    إسلامه:

    لم يزل أبو العاص مقيما على شركه حتى إذا كان قبيل فتح مكة خرج بتجارة إلى الشام بأموال من أموال قريش أبضعوها معه فلما فرغ من تجارته و أقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله (صلى الله عليه و سلم) و قيل إن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) كان هو الذي وجه السرية للعير التي فيها أبو العاص قافلة من الشام و كانوا سبعين و مائة راكب أميرهم زيد بن حارثة و ذلك في جمادى الأولى في سنة ست من الهجرة فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال و أسروا أناسا من العير فأعجزهم أبو العاص هربا فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص من الليل في طلب ماله حتى دخل على زينب ابنة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فاستجار بها فأجارته فلما خرج رسول الله( صلى الله عليه و سلم) إلى صلاة الصبح فكبر و كبر الناس معه.

    فعن عائشة( رضي الله عنها) قالت: صرخت زينب (رضي الله عنها): أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع قال فلما سلم رسول الله( صلى الله عليه و سلم) من صلاته أقبل على الناس فقال: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا: نعم قال: أما و الذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فدخل على ابنته زينب فقال: أي بنية أكرمي مثواه و لا يخلص إليك فإنك لا تحلين له

    وعن عائشة (رضي الله عنها): أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص و قال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم و قد اصبتم له مالا فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك و إن أبيتم ذلك فهو فيىء الله الذي أفاءه عليكم فأنتم أحق به قالوا: يا رسول الله بل نرده عليه قال: فردوا عليه ماله حتى إن الرجل ليأتي بالحبل و يأتي الرجل بالشنة و الأداوة حتى أن أحدهم ليأتي بالشطاط حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع منه ثم قال: يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا: لا فجزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوفا أن تظنوا اني إنما أردت أخذ أموالكم فلما أداها الله عز و جل إليكم و فرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم. (3)

    من مواقفه مع الصحابة:


    مع زينب بنت رسول الله قبل إسلامه فعن عائشة زوج النبي( صلى الله عليه وسلم* ) قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله( صلى الله عليه وسلم) في فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رق لها رقة شديدة وقال: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا ". فقالوا: نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه ووعده ذلك أن يخلي سبيل زينب إليه إذ كان فيما شرط عليه في إطلاقه ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلى سبيله بعث رسول الله( صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار فقال: " كونا ببطن ناجح حتى تمر بكما زينب فتصحبانها فتأتياني بها ". فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت جهرة.(4)

    الوفاة:

    قال إبراهيم بن المنذر مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة وفيها أرخه ابن سعد.(5)

    المصادر:

    1- الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 545 ]

    2- تاريخ الإسلام [ جزء 1 - صفحة 260 ]

    3- المستدرك [ جزء 3 - صفحة 262 ]

    4- مجمع الزوائد [ جزء 9 - صفحة 343 ]

    5- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 7 - صفحة 251 ]

    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  9. #39

    افتراضي

    (( النعمان بن بشير ))


    هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصارى الخزرجى ويكنى عبد الله.

    ولم يدرك النعمان الجاهلية فقد كان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا.

    وهو أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة رضي الله عنه. (1)



    وكان النعمان أول مولود ولد بالمدينة بعد الهجرة للأنصار في جمادى الأول سنة ثنتين من الهجرة فأتت به أمه تحمله إلى النبي (صلي الله عليه وسلم) فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة.(2)

    من مواقفة مع الصحابة:

    كان النعمان ذا منزلة من معاوية( رضي الله عنه ) وكان معاوية يقول يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه.(3)

    من مواقفه مع التابعين:

    قيل إن أعشى همدان قدم على النعمان بن بشير وهو على حمص وهو مريض فقال له النعمان ما أقدمك قال لتصلني وتحفظ قرابتي وتقضى ديني فقال والله ما عندي ولكني سائلهم لك شيئا ثم قام فصعد المنبر ثم قال يا أهل حمص إن هذا ابن عمكم من العراق وهو مسترفدكم شيئا فما ترون فقالوا احتكم في أموالنا فأبى عليهم فقالوا قد حكمنا من أموالنا كل رجل دينارين وكانوا في الديوان عشرين ألف رجل فعجلها له النعمان من بيت المال أربعين ألف دينار فلما خرجت أعطياتهم أسقط من عطاء كل رجل منهم دينارين.(4)



    وقال أبو مخنف (وهو شيعي ) بعث يزيد بن معاوية إلي النعمان بن بشير الأنصاري فقال له ائت الناس وقومك فافثأهم عما يريدون فإنهم إن لم ينهضوا في هذا الأمر لم يجترئ الناس على خلافي وبها من عشيرتي من لا أحب أن ينهض في هذه الفتنة فيهلك.

    فأقبل النعمان بن بشير فأتى قومه ودعا الناس إليه عامة وأمرهم بالطاعة ولزوم الجماعة وخوفهم الفتنة وقال لهم إنه لا طاقة لكم بأهل الشأم فقال عبد الله بن مطيع العدوي ما يحملك يا نعمان على تفريق جماعتنا وفساد ما أصلح الله من أمرنا فقال النعمان أما والله لكأني بك لو قد نزلت تلك التي تدعو إليها وقامت الرجال على الركب تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحا الموت بين الفريقين قد هربت على بغلتك تضرب جنبيها إلى مكة وقد خلفت هؤلاء المساكين يعني الأنصار يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم فعصاه الناس.(5)

    من الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم


    عن النعمان بن بشير قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما "

    عن النعمان بن بشير أن أباه نحله غلاما وأنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهده فقال: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ قال: لا قال: فاردده.(6)

    وعن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول وأومأ النعمان بإصبعيه إلى أذنيه إن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشتبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه ومن وقع في المشتبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه.

    عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.(7)



    وعن النعمان بن بشير قال صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فقال" سووا صفوفكم ولا تختلفوا فيخالف الله عز وجل بينكم يوم القيامة ".

    فلقد رأيتنا وإن الرجل منا ليلتمس بمنكبه منكب أخيه وبركبته ركبة أخيه وبقدمه قدم أخيه.(8)

    كلماته.

    عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير يقول ألستم في طعام وشراب ما شئتم لقد رأيت نبيكم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه.

    الوفاة:

    وبعد موت يزيد بن معاوية بايع النعمان لإبن الزبير فتنكر له أهل حمص، فخرج هارباً فتبعه خالد بن خليّ الكلاعي فقتله سنة خمس وستين للهجرة.

    المصادر:

    1- البداية والنهاية [ جزء 3 - صفحة 230 ]

    2- البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 244 ]

    3- طبقات فحول الشعراء [ جزء 2 - صفحة 463 ]

    4- البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 245 ]

    5- تاريخ الطبري [ جزء 3 - صفحة 351 ]

    6- كنز العمال [ جزء 16 - صفحة 820 ]

    7- الأربعون الصغرى [ جزء 1 - صفحة 150 ]

    8- الفوائد [ جزء 2 - صفحة 129 ]


    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  10. #40

    افتراضي

    (( العرباض بن سارية ))


    هو العِرْبَاضُ بن سارية السلمي من أعيان أهل الصفة، سكن حمص. وهو أحد البكائين الذين نزل فيهم قول الله عز وجل: "وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْه... "

    بعض المواقف من حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم:

    يروي موسى بن سعد عن عرباض بن سارية قال: كنت ألزم باب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر، فرأينا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجة فرجعنا إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تعشى ومن عنده من أضيافه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل في قبة ومعه زوجه أم سلمة، فلما طلعت عليه قال: أين كنت منذ الليلة؟ فأخبرته، فطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن مغفل المزني فكنا ثلاثة كلنا جائع، نعيش بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فطلب شيئاً نأكله فلم يجده، فخرج إلينا فنادى بلالاً: يا بلال! هل من عشاء لهؤلاء النفر؟ قال: لا: والذي بعثك بالحق لقد نفضنا جربنا وحميتنا! قال: انظر عسى أن تجد شيئاً، فأخذ الجرب ينفضها جراباً جراباً فتقع التمرة والتمرتان حتى رأيت بين يديه سبع تمرات ثم دعا بصحفة فوضع فيها التمر، ثم وضع يده على التمرات وسمى الله وقال:" كلوا بسم الله"، فأكلنا، فأحصيت أربعة وخمسين تمرة أكلتها، أعدها ونواها في يدي الأخرى، وصاحباي يصنعان ما أصنع وشبعنا، وأكل كل واحد منهما خمسين تمرة، ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي! فقال:" يا بلال! ارفعها في جرابك فإنه لا يأكل منها أحد إلا نهل شبعاً"؛ فبتنا حول قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يتهجد من الليل فقام تلك الليلة يصلي، فلما طلع الفجر رجع ركعتي الفجر، فأذن بلال وأقام، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، ثم انصرف إلى فناء قبة، فجلس وجلسنا حوله فقراء من المؤمنين عشرة، فقال:" هل لكم في الغداء؟" قال عرباض: فجعلت أقول في نفسي أي غداء؟ فدعا بلالاً بالتمرات فوضع يده عليهن في الصحفة ثم قال:" كلوا بسم الله"، فأكلنا والذي بعثه بالحق حتى شبعنا وإنا لعشرة ثم رفعوا أيديهم منها شبعاً وإذا التمرات كما هي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لولا أني أستحي من ربي لأكلنا من هذه التمرات حتى نرد المدينة من آخرنا"، فطلع غليم من أهل البلد فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم التمرات بيده، فدفعها إليه، فولى الغلام يلوكهن.

    بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:


    روت أم حبيبة بنت العرباض ابن سارية عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم كل ذي ناب من السبع وعن كل ذي مخلب من الطير وعن لحوم الحمر الأهلية وعن المجثمة وعن الخليسة وأن توطأ الحبالى حتى يضعن ما في بطونهن..

    وعن جبير بن نفير عن العرباض بن سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الصف الأول ثلاثا وعلى الثاني واحدة.

    ـ وروى أبو رهم عن العرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان وقال هلموا إلى الغداء المبارك..

    ـ وعن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون من الطاعون فيقول الشهداء إخواننا قتلوا كما قتلنا ويقول المتوفون على فرشهم إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا فيقول ربنا انظروا إلى جراحهم فإن أشبه جراحهم جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم..

    ـ وفي الترمذي: من حديث عرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن..

    أثره في الآخرين دعوته وتعليمه:

    روى أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية. وهو ممن نزل فيه: وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ فسلمنا، وقلن: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين. فقال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقيل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبْدًا حبشيًّ. فإنه من يعِشْ منكم بعدي، فسَيَرى اختلافًا كثير. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور ; فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

    ويروى عن أبي الفيض أنه قال: سمعت عمر أبا حفص الحمصي قال: أعطى معاوية المقدام حمارا من المغنم فقال له العرباض بن سارية: ما كان لك أن تأخذه وما كان له أن يعطيك كأني بك في النار تحمله على عنقك فرده.

    بعض كلماته:


    كان العرباض بن سارية، يحب أن يُقْبَضَ، فكان يدعو: اللهم كبرت سني، ووهن عظمي، فاقبضني إليك.

    وفاته:

    قال محمد بن عوف: كان قديم الإسلام جدا، وقال خليفة: مات في فتنة ابن الزبير، وقال أبو مسهر: مات بعد ذلك سنة خمس وسبعين.
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرحيق المختوم سلسلة حلقات تاريخية في السيرة النبوية
    بواسطة أم مالك الأزدية في المنتدى مُحَمَّد ﷺ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: September 28th, 2009, 01:57
  2. مجموعه من سلاسل الشيخ العلامه المحدث ابي اسحاق الحويني حفظه الله
    بواسطة ابو فيــصل في المنتدى منتدى دنــيـا وديــن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: July 26th, 2008, 21:47
  3. قصه تهمك..... فلذة كبدي
    بواسطة المغتربه في المنتدى منتدى محـو اُمّـيّـة التقنية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: June 17th, 2008, 00:13

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا