عقدت جامعة الدول العربية أمس اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية الذي تناول الوضع في ليبيا، حيث شغل المجلس الانتقالي المقعد الليبي في أول تكريس سياسي للوضع الجديد بعد انهيار نظام العقيد معمر القذافي.
ورفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالمجلس، بينما تبحث الأمم المتحدة إرسال قوة لحفظ الأمن في طرابلس، وسط دعوات دولية إلى الثوار لاحترام حقوق الإنسان ونبذ ''التطرف'' والتواصل مع الخصوم لبناء الدولة.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة أحمد بن حلي إن أجندة الاجتماع تناولت الوضع العربي العام خاصة التطورات المتلاحقة في المشهد الليبي، ولفت إلى وصول مذكرة إلى الجامعة توصي باعتماد ممثل المجلس الانتقالي عبد المنعم الهوني في مقعد ليبيا وضرورة رفع علمها الجديد.
مقاتل من الثوار يحاول إبطال مفعول ذخيرة شرقي البريقة النفطية
ودعت أوروبا الليبيين لاحترام حقوق الإنسان وتجنب الانتقام، وطلبت من الثوار التواصل مع العناصر التي كانت محسوبة على نظام القذافي، حيث قالت كاثرين أشتون الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد والأمم المتحدة ومنظمات عربية وإسلامية تدعو أعضاء المعارضة إلى التواصل مع خصومهم السابقين، بينما تدعو العقيد معمر القذافي إلى التنحي عن السلطة ''لتجنب مزيد من إراقة الدماء''.
وأوضحت أنها قالت للرئيس الانتقالي مصطفى عبد الجليل في وقت سابق الأسبوع الماضي إن ''التواصل الآن مع القوى السياسية في أنحاء البلاد ضروري للقيام بعملية انتقال ناجحة (للسلطة)''، وفي هذا الخصوص أعرب علي الترهوني نائب رئيس المجلس الانتقالي عن رغبته في دمج أنصار نظام القذافي في الدولة الجديدة التي تتشكل أركانها الآن في ليبيا.
وقال: ''سنحافظ على 90 في المائة من رجال الشرطة الموجودين الآن''، وذكر بأن هناك مباحثات تدور بهذا الشأن، مبينا أنه لن يتم عزل أحد من عمله ''إلا الذين تلطخت أيديهم بالدماء''، مبررا ذلك بأنه يأتي انطلاقا من الرغبة بعدم الوقوع في الأخطاء التي وقعت في العراق بعد انتقال السلطة''.
قال الأمين العام بان كي مون إن المجتمع الدولي قد يضطر سريعا لإرسال قوة شرطة إلى ليبيا، حيث بلغ عدد الأسلحة الخفيفة مستوى غير مسبوق.
وأشار الأمين الأممي إلى أنه ''من الواضح أن التحديات المقبلة كبيرة جدا''. وأضاف ''هناك ضرورة ملحة لوضع حد للنزاع وإعادة النظام والاستقرار. لقد توافقنا جميعا على أنه إذا طلبت السلطات الليبية ذلك، علينا أن نكون مستعدين لمساعدتها في تنظيم قوة شرطة، مع الأخذ في الاعتبار أن البلاد تحوي أسلحة خفيفة''.
وأوضح أن عدد عناصر الشرطة الضروريين لم يتحدد بعد، وستجري مشاورات إضافية حول هذا الموضوع خلال اجتماع دولي حول ليبيا مقرر في باريس في الأول من أيلول (سبتمبر)، وسيلتقي في هذه المناسبة رئيس المجلس الانتقالي.
وأضاف أمين الأمم المتحدة أنه سيتقدم قريبا أمام مجلس الأمن بتوصيات حول الضرورة ''الملحة'' لإرسال بعثة للمنظمة الدولية إلى ليبيا.
ولفت أيضا إلى أن ليبيا تعاني نقصا في الوقود والمواد الغذائية والطبية، وقال ''وفق المعلومات الميدانية، ثمة أزمة في إمداد العاصمة وضواحيها بالمياه، ما قد يعرض ملايين الأشخاص للخطر''.
وتزامن موقف بان مع رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالمجلس الانتقالي ما دامت المعارك لم تتوقف في ليبيا، وعلق على هذا الموقف قائلا ''أعتقد أن على السلطات الليبية والاتحاد الإفريقي إقامة علاقات تعاون على قاعدة تغير الوضع'' في ليبيا، وأضاف ''أعتقد أن الطرفين سيتوصلان لإجراء حوار أفضل''.
وقال معارضون ليبيون إنهم يقتربون من الوصول إلى الزعيم الليبي معمر القذافي وإن جماعات مقاتلي المعارضة ستنضم تحت قيادة واحدة لتوحيد العمليات، حيث تتجه كتيبة للمعارضين إلى سرت مسقط رأس القذافي والواقعة على بعد 450 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس، حيث أطلقت طائرات بريطانية صواريخ كروز على موقع محصن في المدينة، كما ذكرت المعارضة أن هناك قافلة من ست سيارات مرسيدس دخلت إلى الجزائر قادمة من ليبيا يتوقعون أنها لمسؤولين ليبيين بارزين أو للزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه فروا من البلاد. ولم يتسن التأكد من صحة ذلك.
وسيطر مقاتلو المعارضة على معبر رأس جدير الحدودي مع تونس الذي عد مهما لفتح طرق إمدادات من تونس إلى طرابلس، في حين قال حلف شمال الأطلسي إنه نفذ 123 طلعة جوية يوم الجمعة منها 42 طلعة كانت لتحديد وضرب أهداف، وقال الحلف إن الأهداف الرئيسية التي ضربت محيط طرابلس: منشأتان عسكريتان ومنشأة لتخزين الذخيرة ومنصة لإطلاق صواريخ أرض أرض، في محيط سرت: مركبة مدرعة و11 مركبة مسلحة وثلاث عربات عسكرية ونقطة مراقبة عسكرية ومخبآن عسكريان، ومنذ أن تولى حلف شمال الأطلسي قيادة الضربات الجوية يوم 31 آذار (مارس) نفذت طائراته 20518 طلعة جوية من بينها 7732 غارة قصف.
وتضم الدول الأعضاء في حلف الأطلسي التي تشارك في الضربات الجوية فرنسا وبريطانيا وكندا والدنمارك وبلجيكا وإيطاليا والولايات المتحدة.
مواقع النشر