بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أرجو أن لايفهم من مداخلتي أنني من المتعاطفين مع بن لادن بل والله أني حمدت الله أن قضى نحبه وتخلص العالم كل العالم من شروره وعلى وجه الخصوص نحن العرب والمسلمين الذين طالنا منه جزء كبير من القتل العشوائي وسعيا حثيثا منه لتدمير البلاد والعباد ضمن نظريته الدموية ومفاهيمه المتشددة عن الدين الإسلامي دون أدنى تشكيك في انتمائه للدين الإسلامي مع شديد تحفظاتنا
تعددت الأسباب والموت واحد وقيل ما ضير الشاة سلخها بعد ذبحها أما وقد قتل بن لادن بكيفية لا تزال غامضة ولكنها وبلا شك تمت بقسوة بالغة ومفرطة للغاية وإن كان بن لادن في الحقيقة وحشا غليظا في توجهاته وآيدلوجياته وأفكاره إلا أنه كان لايزال قبل موته مخلوقا بشريا وتكفي رصاصة واحدة لترديه قتيلا ونفس الرصاصة كافية إن كانت في مقتل كافية لإرداء الجمل وحتى الفيل وقد تم التمثيل به عمدا بقتل المثله المنهي عنها شرعا وقانونا وذلك باعتراف السلطات الأمريكية التي قالت أن جثه كانت مشوهه
وعن مقولة ما ضير الشاة سلخها بعد قتلها فتلك كناية عن قتل الإنسان والتمثيل بجثته وإن كان الإنسان القتيل لايشعر بذلك إلا أن أي نفس بشرية سوية تشمئز من ذلك وتحقره وتشجبه وتضع نفسها افتراضا مكان الممثل به
أوباما : بعد مقتل بن لادن "العدالة تحققت"
أي عدالة تلك التي تتشدق بها أيها الأوباما ؟
فإبن لادن وإن كان محل احتقار العالم المتحضر بكل أطيافه الدينية وآيدلوجياته الذي أجمع على إدانة أعماله وأفعاله باستثناء المتشددين إلا أنه يؤكد حقوقه وحقوق المسلمين فيه بعد أن أرم
بن لادن كشخص هالك فهو مجرد شخص محسوب على المسلمين وقد أفضى إلى ما قدم وأمره إلى الله وليس من حق أي كان من غير المسلمين العبث برمته وجسده تحت أي ظرف كان وليست أمريكا هي المكلفة بغسله وتكفينه ودفنه وكان حري بأمريكا أن تحترم ديننا الإسلامي وتحترم طقوسنا الدينية إلى جانب إحترام آدميتنا وموقعنا ومكانتنا على مساحات عريضة من خارطة العالم فتبادر إلى تسليم جثة بن لادن إلى أي دولة أو منظمة أو جهة إسلامية لتقوم هي بغسله وتكفينه ودفنه
أما قول أوباما وزمرته أنهم يخشون أن يكون قبره مزارا فقوله مردود عليه فحقيقة الأمر أنه يتهم ويصف بصورة مباشرة أو غير مباشرة المسلمون بأنهم وثنيون بل نحن مسلمون ونعبد الله ولا نشرك به شيئا ودفن موتانا في أي أرض شأن شديد الخصوصية للمسلمين ولايخضع لوصاية أمريكية أو غربيه ولسنا قاصري فهم ومفاهيم وعقول حتى تفرض أمريكا نفسها وتختار وتفرض
علينا كيفية غسل وتكفين ودفن ميتنا ومكان دفنه مع تأكدي أن أمريكا لم تحترم ما زعمته حيال ذلك
أؤكد أنني لست متعاطفا مع بن لادن ولكن بما أنه قضى فهو لم يعد بن لادن بل متوفى
قد أفضى إلى ما قدم وأمره إلى الله
مواقع النشر