جدة - واس : حققت الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن "
بيرسجا" تقدما كبيرًا في مجال مشروعات الشراكة مع المنظمات الدولية من خلال التوقيع مؤخرًا على اتفاقية تمويل مشروعات الإدارة الإستراتيجية للنظام البيئي في البحر الأحمر وخليج عدن مع البنك الدولي لدفع الجهود الإقليمية نحو تطبيق منهج النظام البيئي والتنمية المستدامة للبيئة البحرية بشكل ملموس خلال الفترة المقبلة.
وتمكنت الهيئة وضمن نهجها ككيان إقليمي يهتم بالمحافظة على البيئات البحرية والساحلية في إقليم البحر الأحمر وخليج عدن من رفع عدد مشاريعها لـ 35 مشروعًا والدورات والورش الإقليمية والوطنية لـ 25 دورة تدريبية وورشة عمل خلال العام المنصرم وحظيت بمشاركة خبراء دوليين وإقليميين إلى جانب تفعيل الشراكة والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدول المعنية بالبيئة.
وأسهمت الهيئة في دعم تنفيذ البرامج الإقليمية لجامعة الدول العربية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وواصلت تنفيذ استراتجيتها حول التغيرات المناخية حيث عقدت ورش تدريبية إقليمية حول تأثير التغيرات المناخية ووسائل التكيف المستندة على النظم البيئة الساحلية إلى جانب تكثيف التعاون وبناء الشركات مع المنظمات الدولية والمشاركة في العديد من الإجتماعات الدولية والإقليمية.
وأنشئت الهيئة التي تتكون من عدد من الدول الأعضاء هي: المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية جيبوتي وجمهورية السودان وجمهورية الصومال وجمهورية مصر العربية والجمهورية اليمنية، المحميات البحرية في عدة أجزاء من البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف تطوير القدرات الإقليمية في كل ما يتعلق بالتخطيط والإدارة للمحميات وتأمين الإستخدام المستدام للموارد البحرية الحية.
وتحرص الهيئة على تدعيم التنمية الإقتصادية والإجتماعية المحلية والوطنية وتضمين المجموعات المحلية والجهات المستهدفة في إدارة المحميات البحرية كشركاء وحماية النماذج والأمثلة الأساسية للتنوع الحيوي في البحر الأحمر وخليج عدن، والقيام ببرامج بحث ومراقبة لصالح إدارة المحميات البحرية، وتعزيز التوعية العامة بالموارد البحرية، والتنوع الحيوي في البحر الأحمر وخليج عدن وأسس الإستخدام وحماية الإرث الثقافي الفريد للبيئة البحرية والساحلية للبحر الأحمر وخليج عدن، وتنفيذ إطار إقليمي قانوني للمناطق المحمية والتنوع الحيوي.
وتعتمد الهيئة في موازنتها على مساهمات الدول الأعضاء بعد أن أعلن قيامها رسمياً كهيئة إقليمية للمحافظة على البيئة بموجب إعلان القاهرة في شهر سبتمبر 1995م ومقرها الدائم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية لتنفذ مجموعة من البرامج المتخصصة التي تغطي مجالات متنوعة كالحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة البحرية من التلوث وإدارة الموارد البحرية الحية وبرنامج للرصد البيئي والتربية والتوعية البيئية وإستراتيجية للتأقلم مع تأثيرات التغير المناخي، كما تقوم بتنفيذ برنامج تدريبي سنوي يتضمن العديد من الدورات بهدف نقل الخبرات إلى المتخصصين في الإقليم.
وتهدف الهيئة التي تستمد صفتها القانونية من اتفاقية جدة عام 1982م ويشرف على أنشطتها مجلس مكون من وزراء البيئة في الدول الأعضاء إلى تنفيذ هذه الإتفاقية والبروتوكولات الإقليمية الملحقة بها والمنبثقة عنها وخطة العمل للمحافظة على البيئة البحرية في الإقليم والإستخدام المستدام للموارد البحرية الحية وغير الحية وفق رسالتها المتمثلة في قيادة وتنسيق العمل الإقليمي لتنفيذ اتفاقية جدة على أسس فعالة من ناحية الإستدامة والتكلفة من أجل الإستخدام الرشيد للموارد البحرية والساحلية الحية وغير الحية بطريقة تضمن الإستفادة المثلى للجيل الحالي والأجيال المقبلة.
وتستمد الهيئة مرجعيتها القانونية من الاتفاقية الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن والمعروفة اختصارا بـ "اتفاقية جدة" وتعنى التزام الدول الأعضاء بالمحافظة على البيئات البحرية والساحلية للبحر الأحمر وخليج عدن من خلال الأنشطة الإقليمية المشتركة.
وترجع أهمية إقليم البحر الأحمر وخليج عدن إلى تنوع أحيائه وقيمة بيئاته الساحلية والبحرية بالإضافة إلى القيم الإستراتيجية والإقتصادية والإجتماعية، ويمتاز الإقليم بجمال طبيعي وتنوع أحيائي مذهل حيث اشتهر البحر الأحمر بالشعاب المرجانية الخلابة وغابات الشورى الكثيفة ومسطحات الحشائش البحرية الخصبة.
وتعد هذه البيئات موطنا لأنواع كثيرة من الطيور البحرية والعديد من الأسماك واللافقاريات في حين يتميز خليج عدن بأنه منطقة تيارات بحرية صاعدة مما يزيد في الإنتاجية العالية للموارد السمكية حيث تشكل التنمية الإجتماعية والإقتصادية المتسارعة في المناطق الساحلية للإقليم ضغوطا كبيرة على البيئات البحرية والساحلية كما أنها تهدد الإتزان البيئي للأنظمة الإيكولوجية المختلفة على المدى الطويل.
وتنظم الهيئة من خلال برنامج التدريب السنوي دورات تدريب إقليمية لبناء القدرات الإقليمية في العديد من المجالات المتعلقة بالمحافظة على البيئة البحرية وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة في الدول الأعضاء إلى جانب إصدار العديد من المطبوعات والتقارير العلمية والأدلة الاسترشادية إضافة إلى السلسلة الفنية وهي مجموعة من الإصدارات العلمية المتخصصة في مكونات البيئة البحرية.
وتنفذ الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن عدد من البرامج منها برنامج التنوع الإحيائي والمحميات البحرية، ويهدف إلى تحقيق أهداف بنود البروتوكول الخاص بالمحافظة على التنوع الإحيائي، وإنشاء شبكة من المناطق المحمية في البحر الأحمر وخليج عدن الذي تم التوقيع عليه في ديسمبر 2005م للمحافظة على سلامة وتكامل النظم الإيكولوجية والتنوع الإحيائي وحماية الأنواع المهددة والمواقع ذات الأهمية في الإقليم، ونتيجة لهذا البروتوكول تم إنشاء 12 محمية ساحلية وبحرية تمثل البيئات والمواقع الحساسة في الإقليم.
كما يقوم البرنامج ببناء القدرات الإقليمية وتنفيذ الخطط التي تختص بإدارة الموائل الطبيعية المهمة مثل الشعاب المرجانية وبيئات أشجار الشورى، وإدارة الأنواع الرئيسية مثل السلاحف والطيور والثدييات البحرية وغيرها من الأنواع، حيث تقوم الهيئة بمسح دوري لتقييم حالة البيئات والأنواع بالإقليم.
وهناك برنامج خاص بإدارة الموارد البحرية الحية ضمن برامج الهيئة يهدف إلى تنمية القدرات وتعزيز التعاون الإقليمي في إدارة الموارد البحرية الحية ومصائد الأسماك لتحقيق عملية الإدارة الفعالة للمصائد وتطوير الإستزراع السمكي من خلال تطبيق منهج النظام البيئي، كما يهدف البرنامج إلى تسهيل إدراج أهداف المبادرات والبرامج العالمية في هذا الشأن بالتنسيق مع المنظمات الدولية المتخصصة ذات الصلة مثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحد للبيئة.
ويسعى البرنامج للتنسيق الإقليمي بشأن الوائح والقوانين وخطط العمل الوطنية المتعلقة بإدارة وتقييم المخزون السمكي وأنشطة الاستزراع كما يتولى تدريب الاخصائيين وتعزيز القدرات المؤسسية والبشرية في مجال جمع وتحليل إحصائيات المصائد البحرية وتدابير الصون والإدارة والتنمية المستدامة لمصائد الأسماك والاستزراع السمكي.
كما تنفذ الهيئة برنامج عمل إقليمي لحماية البيئة البحرية من الأنشطة البرية الذي يضم العديد من الأنشطة مثل بناء القدرات وتنفيذ مسوحات ميدانية وتطوير برامج عمل وطنية لحماية البيئة البحرية من الأنشطة في تنفيذ البروتوكول الإقليمي الخاص بحماية البحرية من الأنشطة البرية في البحر الأحمر وخليج عدن الذي تم التوقيع عليه في سبتمبر 2005م، فيما يأتي برنامج حماية البيئة البحرية من الأنشطة البرية تماشياً مع الاهتمام الدولي بحماية البيئة البحرية من الأنشطة البرية حيث تقوم الهيئة بالتعاون مع برنامج العمل العالمي لحماية البيئة البحرية من الأنشطة البرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ""UNEP ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" UNIDO.
مواقع النشر