القاهرة/عمان (رويترز) - كثف وزراء الخارجية العرب جهودهم الدبلوماسية الرامية الى انهاء اراقة الدماء في سوريا يوم الاحد وأيدت المملكة العربية السعودية تقديم جميع أشكال الدعم لمعارضي الرئيس بشار الاسد. وخلال اجتماع للجامعة العربية في القاهرة قالت تونس انها ستستضيف في 24 فبراير شباط الاجتماع الاول لمجموعة اتصال "أصدقاء سوريا" التي تتألف من العرب ودول اخرى ويدعمها الغرب.
الدول العربية.jpg
واقترح الوزراء ايضا ارسال بعثة مراقبة مشتركة من العرب والامم المتحدة الى سوريا لتحل محل بعثة المراقبة العربية التي حاصرتها المشكلات منذ ان بدأت عملها في ديسمبر كانون الاول.
وسأل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الوزراء في بداية جلسة الجامعة قائلا "الى متى نبقى متفرجين تجاه ما يحدث للشعب السوري والى متى نظل نمنح النظام السوري المهلة تلو المهلة لكي يرتكب المزيد من المذابح ضد شعبه؟."
وأضاف "ان اجتماعنا اليوم مطالب باتخاذ اجراءات حاسمة وذلك بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا ." ومضى يقول "انه يتعين على الجامعة العربية ...فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتقديم كافة أشكال الدعم لها."
ولم يحدد ما اذا كان ذلك الدعم سيشمل مساعدات عسكرية. وتستبعد القوى الغربية العمل العسكري رغم الادانة الواسعة لقمع الانتفاضة التي سقط خلالها الاف القتلى منذ اندلاعها في مارس اذار الماضي.
وشاركت حشود في تشييع عدد من الاشخاص الذين قتلوا في هجومين بالقنابل على موقعين عسكريين في مدينة حلب الشمالية يوم الجمعة واللذين سقطا فيهما 28 قتيلا. واستشهدت الحكومة السورية بالهجومين كدليل على صحة موقفها بانها تقاتل ارهابيين مدعومين من الخارج.
ووصلت الجهود الدولية الرامية الى حل الازمة التي تعد الاعنف من بين الثورات العربية التي اطاحت بزعماء ليبيا ومصر وتونس العام الماضي الى طريق مسدود في الرابع من فبراير شباط عندما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الامن رعته دول غربية وعربية يساند دعوة الجامعة العربية للاسد الى التنحي.
وبدأ اجتماع الجامعة العربية يوم الاحد باستقالة الفريق أول السوداني محمد الدابي الذي رأس بعثة المراقبة التابعة للجامعة في سوريا.
وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي انه يقترح تشكيل قوة مراقبين مشتركة بين الجامعة والامم المتحدة لنشرها في سوريا . وقال العربي لرويترز الاسبوع الماضي ان اي بعثة جديدة ستكون اكبر حجما ومجهزة بشكل افضل ولها تفويض مختلف. ولم تنل فكرة تشكيل قوة مشتركة من الجامعة العربية والامم المتحدة سوى استجابة فاترة من الدبلوماسيين في الامم المتحدة.
وقال وزير الخارجية التونسي رفيق بن عبد السلام للوزراء ان بلاده ستستضيف اجتماع مجموعة "اصدقاء سوريا" التي اقترحتها فرنسا والولايات المتحدة بعد ان اعاقت روسيا والصين صدور قرار في مجلس الامن.
وقال "الشعب السوري ليس اقل استحقاقا للحرية والكرامة من اشقائه في تونس أو مصر أو ليبيا أو غيرها."
وعقد وزراء من دول الخليج العربية التي تقود حملة لعزل الاسد وانهاء حملته على المحتجين المناهضين لحكمه المستمر منذ 11 عاما اجتماعات منفصلة في وقت سابق. وقال مصدر حضر الاجتماعات ان الوزراء ناقشوا امكانية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض وسيقترحون على الدول العربية اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وفي مدينة حمص هدأت حدة القصف الليلة الماضية وصباح الاحد قبل ان تستأنف قوات الاسد قصفها الصاروخي. وقال ناشطون ان القصف الجديد اسفر عن مقتل اربعة اشخاص على الاقل.
ومن الصعب التحقق بشكل مستقل من تقارير الناشطين لكن تقاريرهم تشكل الاساس لمعرفة ما يدور في الصراع هناك حيث تمنع الحكومة السورية وسائل الاعلام الغربية من العمل في الكثير من اراضيها. وتفيد الانباء بمقتل 300 شخص على الاقل في الاسبوع المنصرم في مناطق المعارضة التي اغلب سكانها من السنة.
وقال سكان ان الامدادات الغذائية والطبية اخذة في النفاد وان الناس محاصرون في منازلهم منذ ايام بسبب القصف المدفعي المتواصل ونيران القناصة. وتحكم عائلة الاسد التي تنتمي للاقلية العلوية سوريا منذ 42 عاما. وتولى بشار السلطة خلفا لوالده الراحل حافظ الاسد الذي توفي قبل 11 عاما لكن الامال في ان يتخذ نهجا اصلاحيا تلاشت بسبب احداث العام الماضي.
وهناك انقسام في العالم بشأن كيفية انهاء الصراع في سوريا الذي يهدد بتفجر الصراعات العرقية والدينية والسياسية في انحاء الشرق الاوسط.
وذكر دبلوماسيون في الامم المتحدة أن السعودية قامت بتوزيع مشروع قرار يدعم مبادرة للجامعة العربية لوقف العنف في سوريا على الدول الاعضاء بالجمعية العامة للامم المتحدة.
لكن مسؤولا بوزارة الخارجية السعودية نفى يوم الاحد أن تكون الرياض تقدمت بمثل هذه المبادرة. وقالت وكالة الانباء السعودية "لم يتم تقديم أي مشروع قرار باسم المملكة للجمعية العامة."
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف يوم السبت ان موسكو لن تؤيد أي نص "غير متوازن" في الجمعية العامة تماما مثلما حدث في مجلس الامن.
وقال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الجمعة ان الفيتو الروسي-الصيني ضد مشروع قرار سوريا خطوة "غير محمودة".
في اثناء ذلك حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل مصور وضع على الانترنت يوم الاحد السوريين على عدم الاعتماد على الحكومات الغربية أو العربية في انتفاضتهم التي تهدف الى الاطاحة بالاسد.
وقال الظواهري فيما يعتقد أنها ثاني رسالة من هذا النوع للمحتجين في سوريا "يا أهلنا في سوريا لا تعتمدوا على الغرب ولا أمريكا ولا على حكومات العرب وتركيا.. فأنتم أعلم بما يدبرون لكم." ووصف الظواهر الاسد بانه جزار وحث المسلمين في تركيا والعراق ولبنان والاردن على النهوض لمساعدة السوريين الذين يواجهون قوات الاسد.
وفي مدينة حلب بشمال سوريا تجمع مشيعون لتشييع جثامين 28 جنديا ومدنيا قتلوا في هجومين بالقنابل على منشأتين للجيش والامن يوم الجمعة. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجومين لكن حكومة الاسد أنحت باللائمة في هجمات سابقة مماثلة في دمشق على تنظيم القاعدة. وتصف دمشق معارضيها بانهم جماعات "ارهابية مسلحة" مدعومة من الخارج.
وخلال تشييع القتلى ناشد مفتي سوريا احمد بدر الدين حسون المعارضة انهاء حملتها. كما دعا الرئيس السوري للقضاء على الفساد.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان الاسد الذي يقول انه يجري اصلاحات لتلبية مطالب المعارضة تسلم نسخة من مشروع الدستور الجديد يوم الاحد.
ونقل عن الاسد قوله "حالما يتم اقرار الدستور تكون سوريا قد قطعت الشوط الاهم ألا وهو وضع البنية القانونية والدستورية عبر ما تم اقراره من اصلاحات وقوانين اضافة الى الدستور الجديد للانتقال بالبلاد الى حقبة جديدة بالتعاون بين جميع مكونات الشعب تحقق ما نطمح اليه جميعا من تطوير لبلدنا يرسم مستقبلا مشرقا للاجيال القادمة."
مواقع النشر